خلال الساعات الماضية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور مؤثرة لعروس مريضة بالسرطان، وهي تحتفل بزفافها من حبيبها في المستشفى قبل وفاتها بساعات، وسرعان ما لاقت هذه الصور تفاعلاً واسعاً وتعاطفاً كبيراً من المستخدمين، حيث وصفها الكثيرون بأنها قصة حب حزينة ولكن ملهمة.

شاهدي أيضاً: النجوم الأتراك: قصص حب بدأت في المسلسلات وانتهت بالزواج

ولكن الحقيقة المفاجئة أن هذه الصور ليست حديثة، بل تعود إلى عام 2017، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب إعادة تداولها بعد سنوات من وقوع الحدث.

زفاف على فراش المرض

تعود القصة إلى هيثير موشر، شابة أمريكية من ولاية كونيتيكت، والتي خاضت معركة طويلة مع مرض السرطان، وكانت قد التقت هيثير بحبيبها ديفيد موشر في صف لتعليم الرقص في عام 2015، وسرعان ما نشأت بينهما علاقة قوية تطورت إلى حب عميق.

في نهاية عام 2016، كان ديفيد قد قرر التقدم لخطبتها، واختار أن يفاجئها بعرض الزواج في ليلة رومانسية على عربة تجرها الخيول، غير مدركٍ أن هذا اليوم سيحمل لهما خبراً مأساوياً من نوع آخر.

في اليوم ذاته، تلقت هيثير تشخيصاً بإصابتها بسرطان الثدي من النوع الثلاثي السلبي، وهو من أكثر أنواع السرطان عدوانية وسرعة في الانتشار، ورغم ذلك لم يتراجع ديفيد عن قراره، بل أصر على التقدم لها، ليؤكد لها أنها لن تخوض هذه المعركة وحدها.

رحلة علاج مؤلمة وسباق مع الزمن

على مدار العام التالي، خضعت هيثير لعلاجات مكثفة تضمنت جلسات كيميائية وجراحات لمحاولة السيطرة على المرض، لكن في سبتمبر 2017، تلقى الثنائي خبراً مفجعاً بأن السرطان قد انتشر إلى دماغها، مما جعل الأطباء يؤكدون أن فرصها في النجاة باتت شبه معدومة.

رغم الألم والمعاناة، لم تفقد هيثير عزيمتها، وكان حلمها الأكبر هو أن تتزوج ديفيد، حتى لو كان ذلك على سرير المستشفى، كان موعد زفافهما المقرر هو 30 ديسمبر 2017، إلا أن تدهور حالتها الصحية دفع الأطباء إلى نصح ديفيد بتقديم الموعد قبل فوات الأوان.

حفل زفاف وسط الدموع

في 22 ديسمبر 2017، اجتمع الأهل والأصدقاء في مستشفى سانت فرانسيس بمدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت، حيث أُقيم حفل زفاف صغير في جناح العناية المركزة، فيما ارتدت هيثير فستان زفافها وهي على سريرها، واضطرت لوضع قناع الأكسجين لمساعدتها على التنفس، ورغم ضعفها الشديد، تمكنت من نطق عهود الزواج بصعوبة، ورفعت يديها في الهواء احتفالاً بلحظتها الخاصة.

كانت الدموع تملأ أعين الحضور، فقد كانوا يدركون جميعاً أن هذه اللحظات هي آخر ما تبقى لها، وبالفعل، بعد 18 ساعة فقط من مراسم الزفاف، فارقت هيثير الحياة في 23 ديسمبر 2017، بعد عامٍ كامل من يوم خطوبتها.

الصور التي أشعلت مواقع التواصل مجدداً

بعد وفاتها، شاركت صديقتها المقربة، كريستينا لي كاراس، مجموعة من الصور المؤثرة للزفاف، والتي انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت، ومن بين الصور، واحدة تظهر فيها هيثير وهي ترفع يديها، والتي وصفها ديفيد بأنها تعبير عن انتصارها على الألم والمأساة.

لكن المفاجأة جاءت عندما عادت هذه الصور لتتصدر الإنترنت مجدداً خلال الأيام الماضية، حيث تفاعل معها الآلاف معتقدين أنها حديثة، ومع انتشار القصة، بدأ البعض في التشكيك في حقيقتها، مما دفع العديد من المستخدمين إلى التحقق من مصدر الصور، ليكتشفوا أنها تعود إلى عام 2017، بينما بدأ تداولها في الإعلام مطلع العام 2018.

لماذا تعود القصص القديمة للانتشار؟

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول قصة قديمة وكأنها جديدة، حيث تلعب العوامل العاطفية والإعلامية دوراً رئيسياً في إعادة إحياء القصص المؤثرة، في كثير من الأحيان، يعيد المستخدمون مشاركة الصور دون التحقق من تاريخها، مما يسهم في انتشار الأخبار القديمة كما لو كانت أحداثاً جديدة.

من ناحية أخرى، فإن المنصات الرقمية تعتمد على الخوارزميات التي تعطي الأولوية للمحتوى الذي يلقى تفاعلاً كبيراً، مما يؤدي إلى إعادة ظهور القصص العاطفية كلما أثارت اهتمام الجمهور مرة بعد مرة، وكذلك التوقيت القريب للغاية من احتفالات عيد الحب، تجعل البعض يبحث عن أكثر القصص الرومانسية تأثيراً.

شاهدي أيضاً: قصص حب انتهت بالطلاق في عام 2024

شاهدي أيضاً: قصص حب فنية لم يُكتب لها السعادة الأبدية

شاهدي أيضاً: قصص حب من الدراما التركية تحولت لحقيقة بين أبطالها

شاهدي أيضاً: أشهر قصص الحب الملكية: تفاصيل تشبه الخيال

شاركها.
Exit mobile version