تصوّر نفسك تسير بين أزقة تاريخية تحمل عبق الماضي، ثم تنتقل إلى كورنيش ينبض بالحياة والمشاهد الطبيعية الخلابة، حيث الأمواج وشواطئ المدينة. هنا، في كازابلانكا، تجد مزيجاً فريداً يجمع بين الأصالة المغربية وروح الحداثة، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة تناسب مختلف الفئات.
تتميز المغرب بصفة عامة وكازبلانكا بصفة خاصة بالضيافة (شعب مضياف) فلا يخلو شارع أو زقاق من ابتسامات الترحيب والمودة، ولا يمكن أن تدخل أي مكان بدون أن يتم الترحيب بك وتقديم المشرب المغربي الشهير أتاي وهو شاي مغربي أصيل يتميز بنكهة قوية لن تجدها إلا في المغرب.

ابدأ رحلتك من الأعجوبة المعمارية مسجد الحسن الثاني

من اللحظة التي تقترب فيها من مسجد الحسن الثاني، ستشعر بجمال التصميم الذي يجمع بين العمارة الإسلامية وتمازج الخطوط والزخارف الأندلسية والعربية. المئذنة التي تلامس السماء بارتفاعها الشاهق (210 أمتار) تُرشدك إلى هذا المعلم البارز المطل على المحيط الأطلسي. الدخول إلى المسجد يفتح أمامك أبواباً من الجمال، حيث السجاد الفاخر والزخارف اليدوية التي تُبرز روعة الفن المغربي. 
يعد المسجد، واحداً من أكبر المساجد في أفريقيا، وقد تم تشييده في التسعينات من القرن الماضي تحت إدارة المهندس المعماري الشهير ميشيل بينسو.
ويبدو المسجد للناظر إليه وكأنه قريب منه، حتى وإن كان يبعده بكيلومترات، وكلما اقتربت منه استشعرت مقدار الجهد المبذول في تدشينه، حيث ساهم في بنائه 2500 عامل و10 آلاف حرفي تقليدي.

تم افتتاح مسجد الحسن الثاني رسمياً في 1993، بعد عملية بناء استمرت نحو سبع سنوات. تميز المشروع بمشاركة واسعة من الشعب المغربي، حيث دعا الملك الراحل الحسن الثاني إلى اكتتاب وطني عام 1988، ليُساهم كل مواطن بقدر استطاعته، حتى ولو بدرهم واحد، في بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم. وقد عكست هذه المبادرة روح التضامن الوطني، وجعلت المسجد رمزاً للفخر والهوية المغربية.

ويضم هذا الصرح قاعة صلاة، تبلغ مساحتها نحو 20 ألف متر مربع، وتتسع لـ25 ألف شخص، فيما خصصت للنساء شرفتين مساحتهما 3550 مربعاً، بمقدور باحته الخارجية استيعاب ما يناهز 80 ألف شخص.

يقدم حمام المسجد الذي تم افتتاحه مؤخراً بمساحة تزيد عن 3000 متر مربع فرصة للاسترخاء وفق تقاليد الأجداد للحمامات الشرقية (غرف بخار وحمامات تركية وغرف للتدليك).

أكاديمية الفنون للصناعة التقليدية… أصالة الفن المغربي

استحدثت في المسجد أكاديمية الفنون للصناعة التقليدية لتخريج مهندسين في كل ما يخص المجال التراثي المعماري المغربي، في سبيل ضمان بقائه وتمريره للأجيال القادمة.

هنا في الأكاديمية يمكنك ببساطة فهم وإدراك أصالة الفن المغربي، الجهد المبذول في تحويل المواد الصماء إلى لوحات بديعة بأيدي شابة مغربية من النقش اليدوي على قطع الخزف والخشب إلى التلوين بألوان الحياة وتحديداً الأزرق والأحمر مع مزيج من ألوان الطبيعة إلى قطع المجوهرات بديعة الشكل والصناعة.  

تضم أكاديمية الفنون التقليدية: 

  • شعبة الجبس.
  • شعبة الحجر المنقوش.
  • شعبة صياغة المجوهرات.
  • شعبة الخشب المصبوغ.
  • شعبة الخشب المنحوت.
  • شعبة صناعة الجلد.
  • شعبة النسيج التقليدي.
  • فن الخط.

شوارع المدينة القديمة: رحلة عبر الزمن

إذا كنت تحب العودة إلى أزمنة بعيدة تعج بالحكايات؟ إذًا عليك زيارة المدينة القديمة، حيث الأزقة الضيقة والمباني البيضاء التي تعكس روح المغرب القديمة. هنا ستجد أسواقاً تفيض بالحياة، حيث تُباع الحرف اليدوية والتذكارات الفريدة، لا سيما القفطان المغربي الشهير. ولن يكتمل يومك دون كوب من الشاي المغربي مع النعناع في مقهى محلي صغير يعج بالرواد والحكايات.

حي الحبوس: لمسة من الأصالة

لرحلة استثنائية، لا بد من زيارة حي الحبوس، المكان الذي يجسد التراث المغربي بكل تفاصيله. ستجد هناك الأسواق التي تبيع أجود أنواع الحرف اليدوية، والمطاعم التقليدية التي تقدم أطباقاً مغربية أصيلة مثل الطاجين والحريرة. هذا الحي هو نافذة حقيقية على روح المغرب العريقة.
ويقع “حي الأحباس” على مقربة من القصر الملكي، ويعد السوق القديم كازابلانكا من الأحياء القديمة،  يضم الحي أحد أعرق الأسواق، والتي تشتمل على العديد من المتاجر التي تبيع الحرف اليدوية والسجاد والنحاس، بالإضافة إلى الملابس المغربية التقليدية.

تصميم الحي وبناؤه مستوحى من فن العمارة العربية الإسلامية القديمة على طريقة المدن العتيقة بمراكش وفاس ومدن مغربية أخرى، فلا تكاد تمر من زقاق إلا وأثارت انتباهك كثرة الأقواس والقناطر والمساحات الخضراء والدروب الملتوية الضيقة والمحلات التجارية التقليدية والمقاهي التي لا تزال شاهدة على زمن. 

كورنيش كازابلانكا: نبض الحياة

إذا كنت تبحث عن تجربة تجمع بين الاسترخاء والحيوية، فإن كورنيش كازابلانكا هو المكان المثالي. تخيل نفسك جالساً في مقهى أنيق يطل على المحيط، بينما تستمتع بنسيم البحر المنعش. الأطفال يلعبون على الشاطئ، والكبار يستمتعون بنزهة على المسارات المخصصة للمشي أو ركوب الدراجات. إنه المكان الذي تشعر فيه بأنك جزء من نبض المدينة.

أفضل وقت لزيارة كازابلانكا

تتميز كازابلانكا بأنها مناسبة للزيارة في أي وقت في السنة حتى في الشتاء مع برودة الطقس، ستستمتع بالمشي لمسافات طويلة سواء بين طرقات الأسواق القديمة، أو على كورنيش كازابلانكا، حفاوة الاستقبال والمشروبات والأكلات المغربية المميزة ستحول الرحلة إلى حكاية قديمة ممتدة من الماضي الى الحاضر. 

كازابلانكا ليست مجرد مدينة؛ إنها حكاية مغربية نابضة بالحياة. من معالمها التاريخية إلى شواطئها الساحرة، ومن أسواقها التقليدية إلى أماكنها العصرية، تقدم لك تجربة سياحية متكاملة. إذا كنت تبحث عن مغامرة تجمع بين الراحة، الاستكشاف، والجمال، فإن كازابلانكا بانتظارك! احزم حقائبك الآن واكتشف هذا العالم الرائع. 

شاركها.
Exit mobile version