توفي جون بريسكت، نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة خلال فترة حكم توني بلير من عام 1997 إلى 2007، عن عمر يناهز 86 عامًا بعد معركة طويلة مع مرض الزهايمر، وفقًا لما أعلنته عائلته يوم الخميس.
وكان بريسكت، الذي خدم في الحكومة البريطانية على مدار عشر سنوات، معروفًا بصراحته في السياسة، وبدوره في تقليص الفجوة بين اليسار التقليدي والمجددين في حزب العمال. اشتهر بلقب “الوحش السياسي” بفضل شخصيته القوية وجرأته في اتخاذ القرارات، حيث كان أحد أبرز الوجوه في الحزب على مدى سنوات.
ومن أبرز الحوادث التي اشتهر بها بريسكت، تصديه لأحد أفراد الجمهور في حملة انتخابية عام 2001، بعد أن تم ضربه بحبة بيض، حيث قام بلقب الشخص المعتدي، ما أثار جدلاً كبيرًا آنذاك. وفي تصريح له بعد الحادث، قال توني بلير: “كان من الأفضل لو لم يحدث ذلك، لكن جون هو جون”.
وُلد بريسكت في 31 مايو 1938 في ويلز، وكان والده يعمل كموظف في السكك الحديدية ووالدته خادمة. في سن السابعة عشرة، عمل بريسكت على متن سفينة سياحية فاخرة كموظف خدمة، حيث نظم أفراد الطاقم مباريات للملاكمة ليرفهوا عن الركاب.
بعد أن عاد إلى بريطانيا، درس في كلية روسكين في أكسفورد التي كانت تقدم تعليمًا للكبار. دخل بريسكت البرلمان عام 1970، وبرز في صفوف حزب العمال ليصبح من أبرز الشخصيات فيه، وشارك في تحقيق ثلاثة انتصارات انتخابية كبيرة للحزب بين 1997 و2007.
كما عرف بريسكت بدوره كوسيط بين توني بلير وغوردون براون، حيث ساعد في تهدئة الأجواء بينهما خلال فترات التوتر في الحزب. وأصبح يُلقب بـ “تو جاكس” بعد أن استخدم سيارته الوزارية للقيام برحلة قصيرة لتجنب تعرض زوجته للشعر المتطاير في الرياح.
قال توني بلير، الذي عمل مع بريسكت عن كثب طوال سنوات، إنه شعر بالحزن العميق عند سماعه خبر وفاة بريسكت. وأضاف: “كان واحدًا من أكثر الأشخاص موهبة الذين قابلتهم في السياسة، وكان يمتاز بالوفاء والالتزام. لم يكن هناك شيء في جون يتناسب مع الحكمة التقليدية”.