يواجه البالغون المصابون باضطراب ‫فرط الحركة ونقص الانتباه “إيه دي إتش دي” (ADHD) صعوبات كبيرة في تنظيم أنفسهم في ‫الحياة اليومية. فما سبب هذه الصعوبات؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

‫إجابة عن هذين السؤالين، يقول عالم النفس الأميركي بيج داوسون إن الأشخاص ‫المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبا ما يواجهون مشاكل في ‫إدارة وقتهم وتحديد أولويات المهام والتحكم في انتباههم.

الوظائف التنفيذية

‫وأوضح داوسون، في معرض حديثه خلال ندوة عبر الإنترنت لمجلة السلوك ‫المتخصصة، أن السبب في ذلك يرجع إلى أن ما تسمى بـ”الوظائف التنفيذية” التي ‫تعمل بشكل مختلف لديهم، مشيرا إلى أن هذه الوظائف تشمل القدرات المعرفية ‫مثل الذاكرة العاملة أو إدارة الوقت أو التحكم في الانفعالات.

‫وتضمن هذه الوظائف على سبيل المثال القدرة على تخزين المعلومات ‫واستخدامها على المدى القصير ومعالجة المهام والمثابرة عليها وإكمالها، ‫وكذلك التحكم في العواطف والأفعال.

ولأن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يواجهون ‫صعوبات في هذه المجالات، فإن المهام التي تبدو بسيطة يمكن أن تثقل ‫كاهلهم، مما يدفعهم إلى المماطلة، أي تأجيل الأمور والقيام بشيء آخر ‫بدلا منها.

‫وأضاف داوسون أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ‫يركزون بشكل أكبر عندما تلبي المهام أربعة معايير رئيسية:

1- مثيرة للاهتمام: يكون إكمال المهام أسهل إذا كانت تحتوي على عناصر ‫ممتعة.

2- تمثل تحديا: إذا كانت المهمة تمثل تحديا أو كانت تنافسية بطبيعتها، ‫فإنها يمكن أن تزيد من الاهتمام.

3- جديدة: تساعد المهمة على اتباع نهج جديد أو تعلم شيء جديد.

4- عاجلة: المواعيد النهائية، على سبيل المثال، تساعد الكثير من الناس ‫على القيام بشيء محدد.

‫ويمكن للمرضى اللجوء إلى خدعة صغيرة لإنجاز المهام في الحياة اليومية؛ ‫فعلى سبيل المثال لا يعد غسل الصحون أمرا جديدا ولا مثيرا للاهتمام، ‫ولكن يمكن جعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام من خلال الاستماع إلى ‫البودكاست أثناء القيام بذلك.

‫مكافأة النفس

‫ومن المفيد والمحفز أيضا مكافأة النفس وفقا لمبدأ “العمل أولا، ثم ‫الاستمتاع”. وأوضح داوسون “ابحث عن شيء تريد حقا القيام به ولن ‫تفعله إلا بعد الانتهاء من شيء آخر أقل إثارة للاهتمام”.

‫الروتين

ويساعد الروتين وتطوير عادات جديدة على التأقلم بشكل أفضل في الحياة ‫اليومية، وذلك على التحو التالي:

  • ابدأ بتغييرات صغيرة؛ فمن المثالي البدء بشيء لا يستغرق أكثر من خمس ‫إلى عشر دقائق يوميا وتريده ويمكنك القيام به دوما.
  • ضمان التكرار المنتظم: تشير الدراسات إلى أن الأمر يستغرق ما بين 18 و254 يوما حتى تصبح العادة راسخة.
  • عول على الاتساق والتزم به لتعزيز هذه العادة. ولهذا الغرض يمكن ‫الاستعانة بالتقاويم والمنبهات والملاحظات من أجل عدم نسيان أي شيء ‫وترسيخ العادات.

‫التقدم بدلا من “كل شيء أو لا شيء”

‫من المهم جدا تحقيق تقدم حتى لو بسيط بدلا من اتباع نهج “كل شيء أو لا ‫شيء”. وأوضح داوسون “إذا كنت تمر بيوم سيئ، فاختر أهدافا جزئية ‫أصغر، على سبيل المثال خمس دقائق من التمارين الرياضية بدلا من 30 دقيقة ‫وبدلا من التخلي عنها تماما”.

شاركها.
Exit mobile version