في أجواء مفعمة بالإبداع والاحتفاء بالكلمات والفنون، يجتمع عشاق الأدب والفن في مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث تتحول دبي إلى منصة حوارية تجمع نخبة من المبدعين من مختلف أنحاء العالم، وعلى هامش هذا الحدث الثقافي البارز، أجرت “ليالينا” حواراً مع المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، التي استطاعت أن تترك بصمتها في عالم الإخراج بأعمالها المتميزة التي تمزج بين الهوية الإماراتية والرؤية السينمائية العصرية.
في هذا اللقاء، نتحدث مع نهلة الفهد عن رحلتها في عالم الإخراج، والتحديات التي تواجهها المرأة في المجال السينمائي، بالإضافة إلى مشاريعها القادمة ورؤيتها لمستقبل السينما الإماراتية والذكاء الاصطناعي، كما نغوص في تفاصيل علاقتها بالأدب والفن، وكيف ينعكس ذلك على أعمالها الفنية.
-
في البداية، عرفينا بنفسك
أنا نهلة الفهد، مخرجة ومنتجة إماراتية من الإمارات العربية المتحدة، كنت مولعة منذ الصغر بالصور المتحركة والموسيقى، اهتماماتي منذ طفولتي كانت تدور حول الصور والرسم والتلوين، ولذلك عندما كبرت اخترت المجال الذي أحبه، وهو الإعلام، وتخصصت في مجال الميديا والاتصالات، تحديداً مجال الجرافيك.
شاهدي أيضاً: حوار خاص مع المصمم مؤمن عوض عن إبداعاته في الأزياء الرجالية
كما درست الإخراج التليفزيوني والكتابة، بعد أن جذبتني الكاميرا، وطورت نفسي أكثر في هذا المجال، وبدأت بمشاريع صغيرة، كما شاركت في مسابقة “أفلام الإمارات” وكتبت نص فيلم قصير، واستمريت على هذا الحال أنا وغيري من صانعي الأفلام، حتى انطلقت في مشواري المهني بخطى ثابتة. يمكنكم مطالعة عدد يناير من مجلة ليالينا من هنا
-
أصبحت من المخرجات المهمات في الساحة العربية والإماراتية، أخبرينا عن رحلتك؟
منذ طفولتي أتمتع بخيال واسع، إذا قمت بقراءة نص معين، أتخيل الصورة وكأنها تتحرك في ذهني، وإذا شعرت أن النص ممل، لا أرى أي شيء ولا أتخيل معه، وكبرت على هذا الحال، أرى الصورة من خلال النص المكتوب، وهذا الشيء يساعدني إلى الآن على اختيار النص الجيد، ولذلك هذا الأمر مهم جداً للمخرج أو الفنان أو حتى صانع المحتوى، رؤية الصورة وتخيلها لإخراج عمل أو عرض فكرة، لأنها تساعد، في بعض الأحيان أتخيل المشهد كاملاً بالإكسسوارات والخلفية، وإذا ذهبت لمعاينة موقع تصوير، ولم أجده كما تخيلته أرفض العمل، ومن المهم أيضاً الاطلاع على صور ومراجع لدعم ما أراه في مخيلتي بالصور
-
كيف تقومين بتغذية مخيلتك السينمائية؟
أُغذي هذا الجانب بالاطلاع والقراءة، البحث الدائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب شيء مهم وهو السفر، فإلى جانب كونه راحة واستجماماً، فهو تفريغ مهم جداً للدماغ، وهذا الشيء ضروري لإعادة ملئه مرة أخرى بطريقة صحية، تغيير الروتين اليومي أيضاً يساعد على استعادة النشاط.
-
ما رأيكِ بالمشاركة النسائية في المشهد الإخراجي العربي؟
أرى أن المشاركة النسائية نشطة ولها حضور بالمشهد الإعلامي والسينمائي، ولكننا لا نزال في حاجة لتواجد نسائي أكبر، دخلت المرأة في الكثير من المجالات الفنية والإبداعية، من إكسسوارات وملابس وديكور وإخراج وغيرها، ولكننا لا زلنا في حاجة لنصوص وأفكار تخدم المرأة وتدعمها هناك الكثير من القضايا التي نراها في المجتمع، وتحمل طابعاً نسائياً، ولهذا ضروري جداً أن يزيد التواجد النسائي في هذه الناحية.
-
ما هي القضية التي تسلطين الضوء عليها من خلال أفلامك؟
أعتقد أن هناك الكثير من القضايا، لو طرحنا هذا السؤال على عدة نساء سنجد الكثير من الإجابات والقضايا التي تهم المرأة، أتلقى بشكل مستمر أعداداً كبيرة من هذه القضايا عبر قنوات التواصل الاجتماعي، من مختلف النساء، ممن يريدون أن يحكين قصصهن.
لا أقصد أن المرأة فقط هي من تعاني، الرجل أيضاً يعاني، بل إن هناك جوانب كانت النساء فيها قويات، وأثرّن على المجتمع، وسنت قوانين غيرت قواعد اللعب أحياناً، من ناحيتي أنا نصيرة للمرأة، لذلك كان فيلمي الروائي الطويل يناقش قضية التعنيف الأسري، هذه القضية لا تقتصر مشاكلها على الوطن العربي فقط، بل هي قضية عالمية، وإذا عرضنا فيلماً مختلفاً كل عام عن نفس الفكرة، سيخرج بطرق مختلفة ومتنوعة، لأن القضية نفسها تحمل ملايين التجارب الشخصية.
-
ما رأيكِ بالسينما الإماراتية وكيف ترين تطورها؟
السينما الإماراتية موجودة بقوة على الساحة، واستطاعت الوصول لإنجازات كبيرة على الصعيد الفني والمهرجانات، لكنها نوعاً ما خجولة أو مقلة في الإصدارات، ولكنني أتبنى فكرة أن القليل أفضل من لا شيء، حتى لو فيلمين أو ثلاثة بالسنة، هذا سيشجع صناع الأفلام على إنتاج المزيد.
أتمنى أن نعكس شكل البيت الإماراتي بصورة صحيحة، من خلال المزيد من الأعمال الفنية، لتغيير الصورة النمطية التي قد يعتقدها البعض عن المجتمع الإماراتي بأنه مجتمع غني فقط، لكن من خلال الأفلام نشاهد عن قرب المزيج والتجانس من مختلف الجنسيات التي تحيا بأمان داخله، وغيرها من الأفكار.
-
ما الذي يجب علينا فعله لتشجيع الشباب على خوض التجربة في مجال الإخراج؟
من خلال تجربتي العملية خلال السنوات الأربعة الأخيرة كعضو لجنة تحكيم في عدد من المهرجانات المحلية أو العربية والعالمية، لاحظت أن الجيل الجديد متوجه أكثر نحو الأفلام القصيرة، وهذا ليس بخطأ؛ لأن هذه النوعية من الأفلام تعتبر بمثابة درس يتعلم من خلاله المخرج كيف يصحح أخطاءه ويتعلم منها، كما يتعرف فيها على مواطن القوة والضعف لديه، والقضايا التي تنال إعجاب المشاهدين.
وهناك اهتمام فعلي بهذه الصناعة في المجتمع الإماراتي، لكن هذه الصناعة تحتاج إلى ميزانية وتمويل، لأن الجانب المادي قد يدفع المخرج لخوض تجارب أخرى بعيدة عن شغفه، حتى يتمكن من تأمينه بشكل يسمح له بصناعة فيلم حقيقي وقوي.
-
ما هو رأيكِ بالذكاء الاصطناعي، وهل من الممكن أن تستعيني به؟
أنا إنسانة محبة للتكنولوجيا والتطور، وأتابعه أولاً بأول، حتى إنني شاهدت هذا الصباح فيلماً كاملاً تمت صناعته بالذكاء الاصطناعي، والتقنيات المستخدمة فيه كانت عجيبة للغاية ومدهشة، كل شيء كان متكاملاً، ويبدو أنه خلال العامين المقبلين ستحتل التكنولوجيا مكانة عالية، وأنا بالفعل أقوم حالياً بدراسة هذه التقنيات، التي ربما أستعين بها مستقبلاً، ولكنني أقف ضد أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المبدعين، نحن نعمل بهذه التقنيات لنوجهها، فهو لا يستطيع خلق عملاً كاملاً من تلقاء نفسه، يجب أن يتم توجيهه والتعديل عليه بصورة بشرية، ولذلك يجب أن يكون هناك مبدعون يسخرون التكنولوجيا لتنفيذ أعمال إبداعية.
-
ما هي الأعمال التي تعملين عليها حالياً؟
بالفعل أنا انتهيت من تصوير عملي الدرامي الجديد “باب السين” وهو مسلسل رمضاني مكون من ثلاثين حلقة، بمشاركة مجموعة من نجوم الدراما الخليجية، وحالياً نحن في مرحلة المونتاج والموسيقى التصويرية، كما أنني بصدد الانتهاء من فيلمي الوثائقي الطويل، الذي أعمل عليه منذ ثلاث سنوات، وهو يتناول النقاش عن معلم من معالم إمارة أبو ظبي، وهو فيلم غني وغزير، وسيتعرف المشاهدون من خلاله على العديد من القصص الإنسانية خلف الجماليات المعروفة، أعمل أيضاً على إعداد فكرة فيلم سينمائي قصير، وخلال فترة رمضان وما بعد العيد سنبدأ التحضيرات الأولى للعمل.
-
ما هو انطباعك عن مهرجان طيران الإمارات للآداب وكيف كانت المشاركة؟
أنا مهتمة للغاية بمتابعة مهرجان الإمارات للأدب، وهو فرصة عظيمة لالتقاء الأدب والفن والثقافة في محفل واحد، هذا الشيء يُثري المشهد الثقافي.
شاهدي أيضاً: حوار ليالينا مع ميغان هيس: أيقونة عالم الموضة والفن الراقي
شاهدي أيضاً: حوار مع د. أنجي قصابية خبيرة تغذية المشاهير ونجوم هوليوود
شاهدي أيضاً: نجمة غلاف مجلة ليالينا “درة”: أحب الخريف وهذه رسالتي للنساء
شاهدي أيضاً: نجم مجلة ليالينا سامر إسماعيل.. رحلة النجاح والإبداع