يتم جلب الأصداف البحرية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا وسلطنة عمان وأحيانًا اليابان، أما الخشب فهو محلي، يتم جلبه من دمياط.

ظلت صناعة المنتوجات الفسيفسائية الصدفية حية في قرية ساقية المقندي في محافظة المنوفية المصرية، يتناقلها الحرفيون جيلاً بعد جيل.

وبفضل وجود حوالي 40 ورشة في القرية يتم إنتاج تحف بديعة، تباع في بازارات القاهرة والأسواق الدولية مثل السعودية ودبي وألمانيا وفرنسا.

في إحدى ورشات ساقية المقندي تتحول الشظايا الصغيرة المقتطعة من الأصداف البحرية إلى أعمال فنية، ستملأ محلات خان الخليلي التجارية في العاصمة المصرية.

 تعتبر هذه الحرفة التقليدية المصرية عملاً دقيقاً ومعقداً، إذ يتم وضع قطع صغيرة من الصدف المصقول بعناية على لوح خشبي، لتتبلور عليه شيئاً فشيئاً التصاميم الهندسية المختارة. 

ويقول الحرفي كريم سعيد: “عليك التحلي بالصبر كي تبتكر التصميم، الذي قد يستغرق إتمامه ساعة، فيما قد يتطلب تصميم آخر يوماً وربما شهراً كاملاً”.

تنتقل مهارات القص والتصميم وصنع هذه المنتوجات عبر الأجيال، ويوضح كريم سعيد القول: “يمكن القول إنني ولدت هنا، حيث ترعرعت في ورشة أبي، وهنا تعلمت أصول الحرفة من الألف إلى الياء”.

أما الحرفي الآخر أحمد علي فيقص الأصداف إلى قطع مناسبة كما يريدها المصمم، مستعيناً بآلته ويقول: “أنا خبير باستعمال هذه الآلة، إذ أقص الأصداف إلى قطع بمختلف الأحجام والأشكال التي يحتاجها العمال”. 

الأثاث والطاولات وألواح الشطرنج وصناديق الهدايا، هي بعض المنتوجات التي يصنعها الحرفيون هنا. ويتم جلب الأصداف البحرية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا وسلطنة عمان وأحيانا اليابان، أما الخشب فهو محلي، يتم جلبه من دمياط.

تعد الأدوات المستخدمة في صنع هذه التحف البديعة باهضة الثمن، وقد ازداد الأمر صعوبة منذ جائحة كوفيد-19 وركود قطاع السياحة.

ويأمل الحرفي سعيد عمار الذي يمارس الحرفة منذ سنة 1976 باعتراف أوسع بهده الحرفة، ويقول إن هذه الصناعة التقليدية الجميلة تعتبر حرفة فريدة في مصر وكنزا في محافظة المنوفية، راجياً من السلطات في مصر أن تعتني بها أكثر فأكثر.

شاركها.
Exit mobile version