كشفت دراسة جديدة كبيرة أجراها باحثون من جامعة شرق فنلندا عن أن مقاومة الإنسولين قد تكون عامل خطر مهم لتطور تضيق الصمام الأبهر عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما.

وتضيق الصمام الأبهر هو أكثر أمراض صمامات القلب شيوعا في العالم. ونتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة حوليات الطب في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قد تفتح أبوابا لعلاجات جديدة لضيق الأبهر، الذي يؤثر على 2% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما في جميع أنحاء العالم.

ما تضيق الصمام الأبهر؟

الصمام الأبهر هو أحد صمامات القلب الأربعة، ويربط الجانب الأيسر من القلب بالشريان الأبهر. وتضيق الصمام الأبهر حالة قلبية منهكة تحد من تدفق الدم خارج القلب. بمرور الوقت، تزداد سماكة الصمام ويتصلب، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم بشكل فعال في جميع أنحاء الجسم. وإذا لم يتم علاج هذا، فقد يتسبب ذلك تدريجيا في حدوث أضرار يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، مثل قصور عضلة القلب.

قد يستغرق الأشخاص الذين يعيشون مع تضيق الصمام الأبهر سنوات حتى ظهور الأعراض، التي تشمل آلام الصدر والتعب وضيق التنفس وخفقان القلب. قد لا يعاني البعض من الأعراض أبدا، ولكن قد يظلون معرضين لخطر قصور القلب والوفاة. تشمل عوامل الخطر التي تم تحديدها سابقا لتضيق الصمام الأبهر العمر والجنس (الذكور أكثر عرضة من الإناث) وارتفاع ضغط الدم والتدخين والسكري.

مقاومة الإنسولين

تحدث مقاومة الإنسولين التي غالبا ما تتطور قبل سنوات من ظهور مرض السكري من النوع الثاني عندما تفشل الخلايا في الاستجابة بشكل فعال للإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات الغلوكوز (سكر الدم) في الدم. واستجابة لذلك، ينتج الجسم المزيد من الإنسولين للحفاظ على مستويات الغلوكوز الطبيعية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الإنسولين في الدم.

تحليل عوامل الخطر

قام الباحثون بتحليل بيانات 10 آلاف رجل فنلندي تتراوح أعمارهم بين 45 و73 عاما، وكانوا جميعا لا يعانون من تضيق الصمام الأبهر في البداية، وشاركوا في دراسة متلازمة التمثيل الغذائي لدى الرجال. في بداية الدراسة، قام الباحثون بقياس العديد من المؤشرات الحيوية، بما في ذلك تلك المتعلقة بفرط الإنسولين ومقاومة الإنسولين.

لاحقا وجد الباحثون أن من ظهرت لديهم مؤشرات مقاومة الإنسولين كانوا أكثر عرضة للإصابة بتضيق الصمام الأبهر.

تقول الدكتورة جوهانا كوزيستو مؤلفة الدراسة من مستشفى جامعة شرق فنلندا -وفقا لموقع يوريك أليرت-: “تسلط هذه النتيجة الجديدة الضوء على أن مقاومة الإنسولين قد تكون عامل خطر كبير وقابل للتعديل لتضيق الصمام الأبهر، لأن مقاومة الإنسولين شائعة في المجتمعات الغربية، فإن إدارة الصحة الأيضية يمكن أن تكون نهجا جديدا للحد من خطر تضيق الصمام الأبهر وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية في المجتمعات المتقدمة في السن. هناك حاجة الآن إلى دراسات مستقبلية لتحديد ما إذا كان تحسين حساسية الإنسولين من خلال تدابير مثل التحكم في الوزن وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في منع الحالة”.

شاركها.
Exit mobile version