في مشهد يذكّر بأفلام الهروب الهوليوودية، تعيش ولاية لويزيانا الأميركية حالة إستنفار واسعة بعد فرار سجين خطير من سجن محلي عبر عملية جريئة نفّذها مع اثنين من رفاقه.
وتواصل وحدات إنفاذ القانون بحثها المكثّف منذ ثلاثة أيام عن الفارّ الرئيسي كيث إيلي (24 عاماً)، المتهم بالقتل من الدرجة الثانية، والذي تمكن من الهروب من سجن أبرشية سانت لاندري في مدينة أوبيلوساس مساء الثالث من ديسمبر/ كانون الأول .
قال قائد الشرطة بوبي غيدروز إن فرق الملاحقة تعمل بلا توقف لتعقّب إيلي، مضيفاً: “نأمل أن يسلّم نفسه دون مواجهة، لكننا مصمّمون على القبض عليه مهما استغرق الأمر.”
أما شريكاه في الهروب فكانا أقل حظاً؛ إذ أعادت السلطات توقيف جونثان غفون جوزيف (24 عاماً) بعد مطاردة انتهت بضبطه مختبئاً داخل مخزن، وهو يواجه اتهامات خطيرة تشمل الإغتصاب وحيازة سلاح ناري. في المقابل، لقي الهارب الثالث جوزيف ألين هارينغتون (26 عاماً) مصرعه داخل منزله بعدما طوّقته الشرطة لساعات، حيث حاول الضباط دفعه للاستسلام عبر مكبرات الصوت قبل أن يُعثر عليه وقد أنهى حياته ببندقية صيد، وكان يواجه قبل فراره سلسلة قضايا تتعلق بالسرقة واقتحام المنازل، وكشفت التحقيقات الأولية أن السجناء الثلاثة استغلوا ضعفاً في أحد جدران السجن، فأزالوا كتلًا خرسانية وحفروا فتحة ضيقة استخدموا عبرها ملاءات مربوطة للنزول إلى الخارج، ما دفع السلطات لفتح تحقيق داخلي موسّع لتحديد مسؤولية هذا الخلل الأمني.
لكن الهروب أثار أيضاً سجالاً داخل الإدارة المحلية؛ إذ نفت رئيسة الرعية جيسي بيلارد وجود مشاكل هيكلية في السجن، مؤكدة في منشور أن الحديث عن انهيار الجدران أو صدأ الأقفال “غير دقيق”، مطالبة بإبراز وثائق رسمية تثبت تلك الادعاءات.
يعيد هذا الهروب إلى الأذهان حادثة مشابهة شهدتها الولاية في مايو الماضي، عندما تمكن عشرة سجناء من الفرار عبر حفرة خلف مرحاض داخل سجن أبرشية أورليانز، وتركوا على الحائط عبارة ساخرة: “سهل جداً… LOL”، قبل أن تنتهي مطاردتهم الطويلة في أكتوبر/ تشرين الأول بالقبض على آخر الهاربين بعد عملية معقدة في مدينة أتلانتا استخدمت فيها قنابل الغاز، ومع إستمرار البحث عن كيث إيلي، يعيش سكان المنطقة حالة ترقب، فيما تواصل أجهزة الأمن تعزيز دورياتها أملاً في إنهاء واحدة من أكثر عمليات الهروب إثارة في تاريخ الولاية.
