خاص

سيارة تسلا

تعد شركة تسلا من الشركات التي ساهمت في إحداث ثورة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، وذلك بفعل تطويرها المستمر لابتكارات تسهم في رفع شعبية هذا النوع من السيارات.

والتقدم الذي حققته تسلا في صناعة السيارات الكهربائية، والذي ساهم بجعلها أول شركة سيارات تتخطى قيمتها التريليون دولار أميركي، لا يرتبط فقط بجودة وجمال السيارة، بل يتعلق أيضاً بقدرة تسلا على تحقيق إنجاز هائل في نظام الشحن الخاص بها، والذي يتيح لمالكي سيارات تسلا شحن مركباتهم بسرعة فائقة مقارنة بغيرها من السيارات.

وقت طويل للشحن بالطاقة

ويعتبر الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية شحن بطاريات السيارات الكهربائية، من أكبر مساوئ هذه الصناعة، حيث يتوجب على سائقي السيارات الكهربائية، ترك مركباتهم موصولة بالشاحن لعدة ساعات في محطات الشحن، في حين يمكن لسائقي سيارات تسلا، شحن مركباتهم عبر شبكة محطات Supercharger التابعة للشركة في وقت قياسي، يصل إلى 15 دقيقة فقط.

إتاحة الشحن للشركات المنافسة

ولسنوات، كانت شبكة محطات Tesla Supercharger لشحن السيارات بالطاقة، حصرية لمالكي تسلا، إلا أن هذا الوضع سيتغير في 2024، حيث أعلنت تسلا أنه واعتباراً من العام المقبل، ستصبح شبكة محطات Supercharger في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، متاحة للشركات المنافسة لها مثل فورد وجنرال موتورز وRivian، مع إمكانية انضمام شركات أخرى في وقت لاحق مثل هيونداي.

ماذا خلف قرار تسلا؟

ولكن قرار تسلا بفتح شبكة Supercharger، التي تعد من الأقوى والأسرع والأكثر انتشاراً في أميركا أمام المنافسين، لا يتعلق بتحقيق أرباح مالية، بل يخفي في طياته سراً، فرائدة صناعة السيارات الكهربائية ومن خلال هذه الخطوة، ستتمكن من الحصول على كنز من المعلومات المتعلقة بمنافساتها.

الوصول إلى قاعدة بيانات سائقي السيارات المنافسة

ويقول الكاتب المختص بالسيارات زهير كركي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن قرار تسلا، التخلي عن حصرية استخدام أحد منتجاتها المميزة لصالح منافسيها، لا يبدو أنه أمر يتعلق بالمال، بل بالحصول على أكبر قدر من بيانات مستخدمي السيارات الكهربائية، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي لا تحتاج فيه مضخة البنزين، إلى معرفة أي شيء عن السيارة التقليدية سوى أنها اصبحت ممتلئة، فإن الشاحن الكهربائي وخاصة الشاحن السريع، يحتاج للتواصل مع بطارية السيارة لمعرفة بعض الأمور المتعلقة باحتياجاتها، وهذا ما سيمنح تسلا، القدرة على الوصول إلى قاعدة بيانات سائقي المركبات المنافسة، في كل مرة يقومون فيها باستخدام محطات Supercharger للشحن.

بيانات تعزز ريادة تسلا

ويشرح كركي أن البيانات التي ستحصل عليها تسلا، لا تتعلق بالتفاصيل الفنية السرية المرتبطة بمنافسيها، فالبيانات التي ستتدفق من السيارات إلى تسلا عبر مقابس الشحن، تتعلق بحالة ومعدل شحن البطارية، ومعلومات عن بروتوكولات الأمن السيبراني، ورقم التعريف الخاص بالسيارة، ومدى تغيّر أداء البطارية مع مرور الزمن، وتأثير أنماط الاستخدام عليها، مشيراً إلى أن ما تم ذكره هو البداية فقط، فمن يملك القدرة على الوصول إلى نظام إدارة البطارية، يمكنه إذا أراد، أن يصل إلى المعلومات المتعلقة بنظام التحكم في المحرك، وبالتالي فإن تسلا ستتمكن من الحصول من منافسيها على بيانات ذات قيمة استنتاجية هائلة، تمكنها من تطوير سياراتها بشكل يحافظ على ريادتها للسوق.

المنافسون سيمنعون الوصول إلى بياناتهم

وبحسب كركي فإن منافسي تسلا على علم بما يمكن أن يتسبب به استخدام محطات Tesla Supercharger لشحن السيارات، ولذلك فإنهم سيقومون بتطوير بعض الطرق البرمجية، التي تمنع الوصول إلى بيانات المركبات، معتبراً أن هذا الأمر لن يكون كافياً، لأن تسلا ستكتشف كيفية تخطي الحواجز البرمجية، للوصول إلى هذه البيانات التي تعتبرها ثمينة جداً، مما يسمح لها بجمع معلومات عن كل سيارة غريبة، يتم شحنها عبر محطاتها، حيث أن هذا الأمر سيساعدها أيضاً في معرفة متى يحتاج السائقون للطاقة، لتتمكن بذلك من تحديد أفضل الأماكن، لوضع محطات شحن جديدة، وهذا أيضاً يعتبر عاملاً أساسياً في سيطرة تسلا على السوق على المدى الطويل.

شحن السيارة لمسافة 200 ميل في 15 دقيقة

وفي أغلب الأحيان يتم اعتبار شبكة محطات Supercharger من تسلا، أفضل مثال ممكن لشبكة شحن السيّارات الكهربائيّة، فهي سريعة وموثوقة واقتصاديّة، وتجعل العديد من الرحلات الطويلة أمراً عملياً، نظراً لانتشارها الكبير خاصة في أميركا، كما أن شبكة Tesla Supercharger توفر أسرع خيارات للشحن عندما تكون السيارة بعيدة عن المنزل، فهي تسمح بشحن السيارة لمسافة 200 ميل في 15 دقيقة.

هناك 45 ألف شاحن حول العالم

وعبر شبكة Supercharger تمتلك وتُشغّل تسلا أكثر من 45 ألف شاحن في العالم، منها نحو 20 ألف في أميركا، أي ما يقرب من 60 بالمئة من أجهزة الشحن السريعة في البلاد، حيث يمكن الوصول لهذه الشواحن على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

وللمقارنة، فإنه في حين يستغرق الشحن عبر محطات Tesla Supercharger من 15 دقيقة إلى نحو 60 دقيقة، نجد أن محطات الشحن التي يوفرها منافسو تسلا، تحتاج لساعات عديدة لشحن السيارة، حيث يترافق ذلك مع صعوبة في العثور على محطة للشحن، وهذا تحديداً ما يدفع منافسي تسلا، للتعامل معها فيما يتعلق بشحن السيارات، رغم مخاطر حصولها على بيانات مهمة.

ابتكار بطاريات فائقة القدرة للسيارات الكهربائية

البيانات كوقود السيارة

من جهته يقول مطور البرامج التكنولوجية فادي حيمور، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه إلى جانب الفوائد المالية التي ستحققها تسلا، من قرار فتح شبكة شواحنها للسيارات الأخرى، فإن صانعة السيارات الأميركية ستكون لديها فرصة الاستحواذ على بيانات منافسيها، ما يتيح لها صقل قدرتها على التعلُّم بوتيرة أسرع، مشيرة إلى أن البيانات في العصر الحالي تشبه وقود السيارة.

بيانات ستحسن أداء سيارات تسلا

ويشرح حيمور أن تسلا تسعى خلف حيازة البيانات، لعلمها أنها من الأصول القيمة التي يمكن استخدامها لتوجيه عملية الصنيع، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتطوير أنظمة تشغيل السيارات، بما يتناسب مع توجهات السائقين، خاصة أن الشركة تسعى أيضاً لصنع سيارات ذاتية القيادة، إذ يمكن استخدام هذه البيانات أيضاً في تحسين أداء الجيل الجديد من سياراتها، مشيراً إلى أن رئيس تسلا إيلون ماسك لطالما اعتبر البيانات بمثابة مفتاح للسوق، كونها تساعد في استخلاص النتائج واتخاذ القرارات.

TES: نريد أن نكون “تسلا الهيدروجين”

شاركها.
Exit mobile version