آلان مرعب هو فنان لبناني شعبي، برع بغناء الهوارة في الزمن الذهبي للفن اللبناني ولقب بـ “ملك الهوارة”. شارك آلان للمرة الأولى في عمل “القلعة” في مهرجانات بعلبك، مع فرقة روميو لحود، وكانت هذه الخطوة نقطة تحول في مسيرته الفنية، إذ أصبح نجم المسارح، ورافق بعدها فرقة روميو لحود في أعمالها المسرحية كراقص ثم كمغني. اشتهر مرعب في تقديم غناء الهوارة والعتابا والهويدلك والدلعونة، ووقف على أهم المسارح. رحل آلان عن عالمنا عن عمر 58 عاماً بعد أن تغلب عليه مرض السرطان.
سيرته الذاتية
ولد عبد الله جوزف مرعب في 11 كانون الاول/ديسمبر عام 1947 وعرف بآلان مرعب. هو من بلدة العاقورة الجبلية. التحق بمدرسة الحكمة الداخلية في الأشرفية. رغم أنه لمدة عامين درس الهندسة الداخلية، البعيدة كل البعد عن الغناء والموسيقى والرقص وخشبات المسارح والفن، اتجه في شبابه إلى الرقص لا سيما الدبكة التي اكتسبها من أجواء بلدة العاقورة متأثراً بخاله الذي كان محترفاً بالدبكة والأغاني البلدية. ثم اتجه إلى الغناء مستفيداً من خامة صوته الجميلة والصادحة، ساعدته على ذلك أجواء فنية عائلية محيطة به.
مع فرقة روميو لحود:
باكراً انضم إلى فرقة روميو لحود عام 1968. يومها كان في الواحدة والعشرين من عمره حين شارك للمرة الأولى في مسرحية “القلعة” في مهرجانات بعلبك التي تأجلت من عام 1967 حين كان مقرراً ان تشارك صباح في مهرجانات بعلبك الدولية بمسرحية “القلعة” بالاشتراك مع روميو لحود. لكن مع اندلاع حرب حزيران/ يونيو 1967 ونظراً للظروف التي كان يمر بها العالم العربي، تقرر أن تقدم الفنانة صباح بالاشتراك مع روميو لحود برنامجاً غنائياً فلكلورياً بإسم الليالي اللبنانية في بعلبك اقتصر على 7 لوحات فلكلورية على مدرّج هيكل باخوس.
من أهم العروض التي قدمها آلان مرعب مع الفرقة عرض “الفنون جنون” إلا أن مسرحية “القلعة” كانت نقطة التحول الأساسية في حياة الان مرعب، فأصبح نجم المسارح في عشرات الأعمال التي شارك فيها مع روميو لحود، الذي جمعته به أيضا علاقة مصاهرة، بعد زواجه من ناي شقيقة روميو الصغيرة.
الانخراط في المسرح
مسرحية “القلعة” كانت نقطة انطلاق آلان مرعب مع فرقة روميو لحود. وبذلك جال العالم ووقف على أهم المسارح مثل الأولمبيا في باريس، والتياتر دي بوزار وألبرت هول في لندن، وغيرها الكثير. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لم يخل عمل فني مسرحي ناجح من أعمال روميو لحود إلا وكان آلان مرعب من المشاركين فيه كراقص في الرقصات التي تتخللها. من هذه الأعمال “سنغف سنغف” عام 1974، “ياسمين”، و”ليالي زمان”، وأعمال الفنانة صباح التي عاش معها شهر عسل فني لشدة التناغم بينهما.
ونتيجة لخبرته في الرقص قام آلان مرعب بتصميم العديد من الرقصات في العديد من المسرحيات منها مسرحية “هيلو دوللي” من بطولة الفنانة شويكار. وفي عام 1978 قدمت فرقته استعراضات للفنانة صباح في لندن على مسرح “ألبيرت هول”. بعد ذلك سافر إلى باريس مع بعض أعضاء الفرقة لمدة عام ونصف العام.
عام 1987 وأثناء التمرينات لليالي لبنان في مهرجانات بعلبك، اقترح روميو لحود على آلان مرعب الغناء، فكانت أول مشاركة غنائية له لإعادة الفلكلور بصوته. ومنذ ذلك الوقت اشتهر الان مرعب بغناء الهوارة والدلعونا والعتابا والهويدلك. وإذا كان لكل نوع موسيقي فنانوه، ولكل نمط موسيقي أربابه، فإن للهوارة التقليدية ملكها آلان مرعب صاحب لقب “ملك الهوارة”. فهو لم يكتسب هذا اللقب بالصدفة، إذ في زمن كانت فيه الموسيقى تلامس الحداثة وتقترب من الأنماط الموسيقية الغربية بأسلوبها وأجوائها، كان الان مرعب يسير عكس التيار. من أهم الأغاني التي غناها: يا هويدلك، ع لبنان عودوا، لهجر قصرك، الهوارة …
حياته العائلية
تزوج في عام 1979 من مصممة الرقص ناي لحود في باريس ثم عادا الى لبنان في أواخر العام ورزقا ثلاثة اولاد هم الياس وعصام وروفايل. وهو شقيق عارضة الازياء اللبنانية تونيا مرعب التي كانت عضو لجنة تحكيم في برنامج “ستديو الفن” وبرنامج “سوبر ستار”.
الوفاة
في 24 يوليو /تموز من عام 2005، وبعد سنوات من اليأس بسبب ما آلت إليه الأوضاع على الساحة الفنية اللبنانية، رحل آلان مرعب عن ثمانية وخمسين عاماً، بعدما تغلبت قوة مرض السرطان على قوة صوته…
لم تكرّم الدولة اللبنانية هذا الفنان المميز باللون الغنائي الذي تفرّد به، فأهملت تكريم مبدع لبنان وملك الهوارة كما كان يجب أن تفعل.