حذّر خبراء الغذاء والزراعة في الأمم المتحدة من تفاقم أزمة إنفلونزا الطيور مع انتشار العدوى بين الدواجن وانتقالها إلى البشر والحيوانات حول العالم.

اعلان

وفي حديث من روما، شدد مسؤولون في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) على ضرورة تعزيز مراقبة الأمراض، وتطبيق تدابير الأمن الحيوي، واتخاذ إجراءات صارمة للحد من تفشي الفيروس، الذي يُعرف باسم أتش 5 أن 1 (H5N1)، ويواصل انتشاره السريع.

رغم انتشار إنفلونزا الطيور بين الطيور البرية في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، فإن انتقال الفيروس إلى الثدييات، بما في ذلك تفشيه الكبير بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة منذ العام الماضي، أثار مخاوف كبيرة بين خبراء الصحة العامة وسلامة الغذاء.

وأشار جودفري ماغوينزي، نائب المدير العام لمنظمة “فاو”، إلى أن تفشي الفيروس بين الطيور يؤدي إلى “تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، تشمل فقدان مصادر غذائية مهمة، وتأثر الوظائف والدخل في المناطق الريفية، واهتزاز الاقتصادات المحلية، إضافة إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين”.

ومنذ عام 2021، أصاب الفيروس أكثر من 300 نوع من الطيور البرية، وفقًا لمنظمة “فاو”، التي أكدت أن الحكومات تحتاج إلى تعزيز إجراءات الرقابة الصحية والتدابير الوقائية، كما دعت إلى “النظر في إمكانية استخدام اللقاحات” كأحد الحلول المحتملة للحد من المخاطر المرتبطة بإنفلونزا الطيور.

ولم يقتصر تفشي الفيروس على الدواجن والأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، بل امتد ليصيب حيوانات في حدائق الحيوان، وقططًا، وحيوانات برية حول العالم.

كما سجلت حالات إصابة بشرية، حيث شهدت الولايات المتحدة أول وفاة بشرية نتيجة إنفلونزا الطيور في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى جانب إصابة 69 شخصًا آخر بالفيروس، وفقًا لهيئة صحية أمريكية. وفي المملكة المتحدة، أصيب شخص بسلالة مختلفة من الفيروس بعد احتكاكه بطيور مصابة في إحدى المزارع.

ورغم عدم وجود أدلة حتى الآن على انتقال الفيروس بشكل مستدام بين البشر، تؤكد السلطات الصحية الأوروبية أن الخطر على عامة الناس لا يزال منخفضًا.

مع ذلك، حذر العلماء الأوروبيون من 34 طفرة جينية قد تسهل تكيف الفيروس وانتقاله بين البشر. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت المملكة المتحدة أنها بصدد تخزين خمسة ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور تحسبًا لاحتمال تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على إصابة البشر والتسبب في جائحة.

وفي سياق متصل، أكدت بيث بيكدول، نائبة المدير العام لمنظمة “فاو”، أن احتواء الفيروس وتقليل مخاطره على البشر وسلاسل الإمداد الغذائي يتطلبان تعاونًا دوليًا مكثفًا. واختتمت بيكدول قائلة: “السلسلة لا تكون أقوى من أضعف حلقاتها”.

شاركها.
Exit mobile version