وفي التفاصيل التي كشف عنها المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لوكالة الأنباء العراقية، فإن “الوزارة سجلت منذ مطلع العام الحالي 67 إصابة بمرض الحمى النزفية، من ضمنها 10 وفيات في عموم العراق”.

ووفق المسؤول العراقي فإن ذي قار جنوبي البلاد تصدرت المحافظات العراقية بعدد الإصابات والوفيات، تليها محافظات البصرة والمثنى والنجف.

وبحسب خبير الرعاية الصحية العراقي جمال محمد، فإن وتيرة الإصابات بالحمى النزفية “تزداد في مثل هذا الوقت، وهذا مؤشر على أن الأسباب والعوامل المولدة لانتشار المرض بين البشر لا زالت قائمة مع الأسف، ولم يتم معالجتها كما يجب”.

وأشار محمد إلى أبرز أسباب انتشار المرض قائلا: “هناك ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي وعدم الالتزام بالأماكن المحددة لذلك، حيث تتم عمليات الذبح حتى وسط الأحياء السكنية وفي الأماكن العامة والشوارع داخل المدن والقرى، وهو ما يتسبب بتلوث بيئي خطير يساعد على ظهور مختلف الأوبئة والأمراض المعدية”.

وأضاف: “يتم بيع اللحوم مجهولة المصدر بأسعار أرخص من قبل باعة متجولين، ولا تحمل الأختام الصحية فهي غير خاضعة للرقابة وتحمل غالبا أمراضا تعرض مستهلكيها لمخاطر كبيرة، وهو ما يستوجب تغليظ العقوبات بحق المخالفين للوائح وتعليمات دوائر الصحة والبيطرة”.

وتابع: “من الضروري تكثيف الحملات الوقائية والتعريف بمخاطر هذه الحمى المميتة وطرق انتقال عدواها وتجنبها، وعلى رأسها الالتزام بقواعد النظافة العامة والشخصية وعدم مخالطة المواشي في مثل هذه الظروف الوبائية والابتعاد عنها، والأهم عدم شراء اللحوم إلا بعد التأكد من صلاحيتها للاستهلاك وخلوها من الأمراض، من محلات بيع موثوقة تتقيد باشتراطات الصحة العامة”.

ما هي الحمى النزفية وأعراضها؟

  • تنتقل هذه الحمى الفيروسية عادة من الحيوانات المصابة للبشر، عبر الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل محلات بيع اللحوم، وذبح الحيوانات المريضة دون فحص ورقابة.
  • مع أن الفيروس يموت إن طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، إلا أنه قد ينتقل حتى عبر دم الحيوانات المصابة.
  • يحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
  • تشمل الأعراض المبكرة للإصابة بالمرض الحُمّى والتعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك، والدوار وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل، والغثيان والقيء والإسهال.
  • الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، والغيبوبة والهذيان، والفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.

طرق العدوى بالمرض

  • تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات، علما أن الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية، تعيش في العديد من العوائل الحيوانية والحشرية، وتشمل في الغالب البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش.
  • تنتقل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية عبر لدغات البعوض أو القراد، كما ينتقل البعض الآخر عبر ملامسة سوائل المصاب.
  • إذا سافرت لمنطقة تنتشر فيها حمى نزفية معينة، فقد تصاب بالعدوى من دون أن تظهر عليك الأعراض إلا بعد عودتك لوطنك، وقد يستغرق ظهور الأعراض من يومين إلى 21 يوما حسب نوع الفيروس.

طرق الوقاية من المرض

– إذا كنت تعيش في مناطق ينتشر فيها هذا المرض أو تعمل فيها أو تسافر إليها، فاحمِ نفسك من العدوى مستخدما وسائل واقية مناسبة عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم، كارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه.

– تتضمن الاحتياطات أيضا الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلص منها. 

– على الرغم من عدم وجود علاج معين لمعظم أنواع الحمى النزفية الفيروسية، فقد يساعد عقارا “ريبافيرين” و”فيرازول” على تقصير مسار بعض أنواع العدوى ومنع حدوث مضاعفات ببعض الحالات.

شاركها.
Exit mobile version