خاص

شعار الفاو

جاءت الزيادة الأولى لأسعار الغذاء عالميا في عام 2023 “طفيفة”، إلا أنها قد تقفز بشكل كبير إن نفّذت روسيا تهديدها بعدم تجديدها اتفاقية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

ويحلل خبير استراتيجي بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، لموقع ” اقتصاد سكاي نيوز عربية”، ما يقف وراء هذه الزيادة التي وصفها بـ”الطفيفة”، وعلاقة زيادة سعر السكر بشكل خاص بإنتاج الوقود الحيوي، والمتوقع في الأسابيع المقبلة.

ورد فيما نشرته منظمة “فاو”، على موقعها، أن متوسط مؤشرها لأسعار الأغذية بلغ 127.2 نقطة في أبريل 2023، أي بارتفاع قدره 0.8 نقطة، أي بنسبة 0.6 بالمئة عن مستواه في مارس.

وراوح مؤشر أسعار الأغذية عند 31.2 نقطة، أو بنسبة 19.7 بالمئة دون مستواه المسجّل في الفترة نفسها من السنة الماضية.

يستخدم مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية لقياس التغيّر الشهري في الأسعار الدولية لسلّة من السلع الغذائية الأساسية، ويتألّف من متوسط مؤشرات أسعار 5 مجموعات من السلع الأساسية، مرجّحة بحصة كل مجموعة من المجموعات من الصادرات خلال الفترة 2014-2016.

زيادة طفيفة

نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي في منظمة “فاو”، يعلق على الأرقام المذكورة بقوله:

  • الارتفاع في أسعار الأغذية “طفيف”، يتجاوز 0.6 بالمئة، فقط للمؤشر العام للغذاء؛ أي نفقات الأسرة على إجمالي صنوف الغذاء.
  • رغم الارتفاع فإنه لا يزال أقل من نفس شهر أبريل من العام الماضي بنسبة 19.6 بالمئة.
  • أسعار الغذاء ارتفعت إجمالا بسبب زيادة أسعار السكر للتوسع في استخدامه في إنتاج الوقود الحيوي، إضافة لتراجع إنتاج الهند وتايلاند هذا العام، ثم ارتفاع طفيف في أسعار اللحوم وفي الألبان ومنتجاتها.
  • متوقع أن ترتفع الأسعار مجددا بسبب إعلان روسيا مؤخرا عدم تجديدها لاتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود؛ لأنها ترى أن الاتفاقية كانت لصالح أوكرانيا فقط، بينما هي لم تستفِد في ظل أن الدول الموقعة عقوبات عليها لم تسمح لها بتصدير الأسمدة، أو للبنوك الروسية باستلام تحويلات مبيعاتها من الحبوب، وبالتالي فهي تبيع بالأجل ولا تتسلم ثمن ما تبيعه.

وتهدد موسكو بأنه إن لم يتم الاستجابة لشروطها، فإنها لن تجدد اتفاقية تصدير الحبوب المقرر أن تنتهي في 18 مايو الجاري.

أسعار السكر واللحوم والدواجن

وفق مؤشر منظمة “فاو”، ارتفعت أسعار السكر 149.4 نقطة خلال أبريل، أي بارتفاع قدره 22.4 نقطة، أو بنسبة 17.6 بالمئة عما كان عليه في مارس، وهذه هي الزيادة الشهرية المتتالية الرابعة، وأعلى مستوى مسجّل منذ أكتوبر 2011.

وجاء الارتفاع الكبير في الأسعار بشكل رئيسي نتيجة ازدياد المخاوف بشأن انحسار الكميات المتاحة عالميا في الموسم 2022/2023 لانخفاض الإنتاج في الهند والصين وتايلاند والاتحاد الأوروبي.

كذلك، بطء عملية حصاد محصول قصب السكر في البرازيل نتيجة هطول الأمطار يعزز زيادة الأسعار.

بالنسبة للحوم، بلغ متوسط مؤشر “فاو” 114.5 نقطة في أبريل، بارتفاع قدره 1.5 نقطة، أو 1.3 بالمئة عن مستواه في مارس وراوح عند 7.4 نقطة، أو بنسبة 6.1 بالمئة، دون مستواه المسجل خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.

بالنسبة إلى أسعار لحوم الدواجن، ارتفعت مجددا بعد 9 أشهر من التراجع المستمر، بموازاة ارتفاع الطلب على الواردات من آسيا، واستمرار القيود المفروضة على العرض نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور في عدة مناطق.

أما أسعار لحوم الأبقار، فجاءت الزيادة بعد انخفاض عدد الأبقار المخصصة للذبح، خاصة في الولايات المتحدة، بينما بقيت أسعار لحوم الغنم مستقرة إلى حد كبير نتيجة الكميات العالية المتاحة للتصدير من أستراليا ودول أخرى مجاورة لها مضاهية تقريبًا لارتفاع الواردات من آسيا وبلدان الشرق الأوسط.

شاركها.
Exit mobile version