في مثل هذا اليوم، وُلِد الممثل الفلسطيني غسان مطر، أحد أبرز الوجوه التي طبعت الدراما العربية بحضورها القوي وصوتها المميز.
ورغم رحيله، ما زال اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور العربي الذي أحب أداءه المختلف وقدرته على تجسيد الشخصيات المركّبة، خصوصًا أدوار الشر التي جعلته واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا في السينما والدراما المصرية.
بدأ غسان مطر مسيرته في ستينيات القرن الماضي، وحمل معه تجربة إنسانية وفنية غنية شكلتها سنوات طفولته في فلسطين وتنقله بين العواصم العربية. ومع انتقاله إلى مصر، انطلق في عالم التمثيل ليثبت نفسه بسرعة من خلال أدوار صارمة وحضور مهيب أمام الكاميرا، قبل أن يبرهن لاحقًا قدرته على تقديم أعمال اجتماعية وإنسانية بكثير من العمق والصدق.
وقدّم مطر خلال مشواره عشرات الأعمال التي لاقت انتشارًا واسعًا، من بينها أفلام بارزة ومسلسلات شكلت علامات مهمة، منها “الفرسان”، “أيام السادات”، و”دموع في عيون وقحة”، وغيرها من الأعمال التي منحت الشخصية العربية مساحة حقيقية للتعبير عن قضاياها وهويّتها.
لم يكن غسان مطر مجرد ممثل يؤدي أدوارًا، بل كان صاحب رؤية ووعي ثقافي، انعكس في مشاركاته الفنية ومسيرته النقابية لاحقًا، إذ شغل مواقع عديدة في اتحاد الفنانين العرب.
وفي ذكرى ميلاده، يستعيد محبيه إرثه الكبير الذي تركه عبر أدوار لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين، وصوت لا يشبه أحدًا، ومسيرة بقيت شاهدة على قوة الفن في مقاومة النسيان… تمامًا كما أراد هو دائمًا: أن يبقى حاضرًا في الوجدان، حتى بعد الغياب.
