يحتفي محرك البحث “غوغل” اليوم بالذكرى الـ190 لميلاد الموسيقي الألماني الشهير يوهانس برامز، ليفتح الباب على إعادة التعريف بالموسيقار الذي ألف العديد من السيمفونيات وموسيقى “الحجرة” ومعزوفات خصيصا للبيانو والأرغن، وكان كذلك عازف بيانو موهوب وعمل مع كبار فنانين عصره.
ولد يوهان برامز في مدينة هامبورغ بألمانيا وكان والده عازف كونترباص في أوركسترا الأوبرا بها. تعلم العزف على البيانو من صغره، وكان في شبابه يساعد العائلة بالعزف في المقاهي وحفلات الرقص، ولكنه لم ينقطع عن دراسة النظريات والعلوم الموسيقية. ولما بلغ العشرين كانت موهبته كعازف بيانو قد نضجت، فقرر أن يقوم بجولة في مختلف مدن ألمانيا يعزف منفردًا في الحفلات. وفي سنة1859 قدم كونشرتو البيانو الأول، واختلفت حوله الآراء كثيرًا. وبعد فترة انتقل إلى سويسرا حيث أقام سنتين ووجد ناشرًا لمؤلفاته وطلبات عديدة له. وفي سنة 1862 عاد إلى فيينا ليستقر فيها نهائيًا بعد أن قدم كثيرًا من أعماله وتوطد مركزه الموسيقي.
كان برامز إنسانًا بسيطًا لا يسعى وراء الدعاية لنفسه أو لأعماله، يحب الطبيعة ويحب مجالسة الأصدقاء ولكن على شرط ألا يشغلوا وقته عن التأمل والتفكير فيما يكتب. وفي سنة 1897 تُوفي برامز بسرطان الكبد بعد صراع مرير مع هذا المرض
فنه يمثل خليطا من التقليدية والابتكار، حيث تتجذر في موسيقاه التقنيات والقواعد التي وضعها أسلافه الكلاسيكيين، ولكن له لمساته التجديدية التي ألهمت الكثير من اللاحقين له وأصبحت نقطة انطلاق لجيل جديد من الملحنين.
ولا تثير مؤلفات برامز الإعجاب من أول مرة – ولكنها من النوع الذي كلما ازداد الاستماع إليها ازداد فهمها وبالتالي الإعجاب بها. وأهم مؤلفاته تشمل على أعمال للكورال والأصوات المنفردة والأوركسترا التي كتبها على أشعار وقصائد كل من شيللر وغوته، و 4 سيمفونيات و 2 كونشرتو للبيانو والأوركسترا بالإضافة إلى 190 أغنية، وسبعة مجلدات من الأغاني الشعبية الألمانية التي أعاد صياغتها. ولكن أكثر أعمال برامز شعبية وشهرة هي 21 رقصة مجرية، التي قام بتأليف بعضها وجمع البعض الآخر من التراث الشعبي المجري، وأشهر تلك الرقصات هي الرقصة الخامسة والرقصة الأولى والثانية، وقد استعملت تلك الرقصات في أفلام الكارتون وأفلام تشارلي شابلن الصامتة.