كل ما تحتاج لمعرفته عن جوائز الأوسكار وتاريخها

جوائز الأوسكار، أو ما يُعرف رسمياً بجوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما، هي واحدة من أرقى الجوائز في صناعة السينما على مستوى العالم. فقد أصبحت هذه الجوائز مرادفاً للتميز في صناعة السينما وتعتبر حلماً يطمح إليه العديد من الفنانين والمخرجين. إليكم في هذا المقال كل ما تحتاجون إلى معرفته عن حفل توزيع جوائز الأوسكار من حيث تاريخ جوائز الأوسكار، الفئات الرئيسية، وأهم اللحظات التي شكلت إرث الأوسكار.

تاريخ جوائز الأوسكار

تعود فكرة جوائز الأوسكار إلى أوائل العشرينات عندما قررت الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها تأسيس جائزة لتكريم أفضل الأعمال السينمائية في 12 فئة منها في الإخراج الكوميدي، التصوير السينمائي، الإخراج الفني، في كتابة القصة، وغيرها.

وتم تقديم الجوائز الأولى للأفلام التي تم إصدارها بين 1 أغسطس 1927 و31 يوليو 1928. وقُدمت الجوائز في 16 مايو 1929، في حفل أقيم في فندق هوليوود روزفلت. وبحلول موعد حفل توزيع الجوائز السنوي الثاني، في 3 أبريل 1930 لتكريم الأفلام من النصف الثاني من عام 1928 ومن عام 1929، تم تقليص عدد الفئات إلى 7 فئات، وتم دمج الجائزتين السينمائيتين الرئيسيتين في جائزة واحدة.

استمرت الأكاديمية في إجراء تغييرات متكررة في قواعد جوائز الأوسكار وإجراءاتها وفئاتها، لتبقى مرنة للجميع وتواكب تطور الصناعة السينمائية.

كانت أسماء الفائزين جوائز الأوسكار تُعطى للصحافة مسبقًا بشرط عدم الكشف عن المعلومات إلا بعد تقديم الجوائز. ومع ذلك، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أسماء الفائزين في عام 1939 في طبعة مبكرة من المساء قبل الحفل، مما أدى إلى إفراغ الحدث من كل التشويق خلال أحد أكبر أعوام الصناعة. وبالتالي، منذ ذلك الحين، ظلت أسماء الفائزين سرية للغاية حتى الإعلان الرسمي في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

بُثّ حفل توزيع جوائز الأوسكار لأول مرة داخل الولايات المتحدة عام 1953، ومنذ عام 1969 بدأ يُعرض عالمياً. وبحلول نهاية القرن العشرين، تحول الحفل إلى حدث عالمي يترقبه ملايين المشاهدين في مختلف أنحاء العالم.

تصميم تمثال أوسكار

يرجع الفضل في تصميم تمثال جائزة الأوسكار، وهو عبارة عن فارس يقف على بكرة فيلم ويحمل سيفاً، إلى سيدريك جيبونز، مدير الفن في شركة مترو جولدوين ماير (MGM). أما النحات جورج ستانلي فقد تم تكليفه بصنع التمثال الصغير الأصلي استناداً إلى تصميم جيبونز.

صُنعت التماثيل في البداية من البرونز مع طلاء ذهبي عيار 24 قيراطاً، أما في الحرب العالمية الثانية فقد صُنعت التماثيل من الجبس بسبب نقص المعادن وغلاء أسعارها. وفي الوقت الحالي، يتم صنع تماثيل جوائز الأوسكار من الجبس المطلي بالذهب، مع الاحتفاظ بشكل التصميم بدون تغيير باستثناء قاعدة التمثال، التي تم زيادة ارتفاعها في عام 1945؛ بحيث يبلغ ارتفاع التمثال الصغير 34.3 سم، ويزن 3.8 كغم. ^[1]  

وقد يتساءل البعض ماهي جوائز الأوسكار بالنسبة للفائزين؟ هي عبارة عن جوائز سينمائية تُمنح سنوياً من قبل الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومه، وتعد مفتاح النجاح الحقيقي والشهرة للفائزين. فعلى سبيل المثال، فوز فيلم بجائزة “أفضل فيلم” يمكن أن يعزز بشكل كبير إيراداته في شباك التذاكر. أما بالنسبة للممثلين والمخرجين، فإن الفوز قد يفتح أمامهم أبواب عروض أفلام أفضل، ورواتب أعلى، وشهرة إعلامية لا مثيل لها.

قواعد الحصول على جوائز الأوسكار

جوائز الأوسكار للأفلام هي أرقى الجوائز في صناعة السينما، التي تُقدِّمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة. تُمنح سنويًا لتكريم أفضل الإنجازات السينمائية. وتهدف إلى الاحتفاء بالمواهب التي أحدثت فارقًا في عالم الفن السابع، من خلال تكريم أفضل الأفلام والممثلين.

الفئات الرئيسية لجوائز الأوسكار للأفلام:

يتم اختيار أفلام حاصلة على جوائز أوسكار في حفل توزيع الجوائز من الفئات ال23 التالية:

• أفضل فيلم؛ تُعدُّ هذه الجائزة الأهم والأكثر انتظاراً، حيث تُمنح للفيلم الذي يُعتبر الأفضل من بين جميع الأفلام المُرشحة.
• أفضل ممثل؛ تُمنح لأفضل أداء تمثيلي في دور رئيسي.
• أفضل ممثلة؛ تُمنح لأفضل أداء تمثيلي في دور رئيسي عن فئة الممثلات.
• أفضل ممثل مساعد؛ تُمنح للأداء التمثيلي المميز في الأدوار الثانوية.
• أفضل ممثلة مساعدة؛ تُمنح للأداء التمثيلي المميز في الأدوار الثانوية عن فئة الممثلات.
• أفضل إخراج؛ تُكرِّم هذه الجائزة المخرج الذي قدم رؤية إبداعية متميزة للفيلم.
• أفضل سيناريو أصلي؛ تُكرِّم هذه الجائزة النصوص السينمائية الأصلية.
• أفضل سيناريو مقتبس؛ تُكرِّم هذه الجائزة النصوص السينمائية المقتبسة.
• أفضل تصوير سينمائي.
• أفضل تصميم إنتاج.
• أفضل مونتاج.
• أفضل موسيقى تصويرية أصلية.
• أفضل أغنية أصلية.
• أفضل تصميم أزياء.
• أفضل مكياج وتصفيف شعر.
• أفضل صوت.
• أفضل مؤثرات بصرية.
• أفضل فيلم بلغة أجنبية؛ تُخصص للأفلام التي تُنتج خارج الولايات المتحدة، مع التركيز على إبداعيتها وثقافتها الفريدة.
• أفضل فيلم رسوم متحركة؛ تكريم لأفضل الأفلام التي تعتمد على تقنيات الرسوم المتحركة.
• أفضل فيلم رسوم متحركة قصير.
• أفضل فيلم قصير حي.
• أفضل فيلم وثائقي؛ تُمنح للأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على قضايا مهمة أو تسرد قصصاً حقيقية بطريقة مؤثرة.
• أفضل فيلم وثائقي قصير.

كما تقدم الأكاديمية جوائز علمية وتقنية، وجوائز الإنجاز الخاص، وجوائز فخرية، وجائزة جان هيرشولت الإنسانية، وجائزة إيرفينج جي ثالبرج التذكارية (للتميز في الإنتاج)، وجائزة جوردون إي سوير (للمساهمات التكنولوجية). ^[2]  

ومن أفلام حازت على جوائز أوسكار:

• Titanic (1997): فاز بـ11 جائزة أوسكار، منها أفضل فيلم.
• The Godfather (1972): واحد من أعظم الأفلام في تاريخ السينما، حصد ثلاث جوائز أوسكار.
• Parasite (2019): أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز بجائزة أفضل فيلم، وحصل على 4 جوائز أوسكار، منها أفضل مخرج وأفضل سيناريو.
• Forrest Gump  (1994): فيلم ملهم حصد 6  جوائز أوسكار، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل ممثل لتوم هانكس.
• La La Land  (2016): فيلم موسيقي حديث فاز بـ 6  جوائز أوسكار، من بينها أفضل مخرج وأفضل ممثلة لإيما ستون.

قاعدة الترشح لجوائز الأوسكار

لكي يتمكن الفيلم من التنافس على جائزة في عام معين، يجب عرضه علناً مقابل رسوم دخول لمدة أسبوع واحد على الأقل في مسرح تجاري في مقاطعة لوس أنجلوس بين الأول من يناير ومنتصف ليل 31 من ديسمبر من نفس العام. ومع ذلك، توجد استثناءات لهذه القاعدة، مثل الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، التي يتم تقديمها من قبل بلد المنشأ ولا يشترط عرضها في الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب عرض الفيلم 3 مرات على الأقل في كل يوم من أيام تأهله، مع بدء واحد على الأقل من العروض اليومية بين الساعة 6 مساءً و10 مساءً بالتوقيت المحلي.

قاعدة التصويت على الفائزين

يحق فقط لأعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة ترشيح الأفلام والمواهب في مختلف الفئات. الأكاديمية مقسمة إلى فروع مختلفة، حيث يتولى كل فرع ترشيح أفراده، مثل الكُتَّاب الذين يرشحون الكتاب، والمخرجين الذين يرشحون المخرجين، وهكذا. ومع ذلك، يشارك جميع الأعضاء في اختيار “أفضل فيلم” وتحديد الفائزين في معظم الفئات.

مراسم حفل توزيع جوائز الأوسكار

يُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار عادة في شهر مارس أو فبراير من كل عام في مسرح دولبي في هوليوود، لوس أنجلوس. يعد هذا الحدث من أبرز المناسبات التي يتابعها الملايين حول العالم. يشهد الحفل حضور كبار الشخصيات من مجال السينما والفن، ويتم خلاله الإعلان عن الفائزين في مختلف الفئات، بالإضافة إلى العروض الفنية والاحتفالية التي تشارك فيها أبرز الأسماء في هذا المجال.

حقائق مثيرة عن حفل جوائز الأوسكار

حفل جوائز الأوسكار مليء بالحقائق المثيرة التي تجعل منه حدثاً لا يُنسى، مثل:

• يعتبر ميكي ماوس من أشهر شخصيات الرسوم المتحركة التي ابتكرها ديزني، وهو مبتكر فكرة الرسوم المتحركة وحاصل على أكبر جوائز الأوسكار، ولا يزال يحتفظ بمكانته في عالم السينما اليوم. فقد فاز بـ 22 جائزة أوسكار مع 4 جوائز شرفية.

• تعتبر الممثلة كاثرين هيبورن الحاصل على أكبر جوائز أوسكار بالعالم في فئة أفضل ممثلة/ ممثل، فقد فازت بـ 4  جوائز أوسكار عن أدائها في أفلام مثل “Morning Glory” (1933)، “On Golden Pond” (1981)، وغيرها.

• لا يوجد اتفاق حول السبب الدقيق وراء تسمية الجائزة بـ”أوسكار”، لكن الرواية الشائعة تقول إن موظفة الأكاديمية مارجريت هيريك قالت إن التمثال يشبه عمها أوسكار!
• أقيم أول حفلة جوائز أوسكار في عام 1929 في فندق روزفلت بهوليوود، واستغرق 15 دقيقة فقط، وحضره 270 ضيفاً فقط.
• حدث خطأ تاريخي عندما تم إعلان فوز La La Land بجائزة أفضل فيلم بدلاً من الفيلم الفائز الحقيقي Moonlight في عام 2017.
• لأول مرة في تاريخ الأوسكار، حصل تعادل في جائزة أفضل ممثلة بين كاثرين هيبورن وباربرا سترايسند في عام 1969.

في الختام، تعد جوائز الأوسكار محطة مهمة في رحلة صناعة السينما وتاريخها، إذ تُمثل تتويجاً للإبداع والتفوق الفني في عالم هوليوود. ومع كل عام جديد، تواصل الأكاديمية الاحتفاء بالمواهب والأعمال التي تُلهم الملايين حول العالم.

موضوعات ذات صلة: