في نظرية جريئة، يقول باحث إيطالي إن والدة الفنان والرسام والعالم العبقري الإيطالي ليوناردو دا فنشي كانت من العبيد الشركس وجاءت أصلا من جبال القوقاز. فإلى ماذا استند المؤرخ في نظريته؟

ليوناردو دافنشي، الرسام والفنان والعالم الإيطالي متعدد المواهب والمعروف عالميا، صاحب “الموناليزا” و”العشاء الأخير” ورمز عصر النهضة في أوروبا، حتى أن البعض يعتبره أعظم رسام في التاريخ…. لطالما كان يُعتقد أن والدته كانت ابنة أحد الفلاحين من مقاطعة توسكانا.

لكن اكتشافا جديدا لمؤرخ إيطالي متخصص في ليوناردو دافنشي، وبروفيسور في جامعة نابولي اسمه كارلو فيتشه، اكتشف وثيقة تاريخية قد تغير ما كان الجميع يظنه عن والدة دافنشي.

يقول المؤرخ فيتشه إن حياة كاترينا، والدة دافنشي كانت أعقد مما كان يعتقده الناس حتى الآن، ويتابع: “لقد كانت أَمَة شركسية اختـُطفت من وطنها في جبال القوقاز وبيعت عدة مرات مرورا بالقسطنطينية إلى البندقية إلى أن وصلت إلى فلورنسا حيث تعرفت على كاتب العدل الشاب بيرو دافنشي.”

وثيقة إعتاق من العبودية

يقول الأكاديمي فيتشه إن فرضية كون والدة ليوناردو قد جاءت كأمَة من المشرق هي فرضية موجودة منذ بعض الأعوام، لكن هو نفسه لم يكن يعتبرها معقولة أو ممكنة… إلى أن وجد المؤرخ الدليل القاطع في أرشيف مدينة فلورنسا، حيث عثر بالصدفة هناك على وثيقة بتاريخ الثاني من نوفمبر تشرين الثاني عام 1452، وهو مقتنع بأنها تثبت نظريته. حسب فيتشه، فإن هذه الوثيقة كتبها والد دافنشي نفسه، وهي وثيقة قانونية تعتق كاترينا من العبودية.

المثير في الموضوع أيضا، أن ليوناردو وُلد خارج إطار الزواج، وأنه عندما كُتبت هذه الوثيقة، كان عمره ستة أشهر.

من الجدير بالذكر أيضا أن فيتشه نفسه كتب رواية عن والدة دافنشي بعنوان: “ابتسامة كاترينا ـ والدة ليوناردو”. وقد عرض المؤرخ الوثيقة الثمينة هذه خلال مؤتمر صحفي في دار نشر “جونتي” في فلورنسا.

ما يقوله المؤرخ الإيطالي هو تغيير جذري في الحديث عن أصل وفصل الفنان والعالم العبقري ليوناردو، فقد كانت النظرية السائدة حتى الآن تقول إن والدته هي ابنة أحد الفلاحين وكان اسمها كاترينا دي ميو ليبي.

بالنسبة للباحث فيتشه، فإن المعاناة التي مرت بها والدة ليوناردو، كونها بيعت في أسواق النخاسة وكانت “مهاجرة”، قد أثر بالطبع على أعمال ابنها، فهي قد “خلفت له إرثا مهما، بالأخص فكرة الحرية، التي هي أهم شيء بالنسبة للعبد، والتي كانت بمثابة إلهام لأعمال ليوناردو العلمية والفنية.” ليوناردو نفسه أمضى حياته متنقلا في جميع أنحاء إيطاليا وتوفي في فرنسا عام  1519.

“النظرية الأكثر إقناعا”

ورغم أن باحثين آخرين متخصصين في حياة ليوناردو دافنشي لديهم نظريات أخرى حول هوية والدته، إلا أنها أكثر النظريات إقناعا بالنسبة للمؤرخ المتخصص بحياة ليوناردو، باولو غالوتسي، عضو أكاديمية لينسيان المرموقة للعلوم في روما. لكنه يستدرك قائلا: “بالطبع سيبقى هناك ذرة ضئيلة من الشك، لأننا لا نستطيع إثبات هذه النظرية عن طريق اختبار الحمض النووي.”

يقول غالوتسي إن ذلك الأمر لا يدهشه، فهذه “الحقبة التاريخية هي بداية العصر الحديث والتبادل بين الشعوب والثقافات والحضارات، الذي انبثق منه عالمنا المعاصر.”

شاركها.
Exit mobile version