نجمٌ تأنَس إليه القلوب وتهواه العيون، رسّخ حضوره بالجهد والمثابرة، وصنع شهرته بالصبر والإيمان، فمن شاهين الدبّاغ في مسلسل “ولاد بديعة” الذي برز بكاريزما فريدة وأداء متقن، إلى أمير في “مسلسل العميل” الذي طغى أداءه على أداء الممثل التركي في النسخة الأصلية، استطاع أن يُقدم ما يرضي الجمهور، ويرتقي بذائقته للأعلى، فكان رجل العام على المستوى الفني، النجم الموهوب سامر إسماعيل. 

حوار ماروت صوفي

في نوفمبر.. شهر الرجل، يفتح لنا النجم سامر إسماعيل أبواب الحلم الذي أمسكه منذ طفولته، ويمر بنا على القوّة التي تسلّح بها لتحقيقه، ويكشف لنا عن طعم الفن الذي تذوقه في منزل عائلته، وكيف تجرّع جيناته، ويكشف أمامنا أسرار نجاحه، وتحديات الشهرة. 
2024 عام حصاد النجاحات المتتالية. 

منذ أشهر قليلة احتفلت بعيد ميلادك ال 39، حدثنا عن آخر عام لك في الثلاثينيات 

ربما عقد العشرينات مرّ سريعاً، إلا أن عقد الثلاثينات كان سريعاً جداً، لكنها كانت سنوات جميلة، وأنا مسرور كوني وصلت لهذا العمر، ففيه تصبح الأمور أكثر وضوحاً في الذهن، ومهنياً شهدت السنوات العشر الأخيرة تطوراً ملحوظاً تراكم عبر هذه السنوات، قريباً أصل لسن الأربعين، وأنا راضٍ عن عقد تعلمت فيه الكثير، وكان غنياً جداً بالأشخاص والبلدان والتجارب الفنية والإنسانية، وأهمها أنني كوّنت عائلة، وأصبح لدي أولاد. يمكنكم تصفح عدد نوفمبر من مجلة ليالينا من هنا 

كيف تصف العام 2024؟

كان عاماً مليئاً بالنجاح والتوفيق بفضل الله، حققنا نجاحاً كبيراً وخضنا تجارب رائعة في مسلسلي “ولاد بديعة” و”العميل”، وأتمنى أن يختتم العام بانتهاء الأزمات والحروب التي تشهدها بلدي سوريا، وفلسطين ولبنان والعراق وعموم منطقتنا. 

ما زال عرض المسلسل المعرّب “العميل” مستمراً، محققاً مشاهدات مرتفعة، والناس تتفاعل مع شخصية أمير بشكل لافت، هل تخوفت من هذه التجربة؟ 

بالطبع، كان هناك تخوفات، خاصةً بعد تحقيق النسخة التركية نسبة مشاهدة واسعة في الوطن العربي، إلا أنه كان هناك المزيد من التحديات لتقديم رؤيتنا الخاصة بالعمل، وعلى رأسها ألّا نتأثر كثيراً بالنسخة الأصلية، تعاملت مع النص وكأنه جديد، وكأني أقدمه للمرة الأولى. 

شاهدي أيضاً: مقابلة حصرية مع المصمم سعيد قبيسي: تصاميم تحتفي بقوة الأنوثة

كيف كانت تجربة التعاون مع النجم أيمن زيدان؟

الحقيقة كان الفنان أيمن زيدان وكأنه “أب” للجميع، استمرينا في التصوير في مدينة إسطنبول لشهور طويلة، وكانت التجربة لتكون أصعب دون وجوده، وشخصيته في الحقيقة على عكس المسلسل تماماً، فهو شخص يمتلك قدراً كبيراً من الحنان والمحبة، إنسان محب وحنون، ولم يكن يمر أسبوعاً، دون أن يطهو الطعام عدة مرات، لفريق العمل بأكمله، وعبر ليالينا أوجه له التحية، وأتمنى له التوفيق الدائم والنجاح. 

من كواليس تصوير غلاف مجلة ليالينا

هل تعتقد أن الأعمال المعربة تمنح الفنان جوازاً للمرور لكل الدول العربية؟

الأعمال المعربة لديها قاعدة جماهيرية واسعة، وهي تُعرض عبر شاشات ومنصات مهمة، تُسهم في وصولها لأكبر شريحة وأكبر عدد من الجماهير، وهذا الشيء بالضرورة حقق لنا انتشاراً أوسع. 

قدمت في الموسم الرمضاني الفائت مسلسل “ولاد بديعة”، ما هو سر نجاحه برأيك؟ 

السر يكمن في شركة الإنتاج والقائمين عليها، والمخرجة الموهوبة رشا شربتجي، الذين اختاروا أفضل الممثلين، ولم يبخلوا بكافة الإمكانيات والدعم لخروج المسلسل بهذه الصورة، كما كان لتكاتف فريق العمل من ديكور وموسيقى وتنسيق وغيره وراء الكواليس دوراً كبيراً في نجاحه. 

في مسلسلي “العميل” و”ولاد بديعة” قدمت جرعة من الأكشن والعنف، حتى تساءل المتابعون كيف تمكن سامر من إتقان هذا النوع من المشاهد؟ 

هذه طبيعتي، ففي أعمال الحب أحب بكل أحاسيسي، وفي الأعمال التي تتطلب حزناً أحزن بكل جوارحي، فأنا أضع روحي وطاقتي في المشهد الذي أقوم بتمثيله، وأحاول أن أصل للأقصى دائماً، ومسرور جداً أن المتابعين تلقوا مشاهد الأكشن بهذه الواقعية، وأتمنى أن تصلهم كل مشاهدي بالقوة ذاتها. 

عبرت عن إعجابك بالعمل مع الفنان يامن حجلي، كيف تلقيت خبر انتهاء التعاون بينه وبين  الكاتب علي وجيه في مجال الكتابة؟

يامن أحبه جداً، وشراكتي معه العام الماضي في مسلسل “ولاد بديعة” كانت ممتعة، وأعادتني للعمل بلهفة وشغف طالب المعهد، لكن بذهنية المحترف، ودعني أخبرك أن يامن الحجلي وعلي وجيه رغم أن شراكتهما توقفت، إلا أنهما ما زالا أصدقاء، ومن الجيد التغيير، فمن الطبيعي أن يجرب كل منهما الكتابة مع شريك آخر، وربما يعودان للعمل معاً من جديد، فهذا أمر صحي ولا ضير في التجديد، وربما يعود ذلك بالخير على الدراما، فيزيد النصوص غناً، ويقدم رؤىً مختلفة، إلا أن الشيء المهم أن علاقتهما مع بعضهما جيدة، ولا يوجد بينهما أي خلاف، وإيقاف الشراكة بينهما مؤقت على ما يبدو لي، ونأمل أن يثمر عن أعمال جميلة.

“كسر عضم.. قوة ريان في إنهاء حياته”

في مسلسل “كسر عضم” جسدت شخصية ريان التي تصدّر مشهد إنهاء حياته الترند حينها، كيف صنعتم هذا المشهد؟

هذا النجاح يسرني و”ريان” لامسني، فهو يمثل الخير الذي لم يكن له مكان في هذه الأيام والأوضاع التعيسة، وفي زمن تم تحييد الأشخاص الخيرين نتيجة الظروف العامة، ربما لامس هذا الدور قلوب الناس من هذه الزاوية، وحتى عندما حاول أن يكون موجوداً لم يستطع، وإذا لم يُصفى من قبلهم كانوا سيجبرونه على إنهاء حياته، وهذه هي نقطة القوة في هذا المشهد.

في مشهد موت “ريان” كيف تمالكت نفسك، وبقيت تؤدي دور “الميت” رغم صرخة نادين خوري وحزن فايز قزق؟

كان الأمر صعب، وأداء هذا المشهد كان لحظة تاريخية ونوعية بالنسبة لي، فهو من المشاهد الماستر “أعلى مشاهد العمل من الناحية الفنية”، وكان من المشاهد التي تُدرّس للأستاذة نادين والأستاذ فايز، وقدماه بطريقة كانت قمة بالفخر، وكنت أرغب من كل قلبي أن أعطيهم أفضل ما لدي، ولو أن المشهد كان يتطلب ألا أتحرك ولا أتنفس حتى. 

“استوحيت الشخصية من صديق فقدته في الحرب والمشهد تحية لروحه”

قدمت فيلم “يوم أضعت ظلّي” مع المخرجة سؤدد كعدان، إلا أنه لم يحقق الانتشار الذي يليق به، رغم الإبداع الموجود فيه

هذا الفيلم لامسني كثيراً، وبشكل خاص المشهد الصامت الذي قدمته مع الفنانة سوسن أرشيد، فقد جسدته من وحي فيديو شاهدته لشخص عزيز عليّ قُتل في الحرب التي شهدتها بلادي، لا أنسى تلك الابتسامة التي كانت مرتسمة على وجهه، تذكرته كثيراً بهذا المشهد، وأردت أن يكون تحيّة لروحه، فكانت لحظة مؤثرة للغاية. 

كيف تصف تجربتك في التعامل مع المخرجة سؤدد كعدان؟

العمل مع سؤدد كعدان ممتع، هي مخرجة محترفة للغاية تأخذنا للواقعية السحرية، وتتمتع بشخصية قوية للغاية، وهي من النساء اللاتي نفتخر بوجودهن في المنصات العالمية بالإنجازات والتكريمات.

عادةً، أغلب الفنانين السوريين لا يهتمون بتعيين إدارة أعمال تدير شؤونهم، في الوقت الذي كسرت فيه هذا العرف، حدثنا عن السبب؟

إدارة أعمال الفنان ليست بالأمر الجديد، إلا أنها بالعرف في سوريا ليست منتشرة، أما أنا فمن بداياتي الفنية، وتحديداً بعد مسلسل “عُمَر” كان عندي إدارة أعمال، كانوا أشخاصاً حينها، إلا أن التجربة لم تكن ناجحة؛ لأن صنّاع الفن لم يكونوا متعاونين، إضافة للمنطق السائد حينها، وهو مبدأ التعامل الشخصي بالاتفاقات والعقود، ولأن العمل في هذه المهنة يتطلب توسيع الدائرة وعدم حصرها ببلد الفنان فقط، تطلب الأمر مختصين بإدارة أعمال الفنان، إضافة لأن الممثل لا يملك القدرة لمعرفة كل الأعمال التي ستنجز، وليس خبيراً بتنسيق ظهوراته الإعلامية والتعاطي مع الإعلام بشكل عام، وهذه الأمور لا بد أن تكون مدروسة من قبل محترفين.
ربما استطاع زملائنا من الجيل السابق التغلب على هذه المشكلة من خلال الخبرة التي اكتسبوها نتيجة التجريب، فقد أخطأوا في مرات، وأصابوا في أخرى، حتى تعلّموا طريقة التعامل مع الإعلام، إضافة لأن زمننا فرض علينا التعامل مع محطات كبيرة ووسائل إعلام متعددة من مجلات وقنوات ومواقع ووسائل تواصل اجتماعي، وجميعها تحتاج متخصصين للتعامل معها،  بوجود شركات مختصة بإدارة أعمال الفنان صار أمراً مهماً. 

“حاتم علي لم يكن ليمرر أي مشهد دون السوية المطلوبة”

أول عمل شاركت فيه، أُسند إليك دور بطولة، وتحت إدارة المخرج الراحل حاتم علي، حدثنا عن تلك التجربة

أعتقد أنها تجربة تستحق أن أشكر الله عليها، أن أخوض أول تجاربي مع المخرج الراحل حاتم علي في مسلسل “عُمَر” فهذا توفيق من رب العالمين، وهناك تصريح فُهم خطأ على لساني، وهو أنني كنت أتمنى تقديم هذا الدور حالياً، ما قصدته هو أنني عشت ضغطاً كبيراً كون هذا الدور أتى في بداياتي الفنية، ولم أكن أمتلك الخبرة كما اليوم، بينما كنا نبقى ساعات طويلة في تصوير مشاهد تاريخية، في النهاية أنا واثق أن الراحل حاتم علي لم يكن ليمرر أي مشهد دون السوية المطلوبة، إلا أنه من الممكن أن أكون حالياً أكثر راحة في تجسيد هذا الدور نتيجة تراكم الخبرة.

كيف كانت التجربة مع نجوم كبار شاركوا في مسلسل “عُمَر”، بينما كنت أنت في بداياتك الفنية؟

أنا محظوظ كثيراً بهذه التجربة، أحاطني الأساتذة الكبار بالكثير من الرعاية والاهتمام، منهم الفنان القدير غسان مسعود والفنان تامر العربيد، وبالطبع كنت أُقدّر الضغط والمسؤولية الموضوعة على عاتقي بهذا المسلسل أنا والمخرج حاتم علي، تسعة أشهر من التصوير المستمر، كنت أرتجف في الكواليس من الرهبة. 

“لم أكن ميالاً للفن في صغري.. وورثت من أبي حب الفن”

ما هو الدور الذي لعبه والدك في دخولك الفن؟

والدي رسام، ولا يعمل بأي مهنة أخرى غير الرسم، وفي الحقيقة لم أكن ميالاً للفن في صغري، إلا أن الجينات الموروثة قامت بواجبها، فورثت أموراً كثيرة من والدي، منها ما يتعلق بالشخصية والمزاج الفني والذوق، بالتأكيد موهبتي موروثة منه. 

هل جربت ممارسة الرسم مثل والدك؟

كانت مجرد محاولات، لم ترتقِ لدرجة الاحتراف، خضت التجربة بشكل خاص، ولكنني لست موهوباً بنفس درجته، هو رسام موهوب بالفعل. أما أنا فكنت أمارسه كهواية بسيطة فقط. 

“عائلتي هي الأولوية، واحرص على تكريس وقتي لأولادي”

رغم انشغالك لأوقات طويلة، لاحظنا أنك تحرص على تخصيص وقت لأولادك

أولادي هم أولوية بالنسبة لي، فطبيعة عملنا تفرض علينا الغياب لفترات طويلة، بسبب انشغالنا بالتصوير أو السفر، لذا استغل أي وقت فراغ لأكون فيه معهم، فأنا بحاجة لهم وهم بحاجة لي، وأحرص على تكريس كل وقتي لهم. 

هل كررت تصرفاً أزعجك من والدك مع أبنائك؟

“ضاحكاً” لا أفعل هذه التصرفات، أخبرتكم أن والدي رسام، وهذه طبيعة الفنان بشكل عام، فهو يحب العزلة والهدوء، فينام حين نصحو، ويصحو حين ننام، أما أنا فأحرص على مرافقة أولادي والاستمتاع معهم قدر المستطاع ومشاركتهم اللعب والأوقات الجميلة. 

زوجتك من صربيا وأولادك تربوا بين ثقافتين، حدثنا عن اختلاف الثقافات داخل المنزل

زوجتي ليست صربية تماماً، فوالدها سوري ووالدتها صربية، وهي من مواليد دمشق، إلا أننا عشنا جزءاً من حياتنا المشتركة في صربيا، وأحب أوروبا الشرقية إذ إن الناس هناك يشبهوننا في طبيعتهم وبساطتهم، حتى أن طعامهم شهي فمطبخهم متشابه لحد كبير مع مطبخنا العربي. 

هل يؤثر العمل الفني على الاستقرار العائلي؟

العمل في بلادنا تحت الظروف الحالية متعب، والأمر يتطلب الكثير من السفر والتنقلات، وفي ظل وجود عائلة وأطفال فالأمر ليس سهلاً، ولذلك أنا حريص على قضاء أي وقت متاح مع عائلتي. 

أنت من مدينة حمص وسط سوريا، هذه المدينة التي يلقبونها بالعدية، ماذا تعني لك؟

حمص، المدينة التي أُحب، هي مدينتي التي عشت فيها حياتي، وتعلمت فيها، وجذوري فيها، ممتن لأهلها على كل المحبة التي أحاطوني بها، ممتن للحظات تبقى على البال لا يمكن تجاوزها أو نسيانها في حواريها وشوارعها. 

“في نوفمبر.. لا تهملوا صحتكم”

نحن في نوفمبر، شهر التوعية بالصحة النفسية والجسدية للرجل، نود منك توجيه رسالة ونصيحة لمرضى السرطان من الرجال والنساء 

رسالتي لهم الدعاء، شفاهم الله جميعاً وأمدهم بالعافية، اليوم أصبح الطب أكثر تطوراً، وبات من السهل تشخيص المرض، ومن الأسهل معالجته في بداياته، وبشكل خاص سرطان البروستات عند الرجال، لذلك نصيحتي للجميع بالخضوع للفحوصات المبكرة للكشف عن السرطان، ومراجعة الطبيب بين فترة وأخرى، وعدم إهمال أي عارض صحي دون مراجعة مختص بشأنه، القوة هي أساس تجاوز أي محنة، والعامل النفسي يلعب الدور الأكبر في الوصول للشفاء، لذلك كونوا أقوياء، ولا تسمحوا للمرض أن يغلبكم. 

ليالينا قررت أن تعنون غلافها لهذا العدد بـ “رجل العام.. سامر إسماعيل”، ماذا يعني لك هذا اللقب؟

في الحقيقة هو شيء يسعدني جداً، ويُفرح قلبي، فعندما يرى الفنان التكريم والتقييم لمسيرته جاء من أهل الصحافة يشعر بالغبطة، لأنه يدرك أن تعبه وجهده لم يذهب سُدىً، هو عام كان حافلاً بالعمل والجهد، بدأ بمسلسل ولاد بديعة مع المخرجة رشا شربتجي، وقدمنا من خلاله شخصية جديدة بكل تفاصيلها، وتمكنا من حصاد نجاحات تعبنا، لننتقل لمسلسل العميل، الذي بقي ترند طول فترة عرضه حتى وهو الآن في الثلث الأخير منه، والحمد لله حققت شخصية أمير النجاح المطلوب هذا ما أسمعه من المتابعين. 

ما هي رسالتك لجمهورك المُحب عبر ليالينا؟

محبتهم أغلى عندي من الدنيا، وهي أجمل شيء يحيطني في هذه الحياة، أتمنى التوفيق لهم جميعاً، وشكراً لكل تعليق جميل يُكتب لي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا شيء يدعو للفرح حقاً.

قد يعجبك أيضاً:

شاهدي أيضاً: تفاصيل إطلالة زينة مكي الملكية على غلاف مجلة ليالينا

شاهدي أيضاً: نجمة غلاف ليالينا زينة مكي: زنوبيا حلمي.. والله يحمي لبنان

شاهدي أيضاً: نجمة غلاف مجلة ليالينا “درة”: أحب الخريف وهذه رسالتي للنساء

شاهدي أيضاً: نجمة غلاف ليالينا شكران مرتجى تكشف أسرار جمالها وخسارة وزنها

شاركها.
Exit mobile version