عمر ميقاتيممثل لبناني شارك في العديد من الأعمال الفنية اللبنانية منذ خمسين عاماً فتنقّل فيها بين المسرح والإذاعة ومواقع التصوير التلفزيونية. كتب وأخرج عشرات البرامج، وما زال منتجو المسلسلات يستعينون به حتى اليوم في أدوار يتقن أداءها.
الولادة والدراسة
ولدعمر ميقاتيفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1944 في طرابلس في شمال لبنان. كان صغيراً بعمر التسعة أعوام في الصف السادس ابتدائي في مدرسة الفرير حين تلقى والده نزار عرضاً للانضمام إلى إذاعة الشرق الأدنى ككاتب ومخرج. فتركت العائلة مدينة طرابلس عام 1956 بعد أن قدّم والده عشرات المسرحيات الناجحة على مسرح مدرسة الفرير.
أنهى عمر دراسته الثانوية في الكلية البطريركية في بيروت، وحاز على شهادة أهلية في الإخراج الإذاعي والمسرحي. ولم يُكمل تحصيله العلمي في الجامعة، بل اكتفى بشهادة البكالوريا القسم الثاني، ثم عمل على اتقان اللغة بنفسه.
البداية في الإذاعة
بدأ حياته الفنية في سن مبكرة بتشجيع من والده نزار ميقاتي. دخل إلى الإذاعة اللبنانية وهو في بداية العشرينيات من عمره، وعمل فيها حتى عام 2008، وتسلّم قسم الإخراج من عام 1990 ولغاية 2002. وشارك في مئات الحلقات والبرامج الإذاعية لأكثر من أربعين سنة تمثيلاً وإخراجاً وكتابة.
التلفزيون
كانعمر ميقاتيفي الواحدة والعشرين من عمره حين ظهر للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة ملتحقاً بمسلسل “أبو ملحم” على الهواء مباشرة. وشارك في مسلسل “رسول الخليفة” و”دائرة الضوء”، إخراج الراحل رشيد علامة. هذا إضافة إلى أدائه أدواراً في أعمال تاريخية بإدارة المخرج رفيق حجّار ومسلسلات مثل: حكايا وحكواتي، حي الموزاييك الذي أخرجه أنطوان ريمي للراحل محمّد شامل، وأعمال أخرى كـ”طالبين القرب” لمروان نجار و”إنت الحكم” الخاص بشهر رمضان لناصر فقيه.
وشارك ميقاتي أيضاً في التلفزيون بعدد كبير من المسلسلات من بينها: إبنة المعلم، مش ظابطة، شتي يا بيروت، صائمون ولكن، ياسمينة، الأرملة والشيطان، مالح يا بحر، رجل من الماضي، تجارة عن تراض، أوراق الزمن المر، السهام الجارحة، حكاية طريف، جحا الضاحك الباكي، البخلاء، بربر آغا، فاميليا، دكتور هلا، الليلة لأخيرة. وشارك من وقت إلى آخر في اسكتشات من سلسلة “أبو رياض” على شاشة تلفزيون “المستقبل”، وغيرها الكثير.
في المسرح
خشبة المسرح هي علاقته المباشرة مع الجمهور وحضوره الذي يصل إليه مباشرة. عام 1967 عمد إلى إعداد تمثيلية باللغة الفرنسية، ضمن محترَف Ecole des lettres، مع شبان وشابات من مختلف الجنسيات، لعب فيها دور المُهرّج، وعرضت على خشبة المسرح الوطني، أمام شوشو ووالده. ثم وقف ميقاتي على خشبة المسرح في مسرحية “البخيل” للكاتب الفرنسي موليير. وعمل كعنصر مساعد في المسرح بين عامَي 1965 و1967. في ذلك العام توجّه إلى جمهور المسرح الوطني حتى عام 1970، في “شوشو والعصافير”، “الحقّ عَ الطليان” و”حب تحت الصفر”. كما أخرج عام 96 “عريس السنيورة” الذي قام بدور البطولة فيها خضر علاء الدين (نجل شوشو)، إلى جانب زياد مكوك وهلا منسى.
ثم انتقل ميقاتي إلى مسرحيات مع المخرج روجيه عساف ومع المخرج يعقوب الشدراوي في مسرحية “العتب عالبصر”، وصولاً إلى مسرح زياد الرحباني في تسعينيات القرن الماضي في مسرحية “بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (1993) و”لولا فسحة الأمل”. ووقف على مسرح منصور الرحباني في مسرحية “المتنبي” عام 2000 والتي عرضت في لبنان ودبي ودمشق وقطر والأردن، و”قرطبة جوهرة الشرق” لإلياس الرحباني عام 2007، وعمل لثماني سنوات مع أسرة مسرح جورج خباز في عروض متواصلة، وكانت مسرحية “يوميات مسرحجي” واحدة منها. إلا أنه وصل إلى مرحلة عدم القدرة على الاستمرار بشكل يومي في تقديم العروض فاكتفى بالمشاركة مرة أو مرتين أسبوعياً.
السينما
شاركعمر ميقاتيفي السينما بعدد قليل من الأفلام كان من بينها “خليك معي” للمخرج إيلي حبيب و”السيدة الثانية” و”مدام بامبينو” و”الثلثاء 12″ و”ماكس وعنتر”..
ميقاتي وطرابلس
لم ينقطع عمر يوماً عن زيارة مدينته طوال سني عمره. وبعدما عُيّن مؤخراً رئيساً فخرياً لجمعية المسرح الوطني في طرابلس، يقوم بالتردّد إلى هذا المسرح وذلك لتدريب الطاقات والمواهب. هذا المسرح كان في الأساس صالة سينما، قام الفنان قاسم إسطنبولي بمبادرة تحويلها إلى مسرح وطني، مانحاً عمر ميقاتي اللقب الفخري تقديراً لوالده نزار ميقاتي، المخرج والكاتب ومؤسس “فرقة الأنوار”، وكذلك مؤسس المسرح الوطني في لبنان.
الدبلجة
كان لعمر ميقاتي مساهمات في دبلجة المسلسلات ومنها: أصحاب الكهف، أميرة الروم، المختار الثقفي – النعمان بن بشير، مريم المقدسة، ويوسف الصديق – ألخماهو.
التدريب على الإلقاء
كان والدعمر ميقاتيهو مدرسته الكبرى التي اكتسب فيها اللغة العربية لفظاً وإلقاءً فكان ذلك مفتاح ولوجه عالم التمثيل المسرحي، ومن ثَم التلفزيوني قبل أن يتولى مهمة تدريب الاعلاميين على اللفظ والإلقاء السليمين.
وتولى عمر ميقاتي تدريب الوجوه الجديدة من المذيعين والمراسلين والمحتاجين إلى تدريب في الإلقاء والإعداد وكل ما يتعلّق بلهجة الفصحى في تلفزيون “المستقبل” إلى أن أقفل أبوابه. واعتمدته “جامعة بيروت العربية” اعتباراً من 2007- 2008 كأستاذ محاضر في مادة أعدّها هو لطلاب السنة الرابعة في فرع الإعلام لديها. وتعلّم هذه المادة تقنيات العمل الإذاعي بكافة جوانبه، إضافة إلى التدريب على النطق والإلقاء السليمين.
الجوائز
جالعمر ميقاتيالعالم بأعماله ونجاحاته وموهبته وحصد الكثير من شهادات التقدير والجوائز والتكريمات والأوسمة والنياشين خلال مشواره الفني ولا زال. وهو يحتفظ بأوسمة تقديرية في منزله، ومن بين الجوائز جائزة “موريكس دور” عام 2010. وكرّم من التلفزيون اللبناني ووزارة الثقافة عام 2012.
كتاب “مشوار نزار”
عمل عمر ميقاتي على مدى عشرين عاماً على إنجاز كتاب “مشوار نزار” الذي يشرح فيه رحلة والده نزار ونجاحاته من مسقط رأسه الفيحاء إلى المسرح الوطني وصولاً إلى الانتشار الكبير. ومن المتوقع أن يصدر هذا الكتاب قريباً.
