أجمل العادات الرمضانية في الدول العربية: تقاليد تجمع العائلة

يحل علينا شهر رمضان المبارك محملاً بالعطاء والمحبة لتمر أيامه العطرة على جميع المسلمين سريعة، مفعمة بالسعادة والفرح، لما فيه من أهمية تميزه وتخصه عن غيره من شهور السنة.

ويحتفل المسلمون حول العالم بهذا الشهر الكريم بأجمل العادات الرمضانية في الدول العربية وتقاليد تجمع العائلة، بحيث يتميز كل بلد بطقوسه الخاصة به، والتي تضفي على أجوائه المزيد من الإيمان والألفة وهالة منفردة من الروحانية توحد بين البلدان العربية جميعها.

كيف يحيي العرب تقاليد الشهر الفضيل؟

يبدأ التحضير لشهر رمضان قبل أيام من قدومه، حيث يقوم الناس بتنظيف بيوتهم استعدادا لاستقبال الشهر الكريم. كما يسعى المسلمون لإعداد أنفسهم روحياً من خلال زيادة العبادة والدعاء، والتفكير في كيفية اغتنام ساعات رمضان في مختلف أنواع العبادات. كما يقومون بتبادل رسائل تهنئة بشهر رمضان عبر وسائل مختلفة، من الزيارات الشخصية إلى إرسال الرسائل عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي معظم البلدان العربية، تُزين الشوارع والمنازل بمصابيح رمضان والفوانيس الملونة لإضفاء أجواءً مميزة على الشهر الفضيل.

أداء الصلاة والعبادات في رمضان

يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح في المساجد أو في البيوت، حيث يتجمع الأفراد كعائلة لأداء الصلاة. وقد تقام دروس دينية بعد صلاة التراويح لتعزيز الوعي الديني. وتزداد الأعمال الخيرية في رمضان التي تساهم في مساعدة المحتاجين، مثل توزيع الطعام على الفقراء، وإعطاء الزكاة والصدقات.

يقوم العديد من الأشخاص تخصيص وقت أكبر تلاوة القرآن الكريم والذكر والأدعية، فمن الممكن أن يقوم كل فرد من أفراد العائلة بترديد الأدعية المتنوعة قبيل الإفطار خلال أيام رمضان.

تقاليد الطعام في رمضان من مختلف بلدان الوطن العربي

يفطر المسلمون في الدول العربية على التمر والحليب أو الماء عند سماع أذان المغرب، حيث يزين التمر تقريباً المائدة في كل بيت في شهر رمضان، إلا أن الطبق الرئيسي للإفطار يختلف بحسب المنطقة، وتتنوع الخيارات بحسب العادات والتقاليد في كل بلد.

يتناول المسلمون في منطقة الخليج العربي الوجبات التي تعتمد في تكوينها على الأرز مثل أطباق الكبسة والمنسف.  أما في بلاد الشام، فيفضل الصائمون تناول الخضروات المحشوة بالأرز واللحم كالمحاشي على الإفطار، والتي تعد من أشهر الأطباق المحلية في هذه المنطقة. كما تعتبر السلطات طبقاً هاماً كالتبولة الفتوش في سوريا ولبنان.

وفي المغرب العربي وشمالي إفريقيا، فتعد وجبة الكوسكوس المصنوعة من السميد المطبوخ مع اللحم أو الدجاج أو السمك أو الخضروات من الأطعمة الشعبية المعروفة خلال أيام رمضان. فيما تمثل الكشري الوجبة الأكثر شعبية في مصر على مائدة الإفطار. ^[1]  

الحلويات الرمضانية في الوطن العربي

تشتهر سوريا بأنواع كثيرة من الحلويات الرمضانية كالبسبوسة والقطايف والكنافة، وفي لبنان تشتهر بحلوى عش السرايا المكونة من الحليب والقشطة.

العصائر والمشروبات الرمضانية

 يفضل الصائمون تناول العصائر والمشروبات الرمضانية لتعويض ضياع السوائل خلال مدة الصيام الطويلة، ومن أشهر العصائر والمشروبات في العالم العربي، قمر الدين والعرق سوس والتمر الهندي والجلاب وغيرها.

التقاليد الرمضانية الخاصة بكل بلد من بلدان الوطن العربي

العادات الرمضانية في المغرب

• يبدأ المغاربة إفطارهم بتناول التمر والحساء، مثل الشوربة المغربية أو حساء الحريرة الغني بالعناصر الغذائية.
• يتجمع الأطفال في المساء للعب بالفوانيس ويجوبون الأحياء، وهم يرددون الأهازيج الرمضانية، فيما يعرف بـ “الخرجة“.
• إعداد الحلويات المغربية مثل “القطايف” والبغرير والشباكية، حيث يقومون بتناولها بعد أداء صلاة التراويح.
• يتجول عازفو الطبول في الشوارع قبل الفجر مرتدين الزي التقليدي، ويقرعون طبولهم لإيقاظ الناس للسحور. هذا التقليد موجود أيضاً في تركيا والأردن ومصر وسوريا وفلسطين والعديد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط الأخرى.

العادات الرمضانية في السعودية

تعد الشعبنة واحدة من العادات والتقاليد الأكثر شهرة في السعودية، حيث يخصص السعوديون يوماً من آخر أيام شهر شعبان للاحتفال بقدوم رمضان. وقد يقوم البعض بتوزيع الهدايا الرمزية على الأهل والجيران، وتشمل هذه الهدايا ملابس جديدة أو حلويات تقليدية تمثل الترحيب بالشهر المبارك.

العادات الرمضانية في سوريا

لا تعد عادة سكبة رمضان فقط من العادات الرمضانية الجميلة، بل هي أيضاً عادة تُظهر روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، خاصة في الظروف الصعبة. حيث يتم تحضير الأطباق الشهية من قبل كل أسرة، ثم تُوزع وتُشارك مع الجيران.

العادات الرمضانية في لبنان

سيبانة رمضان هي واحدة من العادات الاجتماعية الجميلة والمميزة التي تُمارس في بعض الدول العربية، خاصة في المناطق الساحلية مثل سوريا ولبنان. وهي عبارة عن احتفال يُقام في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، حيث يتجمع الناس، خصوصاً العائلات والأصدقاء، للاستمتاع بالطعام والتنزه قبل بدء الصيام في شهر رمضان.

ويتخلل السيبانة العديد من الأنشطة مثل ألعاب الأطفال، الغناء، ورواية القصص. إذ تُضفي هذه الأنشطة طابعاً اجتماعياً يساهم في تعزيز الروابط بين العائلات.

كما يعد مدفع الإفطار تقليداً لبنانياً قديماً، حيث يتم إطلاق مدفع الإفطار عند غروب الشمس للإشارة إلى انتهاء صيام اليوم. ويوجد في لبنان مدافع إفطار خاصة تعود للقرن التاسع عشر، ولا تستخدم إلا في شهر رمضان.

العادات الرمضانية في مصر

يتم الاحتفال بليلة رؤية هلال رمضان من خلال تنظيم احتفالات كبيرة تُقام في الميادين الرئيسية. تُعلن دار الإفتاء عن بداية الشهر الفضيل وسط أجواء من البهجة.

يحتفل المصريون برمضان بأجمل العادات الرمضانية في الدول العربية حيث يزينون الشوارع والمنازل والمحلات التجارية بالفوانيس الملونة والحبال الملونة والزخارف الورقية، مما يضفي جواً احتفالياً مميزاً.

كما تُعتبر موائد الرحمن واحدة من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في مصر خلال رمضان حيث تقوم الأسر والجمعيات الخيرية بتنظيم موائد مفتوحة في الشوارع لتقديم وجبات الإفطار للصائمين، خاصة للمحتاجين أو الذين لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم قبل أذان المغرب. ^[2]  

أجمل العادات الرمضانية في الدول العربية تحمل مزيجاً فريداً من الروحانية والاحتفال، مما يجعل رمضان شهراً مميزاً تتجلى فيه أسمى قيم المحبة، التعاون، والتكافل الاجتماعي.

:موضوعات ذات صلة