مجموعة Schiaparelli هوت كوتور ربيع 2025

تحت عنوان “إيكاروس”، قدمت مجموعة سكياباريلي Schiaparelli هوت كوتور ربيع وصيف 2025، بقيادة المصمم دانييل روزبيري، مجموعة تتأرجح بين الطموح الفني والانغماس في الماضي الأسطوري، أطلّت مجموعة الأزياء الراقية Haute Couture لتسرد قصة من نوع خاص، جاءت هذه المجموعة لتعيد إحياء تقاليد دار سكياباريلي العريقة من خلال دمجها مع لمسات من الحداثة التي تتجاوز مجرد التصميم، ستعان روزبيري بشرائط قديمة عثر عليها في متجر للتحف، ليخلق منها قطعاً تتميز بالفخامة والابتكار، حيث قدّم لنا أزياء تبدو وكأنها ولدت من ماض بعيد، لكنها مشبعة بروح جديدة تعكس التطلع للمستقبل.

إنها دعوة للتأمل في ما يعنيه أن تكون الأزياء الراقية حقًا، وكيف يمكن للموضة أن تتنقل عبر الزمن، دون أن تفقد بريقها الفريد.

تمثل هذه المجموعة رحلة طموحة نحو السماء، لكنها تعكس أيضًا بعض التحديات التي قد تواجهها في طريقها.

“إيكاروس”: رحلة أسطورية إلى السماء

الإلهام والرمزية

1. اختار روزبيري اسم “إيكاروس” لهذه المجموعة ليحمل معه إشارات إلى أسطورة الإغريق الشهيرة، حيث يحاول إيكاروس الاقتراب من الشمس بجناحيه المصنوعين من الريش والشمع، ليجد نفسه يسقط بعد أن ذاب الشمع.
2. تستلهم المجموعة إلهامها من عصور متعددة، مما أدى إلى ظهور ملابس تشير إلى الأنماط التاريخية مع إعادة تفسيرها بتقنيات معاصرة. يتم وضع قماش جورجيت الحريري السائل، المطرز بخرز ياباني، فوق قماش كورسيه فرنسي، مما يشكل هياكل درامية للوركين.
3. تم إعادة تصور سترات سكياباريلي قبل الحرب العالمية الثانية بنسب ممتدة وإقرانها بتنانير ساتان بسيطة بقصات مائلة تذكرنا بالبساطة في التسعينيات.
4. هذا الربط بين الطموح والفشل، بين الارتفاع والانهيار، يمكن أن يكون استعارة لرحلة روزبيري نفسه في عالم الأزياء الراقية، فبينما كانت القطع مليئة بالدقة الفنية، كانت أيضاً محملة بمخاطر التضحية بالهوية الفريدة للعلامة التجارية.

العودة إلى الجذور: عندما يعيد الزمن نفسه

التاريخ المخفي والحاضر المتجدد

1. بدأت الرحلة باكتشاف روزبيري لشرائط ما قبل الحرب في ليون، والتي كانت مخبأة ذات يوم أثناء احتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
2. هذه الشرائط، بألوان مثل الأصفر الزبدي والأخضر الباهت والبني الزعفراني المحروق (المسمى “خبز محمص”)، تحدد نغمة قصة الألوان في المجموعة.
3. تبنت روزبيري هذه الظلال لإنشاء تصميمات تستحضر براعة بيوت الأزياء التاريخية مع جعلها ذات صلة باليوم، كانت الشرائط القديمة التي اكتشفها روزبيري بمثابة نافذة عبر الزمن، وهي تمثل تاريخًا مهملًا في خزانة الأزياء.
4. يكمن إبداع روزبيري في كيفية دمج هذا التاريخ مع تصاميمه الحديثة، ليصمم شيئًا جديدًا ينبض بالرفاهية، لكنه يحمل في طياته الروح التقليدية للأزياء الراقية.

الحرفية والرؤية: إعادة تشكيل الأناقة

التوتر بين الحداثة والتاريخ

1. تتجلى تلك الفكرة بوضوح في تصميمات المجموعة، حيث يتم مزج الأقمشة والتفاصيل القديمة مع التقنيات الحديثة لإعطاء حياة جديدة للتاريخ.
2. كما أضاف المصمم لمسة شخصية إلى تصاميمه، حيث أشار إلى تساؤلاته المتعلقة بالحداثة في عالم الأزياء: “هل أصبح هوسنا بما يبدو أو يشعر بالحداثة قيداً؟ هل كلفنا خيالنا؟”

التجديد في تفاصيل الأزياء

الإبداع الباهظ الثمن

1. المجموعة تنطوي على دمج معقد بين الأسلوب العتيق والفخامة الحديثة، حيث يقدم روزبيري قطعًا تضج بالتفاصيل الغنية والشرائط المزخرفة التي تبدو وكأنها قطع فنية مخفية في حقب ماضية.
2. هذه الأقمشة والشرائط ليست مجرد إشارة إلى الماضي، بل هي دعوة لإعادة التفكير في معايير الجمال: كيف يمكن أن يكون الجديد فخماً وحافلاً بالتاريخ في ذات الوقت؟

التفسير العاطفي للأزياء

1. من خلال تفاصيل الدانتيل والحرير المتقن، والألوان التي تعكس الأزمنة المختلفة، يمكن رؤية الأزياء على أنها تحفة فنية تتجاوز كونها مجرد ملابس.
2. إن هذه التصاميم ليست فقط للاحتشاد في المناسبات الخاصة، بل هي تجربة تثير مشاعر الفخر والتقدير للجمال المترسخ في الأجيال السابقة.

التصميمات والقصات

• تتميز المجموعة بالكورسيهات المنحوتة والحرير والساتان، بالإضافة إلى الأقمشة المطرزة المستوحاة من الأرشيف.
• كانت الكورسيهات تجسد عجائب الهندسة، بينما كانت الحرير والساتان تتدفق بشكل جميل، مما يضفي لمسة من المأساة اليونانية على التصاميم.
• ومع ذلك، ومع اقتراب المجموعة من ذروتها، بدا أن هناك تراجعًا في الجرأة والابتكار.

الألوان والمواد

• بدأت المجموعة بألوان داكنة قبل أن تتحول إلى لوحة ألوان أكثر حيوية تشمل الخزامى والأزرق والأخضر والأحمر.
• كانت الفساتين مزينة بشكل مبالغ فيه، مما يضيف لمسة من الفخامة والتعقيد.
• ومع ذلك، بدا أن بعض القطع أكثر ملاءمة للعرض في متحف بدلاً من كونها ملابس قابلة للارتداء.

الرسالة الفنية

• كان وجود أمين متحف اللوفر في العرض بمثابة تجربة رائعة، حيث أضاف بُعداً إضافيًا لفهم المجموعة.
• بدت التصاميم وكأنها تُعرض كقطع فنية بدلاً من كونها ملابس يومية، مما أثار تساؤلات حول التطبيق العملي لهذه الأزياء الراقية.

الفخامة والخيال في الأزياء

هل الجمال القديم يمكن أن يكون جديدًا؟

1. يمثل هذا السؤال جوهر مجموعة سكياباريلي لربيع 2025 الخاصة بالأزياء الراقية Haute Couture، فما يقدمه روزبيري ليس مجرد محاولة لإعادة إنشاء الماضي، بل هو جسر بين الحقبات، حيث يعيد صياغة التاريخ ليبدو عصريًا ومناسبًا لعصرنا الحالي.
2. يُظهر هذا النهج الجديد أن الأزياء ليست مجرد معركة بين القديم والجديد، بل هي تحوّل دائم يمكن أن يجسد فخامة الماضي بأشكال مبتكرة.

أزياء ذات معنى ورؤية

1. إن مجموعة سكياباريلي هوت كوتور لربيع 2025 تفتح الباب أمام فهم جديد للموضة، حيث يتضح أن الجمال ليس قيداً أو تقليداً للأشكال الحديثة فحسب، بل هو انعكاس للحظة معاصرة تحترم الماضي.
2. مع الشرائط العتيقة التي ألهمت مجموعة هذا الموسم، يثبت دانييل روزبيري أن الإبداع لا يقف عند حدود الحداثة، بل يمكن أن ينبثق من أعماق التاريخ ليشكل فناً جديدًا يتجاوز الزمن.
3. في النهاية، كانت مجموعة “إيكاروس” انتصاراِ للحرفية الفنية، ولكنها افتقرت إلى الحيوية والجرأة التي ميزت تاريخ سكياباريلي، بدت التصاميم وكأنها محاولة لبناء إرث لدانييل روزبيري أكثر من كونها احتفالًا بحياة سكياباريلي نفسها.
4. بينما يسعى روزبيري إلى تحقيق الخلود في عالم الموضة، يبقى السؤال: هل ستظل روح سكياباريلي حاضرة في تصاميمه أم ستختفي خلف الطموحات الشخصية؟