تصاعدت القيود على الكتب في المدارس الأمريكية، حيث كشفت دراسة جديدة أجرتها منظمة القلم الأمريكية “PEN America” أن معظم الكتب المحظورة تناولت موضوعات تتعلق بالتنوع العرقي والجندري.
ووفقًا للدراسة، من بين 4,218 كتابًا تم حظرها خلال العام الدراسي 2023-2024، احتوى 36% منها على شخصيات خيالية أو حقيقية من الأقليات العرقية، بينما تناول 29% موضوعات مرتبطة بالمجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا وغيرهم.
ورغم أن أكثر من نصف طلاب المدارس في الولايات المتحدة ينتمون إلى أقليات عرقية، تشهد البلاد محاولات متزايدة لتقليل وصول الطلاب إلى الكتب التي تتناول قضايا العرق. ويشير تحليل المنظمة إلى أن 44% من الكتب التاريخية والسير الذاتية التي تم حظرها تضمنت شخصيات من الأقليات، منها 29% تحديدًا عن شخصيات سوداء.
وفي تعليق على هذه الظاهرة، وصفت سابرينا بايتا، المديرة العليا لبرنامج “حرية القراءة” في منظمة القلم الأمريكية، هذه الموجة من الرقابة بأنها “هجوم خطير على الفئات المهمشة تاريخيًا”، مضيفة: “عندما نزيل الكتب التي تتناول مجموعات معينة من رفوف المكتبات، فإننا نقوض الهدف الأساسي للمكتبة، وهو عكس تجارب جميع الناس. العواقب السلبية على الشباب حقيقية ولا يمكن تجاهلها”.
وعادةً ما يتم تبرير حظر الكتب التي تتناول موضوعات المثليين والمتحولين جنسيًا وغيرهم بحجة احتوائها على مواد جنسية صريحة. إلا أن تحليل منظمة القلم الأمريكية كشف أن 31% فقط من الكتب المحظورة تضمنت إشارات إلى تجارب جنسية، ومعظمها بتفاصيل محدودة، بينما 13% فقط احتوت على وصف مباشر لهذه التجارب.
وفي ظل تصاعد هذه السياسات، تم تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة حظر للكتب في أنحاء الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها، وفقًا للتقرير. وترى المنظمة أن تصاعد “الأيديولوجية القومية المسيحية وتفوق العرق الأبيض” هو السبب الأساسي وراء هذه السياسات التي تستهدف الأدب العرقي والمثليين.
وتزامن ذلك مع تغييرات كبيرة في السياسة التعليمية، حيث شهد العام الدراسي الماضي تصاعدًا في هذه الإجراءات، لكن الأمر تفاقم منذ تولي دونالد ترامب منصبه في بداية 2025، حيث أصدر قرارات واسعة لتقييد الوصول إلى المواد التعليمية المتعلقة بالتنوع.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أصدر البنتاغون مذكرة أزالت 67 ألف طالب في 160 مدرسة عسكرية داخل الولايات المتحدة و11 دولة أخرى – منها ألمانيا وتركيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والمملكة المتحدة وبلجيكا – من الوصول إلى الكتب التي تتناول قضايا العرق والجندر.
وأثار الأمر جدلًا واسعًا عندما تم إدراج كتاب الأطفال فريكلس ستروباري “Freckleface Strawberry” للممثلة جوليان مور ضمن قائمة الحظر، بسبب قصته التي تشجع على تقبل الفروقات الشخصية.
ولم تقتصر هذه القرارات على الكتب فقط، بل امتدت لتشمل حذف مواد تعليمية مرتبطة بمناهج “التنوع والإنصاف والشمول” (DEI)، حيث تم إلغاء محتويات “شهر تاريخ السود”، الذي يُحتفل به عادة في فبراير، من مناهج وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي سياق أكثر تصعيدًا، أصدر كريج ترينور، مساعد وزير التعليم الأمريكي للحقوق المدنية بالإنابة، رسالة تهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تعتمد برامج تدريبية أو أنشطة تعليمية تتعلق بمفاهيم “التنوع والإنصاف والشمول” (DEI).