نشأت مارغريت الملقبة بالأميرة فهمي، في عائلة فقيرة، وعاشت حياة غريبة غير عادية، إذ قيل عنها أنها امرأة متعددة الوجوه، إذ تحولت من امرأة ليل إلى أميرة، ثم ارتكبت جريمة وأفلتت من العقاب بطرق ملتوية. لقبت مارغريت بالكثير من الأسماء، من مارجريت لوران، والأميرة فهمي، وماغي ميلر، وجميع هذه الألقاب كانت تدل على أحداث مثيرة وشهدت تحول الفتاة الفرنسية من فتاة ليل إلى أميرة وقرينة للملوك، ثم إلى قاتلة إذ اتهمت بجريمة قتل زوجها الأمير المصري علي بك فهمي.
نشأتها
ولدت مارغريت ماري أليبرت في 9 كانون الأول/ديسمبر عام 1890، وكانت الابنة الكبرى لزوجين فقيرين، كان الأب يعمل سائقاً والأم مدبرة منزل في بيوت بعض النبلاء.
عاشت مارغريت وهي مولعة بأجواء القصور المخملية للطبقة الراقية، وكان طموحها ليس مجرد التواجد في تلك القصور كخادمة مثل والدتها، إنما أن تكون جزءا من تلك الطبقة.
حملها من رجل مجهول وطردها من المدرسة
كانت مارغريت فتاة جميلة ذات بشرة صافية وشعر طويل بني محمر، وكانت ذات طلة جذابة ومثيرة. فلفتت انتباه مدام دينارت مالكة بيت دعارة من الدرجة العالية في باريس، فوجدت مارغريت باب الدعارة سبيلاً لهروبها من الفقر والعيش في الحياة الراقية، وبدأت العمل كفتاة ليل في الشوارع، وعملت مع مدام دينارت وبدأت في جذب الرجال من خلال عروضها الغنائية في الحانات.
الحب في حياتها
وفي عام 1913، انتهت علاقتها وخرجت منها مارغريت إذ حصلت على 200 ألف فرنك من حبيبها السابق.
كان الأمير إدوارد حينها ضابطا في حرس غرينادير في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.
قام أحد أصدقاء إدوارد الارستقراطيين بترتيب لقاء رسمي بين الاثنين، وأعجب الأمير على الفور بمارغريت، وبدأ يزورها سراً كلما سنحت له الفرصة في ظل واجباته الحربية، كما أرسل لها حوالي 20 رسالة مفعمة بمشاعر الحب أثناء وجوده في الخدمة، وكشف لها معلومات عن الوضع في الجبهة مع تعليقات ساخرة ومهينة لوالده الملك جورج الخامس.
استمرت علاقة إدوارد وعشيقته مارغريت لمدة عام، وبعدها فقد إدوارد اهتمامه بها، وتحول نحو امرأة أخرى متزوجة، فشعرت مارغريت بأن الأمير ينوي تركها، لذلك استغلت رسائله لابتزازه مقابل مبالغ طائلة من المال، ثم توقفت بعد فترة واحتفظت بالرسائل للاستفادة منها في وقت لاحق.
هكذا جمعت ثروتها
تزوجت مارغريت فوراً من تشارلز، إلا أن الزواج دام 6 أشهر، وحصلت بعدها مارغريت على الطلاق وعلى تسوية مالية هائلة. وبطلاقها”، أصبحت مارغريت امرأة مستقلة، تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وتملك إسطبل لعشرة خيول وخدم بدوام كامل وسيارتين ليموزين. كما أنها اجتمعت مع ابنتها ريموند وأرسلتها إلى أفضل مدرسة داخلية في البلاد.
رحلتها الى مصر وعلاقتها مع مليونير مصري
وقع علي بك سريعاً بحب مارغريت، وهي بدورها سيطرت عليه سيطرة كاملة، وتزوجا مدنيا بباريس، في نفس العام.
أعلنت مارغريت إسلامها بعد فترة وجيزة من الزفاف، وأعطاها علي بك اسم منيرة، وهو اسم والدته، كما قام ببناء قصر في الزمالك لها بمبلغ هائل، ويعرف هذا القصر في الوقت الحالي بـ “قصر عائشة فهمي”.
لم تتقبل الأميرة فهمي الحياة الشرقية بعاداتها وتقاليدها، بالرغم من المبالغ الهائلة التي أنفقها زوجها عليها، إذ كان علي بك بحاول إخضاع زوجته لطريقة الحياة والسلوك والتقاليد في مصر، وأدركت هي بدورها أنها قد حاصرت نفسها في قفص، وقالت أنها لا يمكن أن تكون أبدًا الزوجة الإسلامية المطيعة والخاضعة والمتواضعة التي تخيلها علي.
قتلت زوجها
أُخذت مارغريت على الفور إلى السجن، ومن ثم إلى المحكمة، إلا أن المحكمة حكمت ببرائتها، لأنها كانت ضحية عنف زوج همجي.
وكانت مارغريت قد استخدمت الرسائل التي أرسلها الأمير إدوارد لها، لابتزاز العائلة المالكة من اجل ان لا يتم اعدامها، ما شكل تهديداً للمؤسسة البريطانية بأكملها، التي تدخلت لمنع حدوث أكبر فضيحة في القرن.
إطلاق سراحها واعطائها ميراث زوجها الذي قتلته
وقام الملك فؤاد، بسبب الضغوط السياسية، بإعطاء مارغريت ربع الميراث، ارضاءا للمندوب السامي البريطاني، إلا أن رئيس المحكمة العليا الشرعية آنذاك، الشيخ طه حبيب رفض هذا قرار الملك فؤاد، فقام الأخير بعزله من القضاء.
عادت مارغريت إلى باريس، وفي جعبتها ثروة زوجها القتيل، كما أنها كانت تحمل اسمه “الأميرة مارغريت فهمي”، وعاشت هناك لبقية حياتها، حتى توفيت في شقة صغيرة بباريس في الثاني من كانون الثاني/يناير عام 1971م عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
قصة الأميرة فهمي وزوجها علي بك تحولت لمادة مهمة للدراما، وأصبحت موضوعاً لمسرحيات وأفلام سينمائية وروايات مصرية وعالمية.