الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية
تحديد اليوم العالمي للأحياء البرية
اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض
ربما لم يكن يخطر ببالنا أن الأحياء البرية مهمة في حياتنا، ولكن منظمة الأمم المتحدة أدركت أهمية الأحياء البرية في حياتنا، لاسيما المهددة بالانقراض، وقد تم اختيار يوم للاحتفال بهذا اليوم هو الثالث من شهر آذار/ مارس كل عام، فلماذا تم اختيار هذا اليوم بالذات؟ ما أهمية الأحياء البرية في حياتنا؟ ماذا تتضمن اتفاقية التجارة الدولية الخاصة بالأنواع المهددة بالانقراض؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية
يحتفل العالم باليوم العالمي للأحياء البرية في الثالث من شهر آذار/ مارس كل عام، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، حيث تقوم الدول والمنظمات بنشاطات تهدف لزيادة الوعي بأهمية الأحياء البرية في حياتنا، وبضرورة حمايتها من الانقراض، حيث تم تحديد عنوان لكل عام للاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية.
عنوان الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية في عام 2015
حث الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون المجتمع الدولي لمعالجة الصيد غير المشروع والنقل واستهلاك الحيوانات البرية والتجارة غير المشروعة، وذلك من خلال مكافحتها كما نكافح الجرائم الخطيرة الأخرى، مثل الاتجار في المخدرات أو الأشخاص، فجريمة الحياة البرية هي الجريمة المنظمة عبر الوطنية تحقق أرباحاً بمليارات الدولارات وتقوض التنمية، وهي جريمة بين الأجيال يمكن أن تشوه العالم بشكل دائم من خلال فقدان بعض من أنواع المخلوقات.
لذلك قال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يوري فيدوتوف: “لوقف هذا، يجب علينا أن نعمل الآن”، فعلى سبيل المثال قتل من الفيلة مئة ألف فيل بين عامي 2010 و 2012، مما أدى إلى انخفاض عدد الفيلة بنسبة اثنين وستين بالمئة وذلك لأن عدد الوفيات من الفيلة فاق عدد الولادات.
حيث يصطاد الناس الفيلة للحصول على العاج الذي يعتبر تجارة رابحة، ووفقاً لإحصائيات لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (The Convention on International Trade in Endangered Species) المعروفة اختصاراً باسم (CITES) والتي صدرت في عام 2014، فقد بلغ عدد القتلى من وحيد القرن في عام 2014 ألف ومئتين وخمسة عشر وحيد قرن، أي بمعدل قتيل من وحيد القرن كل ثماني ساعات، معظمهم في جنوب أفريقيا.
ومن أجل ذلك أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مبادرات جديدة لوقف التجارة غير المشروعة في الحياة البرية في آسيا وأفريقيا، وهذه المبادرات تقوم على معالجة جرائم الحياة البرية من خلال التركيز على تطبيق القانون واللوائح، وإشراك القطاع الخاص وتعزيز التعاون بين الحكومات داخل وعبر المنطقتين.
عنوان الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية في عام 2016
احتفل العالم في عام 2016 باليوم العالمي للحياة البرية تحت عنوان “مستقبل الحياة البرية في أيدينا”، حيث جرى التركيز في ذلك الاحتفال على التهديد الوشيك الذي تتعرض له بعض الأنواع فتصبح مهددةً بالانقراض، نجد أنفسنا في لحظة حاسمة في التاريخ للحفاظ على الحياة البرية، مع العديد من الأنواع الشهيرة على حافة الانقراض.
حيث قال الأمير البريطاني وليام: “دعونا لا نقول لأطفالنا قصة حزينة لكيفية مشاهدتنا للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الفيلة الماضية، وحيد القرن والنمور، ولكن القصة الملهمة لكيفية الحفاظ على هذه الحيوانات للبشرية جمعاء “، ومن أجل تحقيق هذا الهدف.
قامت على سبيل المثال جمهورية الكونغو بالحفاظ على الموئل الأخير للفيلة الموجود لديها، حيث تعرّض هذا الموئل للخطر، نتيجة الامتداد العمراني للسكان، وتوسيع شبكات الطرق، لذلك خصصت حديقة Nouabale-ندوكي الوطنية، كملجأ للفيلة في شمال الكونغو.
وسلمت إدارة هذا الموئل لمؤسسة ندوكي، وهي شراكة بين جمعية حماية الحياة البرية وحكومة الكونغو، وفي الوقت الحاضر يوجد مجموعة من خمسة عشر باحثاً كونغولياً يقومون بجولات اطلاعيه لتقدير حجم السكان والفيلة والتغييرات التي تطرأ عليهم، كما تراقب وترصد من يقوم بالصيد الجائر بحقها (الصيد الجائر هو الصيد المتزايد الذي يهدد الحيوان البري بالانقراض).
عنوان الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية في عام 2017
احتفل العالم في عام 2017 باليوم العالمي للحياة البرية تحت عنوان “الاستماع إلى أصوات الشباب”، وذلك من خلال تشجيع الشباب في جميع أنحاء العالم على التوحد من أجل مواجهة التهديدات الرئيسية المستمرة للحياة البرية بما في ذلك تغير الموائل (الأماكن التي تعيش فيها الحيوانات)، والإفراط في استغلال أو الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية لاسيما الأنواع المهددة بالانقراض.
فالشباب قوة محركة تستطيع أن تواجه ما تتعرض له الحياة البرية من أخطار، على اعتبار أن ما يقارب من ربع سكان العالم تتراوح أعمارهم بين العشر سنوات والرابعة والعشرين سنة، لذلك ينبغي بذل الجهود لتشجيع الشباب، وقادة المستقبل وصناع القرار في العالم، للعمل على المستويين المحلي والعالمي لبذل جهود حثيثة لحماية الحياة البرية المهددة بالانقراض.
وكانت الدول الأطراف في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES) قد اجتمعت في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2016 في مدينة جوهانسبرغ الواقعة في جنوب أفريقيا، حيث تم اعتماد أول قرار حول “إشراك الشباب وتمكينهم من أداء دورهم في حماية الأحياء البرية من الانقراض”.
- الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات
- اليوم العالمي للمياه
- اليوم العالمي للاجئين
- اليوم العالمي للسرطان World Cancer Day
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
- اليوم العالمي لحرية الصحافة
تحديد اليوم العالمي للأحياء البرية
اجتمعت الدول الأطراف في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES) في العاصمة التايلندية بانكوك بين الثالث والرابع عشر من شهر آذار/ مارس عام 2013، حيث قررت هذه الدول تعيين يوم الثالث من شهر آذار/ مارس كيوم للاحتفال بالأحياء البرية.
ومن ثم عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً في نيويورك في العشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2013، وقررت إعلان يوم الثالث من آذار/ مارس كل عام يوماً للاحتفال بالأحياء البرية، وهو نفس اليوم الذي اعتمدت فيه اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES)، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي من الحيوانات والنباتات البرية في العالم.
حيث أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها على القيمة الجوهرية للحياة البرية ومساهماتها المختلفة، بما في ذلك الإيكولوجية والجينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية والترفيهية والجمالية، في التنمية المستدامة ورفاهية الإنسان، كما طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من أمانة الاتفاقية، بالتعاون مع المنظمات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة، لتسهيل تنفيذ يوم عالمي للحياة البرية.
اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض
وقعت هذه الاتفاقية في العاصمة الأمريكية واشنطن في الثالث من شهر آذار/ مارس عام 1973، حيث وضعت الاتفاقية مبادئ للتجارة بالأنواع المهددة بالانقراض أو التي قد تتأثر بالتجارة، يجب أن تكون التجارة في عينات من هذه الأنواع تخضع لتنظيم صارم لا سيما من أجل عدم تعريض مزيد من بقائهم على قيد الحياة، ويجب أن تتم الموافقة إلا في ظروف استثنائية.
شروط تصدير عينات لأنواع مهددة بالانقراض
تمنح رخصة تصدير عينات من هذه الأنواع وفق الشروط التالية:
- قد تنصح الهيئة العلمية لدولة التصدير أن هذا التصدير لن يكون ضاراً لبقاء تلك الأنواع.
- اطمئنان للسلطة الإدارية في الدولة المصدرة إلى أن العينة لم يتم الحصول عليها في مخالفة لقوانين تلك الدولة لحماية الحيوانات والنباتات.
- اقتناع السلطة الإدارية في الدولة المصدرة بأن أي عينة حية ستتخذ الاستعدادات أثناء شحنها للتقليل من خطر الإصابة أو الضرر بالصحة أو المعاملة القاسية.
- اقتناع السلطة الإدارية في الدولة المصدرة بمنح رخصة استيراد لعينة.
شروط استيراد عينات لأنواع مهددة بالانقراض
كذلك الأمر هناك شروط لمنح ترخيص باستيراد عينات لأنواع من الأحياء المهددة بالانقراض، هي:
- قد تنصح الهيئة العلمية للدولة أن الاستيراد سيكون لأغراض لا تضر لبقاء الأنواع المعنية.
- اقتناع الهيئة العلمية للدولة المستورِدة بأن المتلقي المقترح لعينة حية سيجهز مكاناً مناسباً للإيواء والعناية بهم.
- اطمئنان السلطة الإدارية في الدولة أن العينة ليست للاستخدام لأغراض تجارية في المقام الأول.
شروط إعادة تصدير عينات الأنواع المهددة بالانقراض
إعادة تصدير أية عينة من الأنواع المهددة بالانقراض يتطلب منح مسبق وتقديم شهادة إعادة التصدير، تمنح شهادة إعادة التصدير فقط عند استيفاء الشروط التالية:
- اطمئنان السلطة الإدارية في الدولة من إعادة التصدير إلى أن العينة تم استيرادها إلى تلك الدولة وفقا لأحكام هذه الاتفاقية.
- اقتناع السلطة الإدارية في الدولة التي ترغب في إعادة التصدير بأن أي عينة حية سوف يعاد تصديرها ستكون السلطة الإدارية مستعدةً لاتخاذ كل الإجراءات للحد من خطر الإصابة أو الضرر بالصحة أو المعاملة القاسية.
- اقتناع السلطة الإدارية في الدولة من إعادة التصدير أنه تم منح رخصة استيراد لأية عينة المعيشة.
شروط تصدير عينات من الأحياء البرية المهددة بالانقراض عبر البحر
تصدير الأحياء البرية المهددة بالانقراض عبر البحر يتطلب ترخيصاً يمنح عند استيفاء الشروط التالية:
- أن تنصح الهيئة العلمية للدولة أن تصدير العينات لن يكون ضاراً ببقاء الأنواع المعنية.
- اقتناع السلطة الإدارية في الدولة المصدِّرة بأن المتلقي المقترح لعينة حية تم تجهيز مناسب لإيواء العينة والعناية بها.
- اطمئنان السلطة الإدارية في الدولة أن العينة ليست لاستخدامها في أغراض تجارية في المقام الأول.
هيئات تنظم اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض
مؤتمر الأطراف، تقوم الأمانة بالدعوة لعقد اجتماع لمؤتمر الأطراف في موعد لا يتجاوز سنتين بعد بدء نفاذ هذه الاتفاقية، ثم تقوم الأمانة بعقد اجتماعات دورية مرة على الأقل كل سنتين، ما لم يقرر المؤتمر خلاف ذلك، واجتماعات غير عادية في أي وقت بناء على طلب كتابي من ثلث الأطراف على الأقل، حيث يتم في هذه الاجتماعات ما يلي:
- تمكين الأمانة من القيام بواجباتها، والأحكام المالية التي تعتمد.
- بحث واعتماد تعديلات على الاتفاقية الدولية.
- استعراض التقدم المحرز نحو استعادة وحفظ الأنواع المهددة بالانقراض.
- تلقي ودراسة التقارير المقدمة من الأمانة العامة أو من قبل أي طرف حول موضوع الاتفاقية.
- تحديد في كل اجتماع عادي للدول الأطراف في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض موعد ومكان الاجتماع الدوري القادم الذي سيعقد.
- يجوز للأطراف تحديد واعتماد النظام الداخلي للاجتماع.
الأمانة العامة، تتواصل مع المنظمات الدولية لتأمين حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وللأمانة العامة العديد من الوظائف، هي:
- ترتيب وتنظيم اجتماعات الأطراف.
- إجراء الدراسات العلمية والتقنية وفقاً للبرامج التي أذن بها مؤتمر الأطراف والمساهمة في تنفيذ هذه الاتفاقية كالدراسات المتعلقة بمعايير لإعداد المناسب وشحن العينات الحية ووسيلة تحديد العينات.
- دراسة تقارير الأطراف والطلب من تلك الأطراف المزيد من المعلومات فيما يتعلق بذلك كما تراها ضرورية لضمان تنفيذ هذه الاتفاقية.
- لفت انتباه الأطراف إلى أي مسألة تتعلق بأهداف الاتفاقية الحالية.
- أن تنشر بشكل دوري وتوزع على الأطراف الطبعات الحالية من الاتفاقية.
- إعداد تقارير سنوية للأطراف عن عملها وعن تنفيذ هذه الاتفاقية وأية تقارير أخرى عن اجتماعات الأطراف قد طُلبت.
- تقديم توصيات لتنفيذ أهداف وأحكام هذه الاتفاقية، بما في ذلك تبادل المعلومات ذات الطابع العلمي أو التقني.
- القيام بأية مهام أخرى قد تسند إليها من قبل الأطراف.
في الختام.. لطالما كانت الأحياء البرية مهمة في حياتنا لذلك وجب علينا حمايتها من الانقراض، وهو ما سعت له دول العالم من خلال تنظيم اتفاقية للتجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض، وكذلك تحديد يوم عالمي للاحتفال بالأحياء البرية هو الثالث من شهر آذار/ مارس كل عام، ليصبح هذا الموضوع في صلب اهتمام الدول والمنظمات الدولية.