من ١ نوفمبر إلى ١٩ ديسمبر من العام ٢٠٢٤، وفي M7- مشيرب قلب الدوحة، تُقدّم دار شوميه معرض “شوميه والطبيعة”- مجوهرات مستوحاة من الطبيعة منذ عام ١٧٨٠ بالتعاون مع متاحف قطر و M7 وقطر تبدع. يأخذ هذا المعرض، غير المسبوق والغامر، الزوّار في رحلة فريدة لاكتشاف عجائب الطبيعة بكلّ تنوّعها والاحتفاء بها.

اعتمدت الدار في تأسيس هذا المشروع على تُراثها الواسع، المُصّنف كأحد أهم التُراثات بتاريخ المجوهرات في أوروبا، بالإضافة إلى إبداعاتها المُعاصرة لجعل صدى هويتها ورؤيتها النباتية يتردد مع قطع شوميه المحفوظة في متاحف قطر والتي تروي أيضاً قصة هذه الطبيعة.

تحمل شوميه الطبيعة في قلبها، ومع توالي رؤوساء المشاغل، وضعت الدار براعتها وإبداعها في خدمة الطبيعة لتحويل قيمتها الثمينة إلى مجوهرات في قلب ساحة فاندوم الباريسيّة، من عام ١٧٨٠ وحتى اليوم، استحوذت شوميه على روائع عالم النبات والحيوان، والتقطت اتساع السماء بطيورها ونجومها، كما جسّدت التدرجات اللامُتناهية للبحر وكنوزه بهدف تصميم مجوهرات مُشبعة بالرمزيّة والمشاعر.

بين الأرض والسماء، وبين السماء والبحر، يأخذنا المعرض في رحلة حسيّة حيث يتمّ الكشف عن الطبيعة الحقيقيّة لشوميه والاستحواذ عليها.

حوالي ١٠٧ قطع من المجوهرات و ١١١ عمل بصري – بما في ذلك أطباق زجاجيّة ورسومات– تنقل الجمهور في رحلة عبر ٢٤٠ عاماً من تجسيد الطبيعة ضمن فصوله المُتميّزة، يدعو المعرض الزوّار إلى تقدير النهج الجمالي للدار كما يُشجعهم على الاهتمام بالطبيعة، ورسمها، ومُراقبتها، والعيش فيها، والانغماس في عالمها.

 يجمع معرض “شوميه والطبيعة” بين مجموعات الدار الفرنسيّة ومجموعات متاحف قطر. وهو يُكرّم الروابط التي جمعت بين الطرفين منذ السبعينيّات، ويُعتبر مشروعاً مُتوارثاً من العام الثقافي قطر فرنسا ٢٠٢٠ الذي تضمّن برنامجاً لتعاونات بين المؤسسات في كلا البلدين.

وضعت الدار براعتها وإبداعها في خدمة الطبيعة لتحويل قيمتها الثمينة إلى مجوهرات.

عقد “فيرمامان أبولينيان”، مجموعة “شوميه والطبيعة”، ٢٠٢٦ ، ذهب، ألماس، تانزانيت، أحجار القمر، وياقوت أزرق.

باريس، مجموعات شوميه.

يأتي معرض “شوميه والطبيعة” مجوهرات مستوحاة من الطبيعة منذ عام ١٧٨٠، كجزء من سلسلة معارض استعاديّة ومُناسبات تتناول الطبيعة في مواضيعها.

بعد معارض “ديسان دو ناتور” الذي أقيم في شارع سان جيرمان الباريسي، و”فيجيتال- مدرسة الجمال” في قصر الفنون الجميلة في باريس، و”جواهر الطبيعة” في شنغهاي وطوكيو. يعمل كل من هذه المعارض كاحتفال بالطبيعة بكلّ جمالها وعبر جميع أشكال الإبداع الفني. كل منها فرصة لتقديم العديد من مجموعات المجوهرات الراقية التي تُمثّل طبيعة غنيّة ومُستقلّة في حركة دائمة، بما في ذلك “لاناتور دو شوميه” في عام ٢٠١٦، “لي سيال دو شوميه” في عام ٢٠١٩، “أوند إي ميرفاي دو شوميه” في عام ٢٠٢٢، و”لو جاردان دو شوميه” في عام ٢٠٢٣.

شوميه وM7: تعاون مُثمر

يُمثّل معرض “شوميه والطبيعة” مرحلة جديدة من التعاون الذي جمع بين شوميه و M7 لعدة أشهر.

بدأت القصة في العام ٢٠٢٣ بمشروع لتصميم شعار للدار باللغة العربية بالشراكة مع M7. وقد اختار الطرفان معاً مُصمّم غرافيكي محلّي لتنفيذ المشروع، مما يُمثّل علامة فارقة في الجمع بين المواهب المحليّة والعلامات التجاريّة العالميّة.

يُترجم الشعار الذي صمّمته زينب الشيباني، وهي مُصمّمة غرافيكيّة وفنانة مُتخصّصة في الطباعة والحروف، روح شوميه. وهو يعكس تُراثها في المجوهرات والتزامها بالتميّز، كما أنه يستحضر الانسجام والتوازن، ويرمز إلى اندماج التقاليد مع الابتكار، ويُجسّد جوهر أناقة الدار وتطوّرها.

يؤمّن هذا المعرض مُشاركة المواهب المحليّة، ويضمّ قصيدة بعنوان “كنوز الأرض”، تحمل توقيع الشاعر القطري سلمان بن خالد. تمّ نظم هذه القصيدة خصيصاً لشوميه واحتفالًا بالدور الكبير الذي يلعبه الشعر في اللغة العربيّة. سوف يجد زوّار هذا المعرض أنفسهم مُحاطين بالكلمات ويختبرون حوار مُبدع بين الطبيعة، والجمال، والمُجوهرات.

قامت شوميه أيضاً بتكليف الفنانة القطريّة شوق المانع بتصميم قطعة حصريّة للمعرض. تأتي هذه القطعة مُستوحاة من عالم ما تحت البحار الذي تعتبره شوميه مصدرًا مُهماً للإلهام تستعمله في تنفيذ تصاميمها ويحتفل به الطواش نظراً لارتباطه بالتقاليد القطريّة لصيد اللؤلؤ وتجارته.

خريطة قطر

أهداها جلالة ملك المغرب الحسن الثاني إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

في إطار الحفاظ على وفائها لرؤيتها في مجال علم النبات، تستمدّ شوميه الإلهام من الطبيعة منذ أكثر من ٢٤٠ عاماً، حيث تصنع مجوهرات فريدة من وحي الطبيعة تُمثّل عالمها بشكل واقعي. تفتخر الدار بتقاليدها وتُراثها في صناعة المجوهرات، ويُشكّل أسلوبها مصدرًا للزخارف الرمزيّة والسريعة الزوال في الوقت نفسه، كما أنه يتميّز ببراعة فنيّة تجعل منة الوقت ساكناً في مكانه. منذ نيتو وحتى الآن، يأتي وجود الدار بمثابة قصيدة تتغّنى بالطبيعة ورغبة في الحفاظ عليها.

نيتو، الأب والإبن

تبدأ القصة مع ماري-إتيان نيتو، مؤسس الدار وابنه، الذين اختارا سنبلة القمح سمة مميّزة لهما.

كان نيتو “صائغ بالتعيين” للإمبراطور نابليون والإمبراطورة جوزفين، وهو كان يوقّع وثائقه بعنوان “صائغ الطبيعة”، مما غرس في شوميه رؤية حقيقيّة للطبيعة. معاً شكّلا الجيل الأول من قادة مشاغل ومديري الدار، حتى نهاية الإمبراطورية الأولى.

فوسان، الأب والإبن

تستمر القصة مع الجيل الثاني من رؤوساء المشاغل ومديريها، فوسان الأب والإبن، اللذين يُعتبران روادًا في مجال صياغة المجوهرات ويُصّنفان بأنهما الأكثر براعة بين صائغي الفترة الرومانسيّة. في عهدهما، واصلت الدار الاحتفال بالطبيعة في إبداعاتها حيث قدّمت صورًا دقيقة وشاعريّة تزيدها الحركة جمالًا.

موريل، الأب والإبن

تدرّب موريل على يد عائلة فوسان، وكان الأب والإبن من الجيل الثالث من رؤوساء المشاغل ومديري الدار الذين عملوا في مجال الحفاظ على التقاليد وتقديم تصاميم مجوهرات تبدو فيها الطبيعة نابضة بالحياة. ومن خلال الجمع بين الإبداع والخبرة الفنية، استحضرا جوانبها المتعدّدة من خلال الاستخدام المُبتكر للمعادن الثمينة وأحجار الزينة.

جوزيف شوميه

توّلى جوزيف شوميه إدارة الدار وترأسها منذ “العصر الجميل” حتى أواخر عشرينيّات القرن الماضي، وهو منحها اسمها النهائي. وقد مشى على خطى أسلافه في مجال البحث عن مصادر إلهام في الطبيعة، وقدّمها بنسخة مجازيّة ومصقولة مُكررًا الزخارف الرمزيّة المُستمدّة من الأرشيف.

تاج زهرة الفوشيا العائد إلى أميرة بوربون بارما، ١٩١٩، بلاتينوم، ذهب، وألماس.

مارسيل شوميه

بعد ذلك جاء دور مارسيل شوميه، الذي خلف والده في عام ١٩٢٨. واحتراماً للتقليد الطبيعي المحفور في هوية الدار منذ بداياتها أعاد تقديم تصاميم مستوحاة من الطبيعة بأسلوبه الخاص، وحتى بطريقة مُجرّدة في بعض الأحيان.

الأخوان شوميه في السبعينات

خلال السبعينات، انطلقت شوميه في فترة من الاستكشاف الإبداعي غير المسبوق. ومع طغيان الشعور بالحرية الجريئة، اتخذت الطبيعة منحى أكثر طليعيّة. وقد دفع الحرفيون حدود العمل بالذهب والمواد للوصول إلى آفاق جديدة من الواقعية عبر إعادة كتابة رموز المجوهرات.

وتتمّ إعادة تفسير العناصر المحفورة في رموز الدار، والطبيعة والزخارف الرمزيّة عبر الإبداعات.

يومنا هذا

تستمر خبرة شوميه وإبداعها في الازدهار اليوم، بعد أن استحوذت عليها مجموعة LVMH في العام ١٩٩٩. وتتمّ إعادة تفسير العناصر المحفورة في رموز الدار، والطبيعة والزخارف الرمزيّة عبر الإبداعات مما يُديم هذه الرؤية النباتية الفريدة.

من “أوند إي ميرفاي دو شوميه” و”ليبي دو بلي”. إلى “لو جاردان دو شوميه” وسواها، تشهد مجموعات الدار المُعاصرة على ذلك.

في الخطوة الأولى من العمليّة الإبداعيّة، يُجسّد رسم المجوهرات الواقع الأصلي لمُصمّمها.

تتأّلق حركة الجسم، والعاطفة، والدقّة، والسعي إلى الواقعيّة في ضربات قلم الرصاص: هذا هو فن الخط،† من بين ٦٦٠٠٠ تحتفظ بها شوميه، تشهد العديد من الرسوم التخطيطيّة والرسوم التوضيحيّة على تفاني الدار الطويل الأمد والدائم لجمال الطبيعة. اكتشفوا كيف تتمّ إعادة النظر في الزخارف النباتية بالأمس واليوم.

مُراقبة الطبيعة

في شوميه، لا يتمّ تجسيد الطبيعة بطريقة تعكس الواقع فحسب، بل يتمّ تعزيزها أيضاً بالمعنى والعاطفة. طوال تاريخها، قامت الدار ومازالت بتفسير الزخارف الرمزيّة للغاية التي تسمو بالأنواع الفرديّة، من أجل نقل المشاعر، والفضائل، والقيم العالميّة الأخرى إلى المجوهرات. من تصميم إلى تصميم، يُفصح القمح، والسنديان، والغار عن معانيهم الخفيّة بينما تُعلن النباتات لغة الحب.

القمح

يرتبط القمح بسيريس “Ceres” وهو يرمز إلى الحياة، والبذخ، والخصوبة. تكرارًا للإبداعات التي أنتجتها الدار للإمبراطورتين جوزفين وماري لويز، توحي سنابل القمح التي تنحني للرياح بالطبيعة المُتحرّرة والنابضة بالحياة التي تقودها شوميه. وهي تأتي مُعزّزة بالألماس الذي يُسلّط الضوء على طابعها الثمين في القِطَع التاريخيّة والمُعاصرة على السواء.

السنديان

يُعتبر السنديان شجرة مُقدّسة تتميّز بقوّتها، نموّها بهدوء، وطول عمرها. وهو يرمز إلى الحكمة الخالدة، ويُشكّل صلة وصل بين الأرض والسماء.

ألهمت أوراق هذه الشجرة وثِمارها العديد من إبداعات الدار على مرّ السنين، ناقلةً هالتها إلى كل من يرتديها.

الغار:

هو رمز الجد، والرحمة، والخلود. يجمع الغار بين الليونة والحركة. وقد دخلت رمزيّته في إبداعات شوميه منذ البداية– ارتدى نابليون في عصره الغار كتعبير عن النصر. واليوم، يأتي الغار مُزيّناً بالذهب الأبيض والألماس لتشكيل مُجوهرات تجمع في تصميمها بين الكلاسيكيّة والحداثة.

زهور ذات معنى

تأتي الأزهار غنيّة بالمعاني المتنوّعة، وهي تُشكّل لغة رمزيّة خاصة بها، في إيحاءات شعريّة للمشاعر والعواطف. من الورد إلى الأقحوان وزهرة البانسي، تحوّلت الأزهار إلى مُجوهرات عبر العصور والموضة. كل منها ينقل رسائله السريّة إلى أولئك الذين يعرفون كيفيّة فكّ رموزها.

العيش في الطبيعة

من الأرض إلى السماء والبحر، تسكن الحيوانات العالم الطبيعي، وتُساهم في ثرائه وجماله. سواء كانت حقيقيّة أو خياليّة، منزليّة أو بريّة، فإن الحيوانات هي مصدر الإلهام المُفضّل للمجوهرات. في تصاميمها الرمزيّة، تُقدّم شوميه مجموعة حيوانات غنيّة ومُتنوّعة، من الطيور إلى الحيوانات الاستوائية مثل الزرافة والأسد بالإضافة إلى الحشرات بما في ذلك النحلة، التي اختارها نابليون نفسه في الأصل كرمز. يتمّ تجسيد الحيوانات بين النباتات والزهور، في الماء أو في الهواء بأسلوب يشهد على فن الخط المرموق لدى الدار.

الانغماس في الطبيعة

تواصل شوميه إدامة تقليد اللؤلؤ هذا، من خلال تركيب أجمل اللآلىء، المُختارة لتوهّجها الآسر، على تصاميمها المُعاصرة.

تنغمس شوميه بعالم بحري ساحر في إطار رغبتها بالكشف عن عجائب الأعماق.

ومن خلال التقاطها أثناء حركتها، فإنها تغمر الإبداعات بمخزونها المجازي الواسع. ومن بين هذه الكنوز تحتلّ اللؤلؤة مكانة خاصة. إن تاريخ قطر ومجموعات شوميه مليئة بهذه العناصر، المُتحدّة في الخبرة والبراعة نفسها.

حوالي عام ١٨٩٠، أنشأ جوزيف شوميه مُختبرًا لتحديد طبيعة الأحجار الكريمة وأصول اللآلىء الطبيعيّة وما يُميّزها عن اللآلىء المزروعة. وقد نالت براعته استحسان الجميع. وأصبحت الدار مرجعاً لللؤلؤ الطبيعي في ساحة فاندوم كما عُرفت بكونها تاجرة اللؤلؤ الرئيسيّة في بداية القرن العشرين.

واليوم، تواصل شوميه إدامة تقليد اللؤلؤ هذا، من خلال تركيب أجمل اللآلىء، المُختارة لتوهّجها الآسر، على تصاميمها المُعاصرة.

لآلئ قطر: تاريخ غني

يتجذّر تراث قطر بعمق في فن تجارة اللؤلؤ القديم. وهو أشبه بخيط مُتكامل منسوج في سردها الثقافي والاقتصادي لعدة قرون. وقد دفع صيّادو اللؤلؤ الماهرون والتجّار الأذكياء البلاد إلى العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ من القرن التاسع عشر حتى مُنتصف القرن العشرين. كان ظهور النفط بمثابة إعلان عن حقبة جديدة، والانتقال من صيد اللؤلؤ إلى الصناعة الحديثة. ومع ذلك، حافظت الدور العريقة على العلاقات الخاصة بها في مجال تجارة اللؤلؤ. وهي ازدهرت لتُصبح إمبراطوريات مجوهرات بارزة ضمنت بقاء اللؤلؤ محفورًا في روح قطر.

من بين هؤلاء، كانت عائلة الفردان من تجّار اللؤلؤ والطواويش، كما تؤكّد سجلّات تاريخ العائلة. إن تقاليد أجيال من تجار اللؤلؤ التقليديين في الخليج لاتزال حيّة اليوم في شخص حسين الفردان، الذي نجا شغفه باللؤلؤ من تنويع إمبراطورية الفردان التجاريّة.

واليوم، يُعتقد أن المجموعة الاستثنائية لحسين الفردان هي أكبر وأروع مجموعة من لآلىء الخليج الطبيعيّة في العالم.

حافظت الدور العريقة على العلاقات الخاصة بها في مجال تجارة اللؤلؤ، وهي ازدهرت لتُصبح إمبراطوريات مجوهرات بارزة.

شاركها.
Exit mobile version