في ظل مناخ دولي غير مستقر، تستعد الحكومة الفرنسية لإطلاق حملة لتوزيع “كتيب النجاة” على جميع الأسر، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بسبل التعامل مع الأزمات المحتملة، سواء كانت نزاعات مسلحة، كوارث طبيعية، أو أوبئة جديدة.

اعلان

ويأتي هذا الكتيب، المكوّن من 20 صفحة، على غرار كتيبات مماثلة وُزعت في دول أوروبية أخرى، مثل النرويج والسويد، حيث أصدرت الأخيرة كتيبها الشهير “Om krisen eller kriget kommer” (“في حالة حدوث أزمة أو حرب”) عام 2018.

وبحسب مصدر حكومي نقلت عنه إذاعة “أوروبا 1″، فإن الكتيب الفرنسي سيتضمن “الإجراءات الأساسية الواجب اتخاذها في حال وجود تهديد وشيك”.

وتؤكد الحكومة أن الكتيب يندرج ضمن استراتيجية الصمود الوطني، التي أُطلقت بعد جائحة كوفيد-19 لتعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع الأزمات المختلفة، سواء كانت طبيعية، تكنولوجية، سيبرانية، أو أمنية.

ثلاثة محاور رئيسية

يقسم الكتيب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:

  • “إجراءات الحماية”: يركز هذا القسم على تعزيز التضامن المجتمعي والاستعداد الفردي، عبر توفير قائمة بأدوات النجاة التي يُنصح بتخزينها في المنزل تحسبًا لأي طارئ. وتشمل هذه الأدوات ستة لترات من المياه المعبأة، عشر معلبات غذائية، بطاريات، ومصباح يدوي لمواجهة أي انقطاع في التيار الكهربائي.
  • “الإجراءات الواجب اتباعها في حالات الطوارئ”: يوضح هذا القسم الخطوات الواجب اتباعها عند مواجهة تهديد وشيك، بما في ذلك أرقام الطوارئ وترددات الراديو، إلى جانب توصيات مثل إغلاق الأبواب في حال وقوع حادث نووي.
  • “شارك”: يوضح هذا القسم كيفية الالتحاق بقوات الاحتياط، سواء في المجال العسكري أو المجتمعي، في إطار تعزيز قدرات الدولة لمواجهة الأزمات.

جدل حول جدوى التوصيات

أثار إعلان الحكومة موجة انتقادات عبر الإنترنت، حيث اعتبره البعض “إهدارًا للمال العام”، بينما شبهه آخرون بكتيبات الحرب الباردة. وتعالت أصوات ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة الحكومة بـ”التوقف عن خلق أجواء من الخوف والقلق”.

في المقابل، يرى المسؤولون أن إعداد هذا الكتيب جاء في سياق أمني متغير، لا سيما بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون في 5 آذار/مارس، التي أشار فيها إلى أن “خطر النزاع المسلح مع روسيا يشمل جميع الدول الأوروبية”، داعيًا إلى تعزيز الدفاعات المشتركة للقارة.

ورغم أن دوافع إصدار الكتيب قد تبدو مبررة، إلا أن بعض المنتقدين يرون أن النصائح ليست ذات جدوى عملية. إذ تساءل البعض عن مدى فاعلية إغلاق الأبواب في مواجهة انفجار نووي، مشككين في جدوى هذه التوصيات التي تفتقر إلى حلول عملية في حالة وقوع كارثة واسعة النطاق.

وفي انتظار وصول الكتيب إلى صناديق البريد، هل يمكن أن يتضمن الدليل إرشادات عن كيفية التصرف في حال وقوع كارثة الزومبي من قبيل تلك التي تناولها فيلمzombie apocalypse..”؟

المصادر الإضافية • Europe 1, Le Figaro

شاركها.
Exit mobile version