خاص

دونالد ترامب

مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، يتوقع عديد من المحللين والمستثمرين أن تشهد الأسواق المالية تحولًا جذريًا في وتيرة تحركات الأسهم، حيث قد تبدأ بعض القطاعات والشركات في تحقيق أرباح ضخمة. 

أظهر ترامب في فترته الرئاسية السابقة تركيزًا كبيرًا على دعم نمو الشركات من خلال تقليص الضرائب، وتعزيز السياسات الاقتصادية التي تشجع على الاستثمار المحلي. ومع عودته للبيت الأبيض فقد يعيد انتعاش تلك السياسات، ويعتقد البعض بأن العديد من الأسهم قد تتجه نحو ما وصفه البعض بـ”العصر الذهبي”.

القطاعات التي من المتوقع أن تستفيد بشكل كبير تشمل الشركات التقنية، خاصة تلك التي تعمل في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة، علاوة على شركات العملات المشفرة.

بحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه، فإن محللي “وول ستريت” يركزون الآن -بعد فوز ترامب-  على تحليل الأسواق المالية والأسهم التي يُمكن أن تستفيد من عودة ترامب في ظل سياساته.

هناك عدة شركات قد تستفيد من سياسات ترامب المحتملة في ولايته الثانية، من بينها شركات عاملة في قطاع السيارات (مثل جنرال موتورز وفورد)، وشركات مرتبطة بالعملات المشفرة (مثل Robinhood وCoinbase)، وشركات أخرى (مثل GE Aerospace) ومؤسسات مالية مثل (Goldman Sachs).

بحسب محلل بنك أوف أميركا، جون مورفي، فإن:

  • شركتا فورد وجنرال موتورز ستكونان من أبرز المستفيدين من فترة حكم ترامب القادمة.
  • يرجع ذلك إلى أن الإدارة القادمة ستقلل من الضغط على شركات السيارات للتحول إلى المركبات الكهربائية.
  • ستواجه الشركات المصنعة للمركبات الكهربائية تحديات بسبب انخفاض الحوافز الحكومية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية.
  • بالتالي قد تكون الشركتان المذكورتان في وضع جيد، حيث من المتوقع أن تستمر في التركيز على إنتاج السيارات التقليدية مثل الشاحنات.

وتعهد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على السيارات المصنعة في الخارج لحماية الوظائف في الولايات المتحدة، بما في ذلك في ولاية ميشيغان، معقل صناعة السيارات التقليدية.

وبحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فمن المتوقع أن تستفيد الشركات الأميركية بشكل مباشر من تخفيضات الضرائب على الشركات في عهد ترامب، ولكن شركات صناعة السيارات، على وجه الخصوص، قد تستفيد من المزيد من الحماية التجارية وتخفيف قواعد الانبعاثات.

فيما ستخلق الرسوم الجمركية تحديًا آخر لشركات صناعة السيارات الأوروبية التي تعاني بالفعل من انخفاض المبيعات والأرباح.

أما بخصوص الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة، فيشير المحلل في شركة Needham، جون تودارو، إلى أن:

كلا من Coinbase و Robinhood قد تستفيدان بشكل كبير من انتعاش سوق العملات الرقمية في ظل إدارة ترامب.

 القطاع بشكل عام سيستفيد من السياسات المؤيدة للعملات المشفرة التي قد يتبناها ترامب، مما يتيح للشركات مثل Coinbase و Robinhood توسيع عروضها من المنتجات الرقمية.

إضافة إلى ذلك، فإن ترامب قد يحقق تقدمًا في المعركة القانونية التي قد تؤثر على لوائح هيئة الأوراق المالية الأميركية، وهو ما يمكن أن يكون إيجابيًا لهذه الشركات.

بالنسبة لشركة GE Aerospace، فيرى محلل دويتشه بنك، سكوت دويتشلي، أن:

  • الشركة ستكون من المستفيدين الرئيسيين في حال استمرار إدارة ترامب في تطبيق سياسات مالية مثل زيادة الإنفاق الحكومي، وتخفيض الضرائب، وفرض الرسوم الجمركية، مما قد يدفع التضخم إلى مستويات مرتفعة بشكل مستمر.
  • الشركة المذكورة تتمتع بقدرة تسعير قوية، مما يسمح لها بالتأقلم مع التضخم بشكل جيد.

من جهة أخرى، من المتوقع أن ترتفع النفقات الدفاعية تحت إدارة ترامب، وهو ما سيكون مفيدًا لشركة GE نظرًا لأنها تعد من أبرز موردي محركات الطائرات العسكرية في الولايات المتحدة والعالم.

وفيما يتعلق بالمؤسسات المالية الأكثر استفادة محتملة من عودة ترامب يأتي غولدمان ساكس، حيث توقع ويلز فارغو أن تكون لدى البنك إمكانات كبيرة للاستفادة من تحركات السوق في ظل سياسة ترامب الاقتصادية، خصوصًا في مجالات الاستثمار المصرفي وأسواق المال.

من خلال تحليل هذه الشركات، يظهر أن سياسات ترامب المحتملة في مجالات مثل السيارات التقليدية، العملات المشفرة، الصناعات الدفاعية، والأسواق المالية قد توفر فرصًا كبيرة لبعض الشركات لتحقيق نمو ملحوظ. مع بقاء الأسواق تحت تأثير تحولات اقتصادية هامة، فإن هذه الشركات قد تجد نفسها في وضع متميز للاستفادة من التطورات القادمة في حال استمرار توجهات الرئيس المنتخب.

شركات التكنولوجيا

كبير الاقتصاديين بشركة “ACY” في أستراليا، الدكتور نضال الشعار، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:

  • خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه، قدم دونالد ترامب تصريحات متعددة توضح توجهاته نحو التكنولوجيا الجديدة.
  • على سبيل المثال، برزت علاقته بإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، الذي قد يلعب دور مستشار في الشؤون التكنولوجية لترامب مع وصوله إلى الرئاسة في 2025.
  • قد يشير هذا إلى توجه نحو دعم الابتكارات التكنولوجية، خاصة في مجال السيارات الكهربائية، التي من المتوقع أن تشهد ازدهارًا.
  • في الوقت نفسه، عبّر ترامب عن اهتمامه بالعملات الرقمية، حيث قال إنه يطمح ليكون “رئيسًا للعملات الرقمية”. وبعد ذلك، أطلق منصته للعملات المشفرة، .. هذا يشير إلى توجهه نحو دعم الشركات التكنولوجية في المستقبل.
  • من ناحية أخرى، يُعرف عن ترامب ميله لدعم شركات النفط والغاز، كما كان الحال في فترة رئاسته السابقة، حيث خفف القيود عن هذه الشركات وامتنع عن تقديم الدعم الكافي لمشاريع الطاقة المتجددة.
  • في حال توليه الرئاسة مجددًا، من المتوقع أن تستفيد شركات النفط من سياساته التي تدعم الاقتصاد التقليدي على حساب الطاقة النظيفة.

تجاوزت القيمة السوقية لشركة تسلا حاجز تريليون دولار، الجمعة، مع تزايد الرهانات على تلقي الشركات التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك معاملة تفضيلية نظير دعمه للرئيس المنتخب دونالد ترامب في حملته الانتخابية.

وفيما يتعلق بسياساته الاقتصادية،  يسعى ترامب إلى تطبيق إجراءات حمائية، تتضمن رفع الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 10-20 بالمئة على دول العالم، مع رفع الرسوم على البضائع الصينية بنسبة تصل إلى 60 بالمئة. ووفق الشعار فإنه حال تمكن من تطبيق هذه السياسات، ستستفيد عديد من الشركات الأميركية التي تنتج مواد استهلاكية ومعمرة، إذ ستقل المنافسة الأجنبية مع ارتفاع تكلفة البضائع المستوردة.

أما بالنسبة لملف الهجرة غير الشرعية، فإن ترامب يهدف إلى إنهائها تمامًا، مما سيؤدي إلى نقص في الأيدي العاملة التي كانت تعتمد عليها بعض الشركات. وسيكون على هذه الشركات توظيف العمالة الأميركية التي تعتبر أكثر تكلفة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة تكلفة المنتجات في الأسواق، وهذا قد يؤثر سلبًا على بعض الشركات التي كانت تعتمد سابقًا على العمالة المهاجرة، وفق الشعار.

قطاعات رئيسية

بدوره، يشير الخبير الاقتصادي، الدكتور علي الإدريسي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن عودة ترامب للرئاسة قد تؤثر على قطاعات متنوعة، حيث سيعتمد ذلك على السياسات التي سيعتمدها خلال فترة حكمه.  ويحدد في هذا السياق عدداً من القطاعات التي يُمكن أن تستفيد من عودة ترامب على النحو التالي:

  • التكنولوجيا والسيارات: رغم أن إدارة ترامب السابقة ركزت على دعم الصناعات التقليدية، إلا أن الشركات التكنولوجية بشكل خاص قد تستفيد من بعض السياسات، لا سيما إذا سعى لتخفيض الضرائب وتعزيز التصنيع المحلي.. وفي قطاع السيارات، يمكن أن تستفيد الشركات التي تركز على الإنتاج المحلي بشكل خاص، مع احتمال فرض قيود على الاستيراد.
  • الدفاع: قد يشهد هذا القطاع استثمارات قوية إذا اتبع سياسات زيادة ميزانية الدفاع وفرض ضغوط على الحلفاء للمساهمة في الدفاع المشترك. الشركات العاملة في قطاع الدفاع والعتاد العسكري قد تستفيد بشكل خاص.
  • العملات المشفرة: هذا القطاع قد يتأثر بسياسات الرقابة المالية التي يمكن أن يتبناها ترامب. إذا اتبع سياسات تدعم الحد من التدخل الحكومي، قد يكون هذا لصالح العملات المشفرة (..).
  • النفط والغاز، بالنظر لسياسات ترامب الداعمة للحفر.

حققت عملة “بتكوين” مستويات قياسية منذ فوز ترامب. لتصل إلى مستويات 80 ألف دولار. كما سجلت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة ارتفاعات قوية في وول ستريت مع تفاؤل المستثمرين بأدائها المستقبلي في ظل دعم الرئيس المُنتخب للعملات المشفرة.

ويختتم حديثه قائلاً: في المجمل، القطاعات التي قد تشهد عصرًا ذهبيًا في عهد ترامب ستكون تلك التي تتماشى مع السياسات التي قد ينتهجها ترامب فى ظل سعيه لمزيد من الاستقرار الاقتصادي عالمياً ومحلياً و السعى لانهاء التوترات الجيوسياسية التى تؤثر على مناخ الاستثمار ، والسعى على خفض الضرائب وتحفيز التصنيع قد تكون عوامل نجاح لسياساته الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.

لماذا تخشى إيران عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟

 

شاركها.
Exit mobile version