أصيب ثلاثة عناصر من حزب الله بجروح الأربعاء بنيران إسرائيلية في قرية حدودية في جنوب لبنان في آخر جولات التصعيد المتكررة في المنطقة بين الطرفين.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهما رسمياً في حالة حرب، بين الحين والآخر توترات خصوصاً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي اللذين خاضا آخر حرب واسعة بينهما في تموز/يوليو العام 2006.

ويُصادف الأربعاء الذكرى السابعة عشرة لنشوب الحرب التي استمرت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

وقال مصدر أمني في جنوب لبنان لوكالة فرانس برس “أصيب ثلاثة عناصر من حزب الله جراء نيران إسرائيلية قرب الحدود”.

وأكدت ثلاثة مصادر أخرى مطلعة على مجريات ما حدث وقوع إصابات في صفوف حزب الله في حدث أمني مع إسرائيل.

وأوضح أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي “رمى قنبلة صوتية”، مشيرا إلى أن الإصابات في صفوف عناصر حزب الله “طفيفة”.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس عن انتشار للجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) قرب قرية البستان حيث وقع الحادث.

وخلال كلمة لمناسبة ذكرى حرب 2006، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الأربعاء أن “حادثة اليوم قيد التحقيق”، على أن “يُبنى على الشيء مقتضاه” بعد ذلك.

وبدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن “عددا من المشتبه بهم اقتربوا من السياج الأمني الشمالي وحاولوا تخريبه في المنطقة”، مشيراً إلى أن قواته “رصدت المشتبه بهم واستخدمت وسائل لإبعادهم”.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه لم يتمكن من تحديد هوية “المشتبه بهم”.

وأعلنت اليونيفيل أنها تتابع التقارير الواردة من المنطقة الحدودية. واعتبرت في بيان إن “الوضع دقيق للغاية”، مضيفة “نحث الجميع على وقف أي تحرك قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع”.

حوادث مختلفة

وأتى حادث الأربعاء بعد أقل من أسبوع على إطلاق الجيش الإسرائيلي قذائف عدة باتجاه الأراضي اللبناني رداً على صاروخ مضاد للدبابات قال إنه أطلق من لبنان وانفجر في بلدة الغجر التي يطالب لبنان باستعادة الجزء الشمالي منها.

وأنهت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية بناء سياج حول بلدة الغجر، ما اعتبرته وزارة الخارجية اللبنانية “محاولة لضمها من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

وكان حزب الله أصدر بياناً ندد فيه باقدام القوات الإسرائيلية على انشاء سياج شائك وجدارٍ اسمنتي حول البلدة.

وقال نصر الله الأربعاء “هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه”، مشدداً على أنه “بالتعاون بين الدولة والمقاومة واسناد من الشعب والقوى السياسية نستطيع أن نستعيد أرضنا المحتلة في بلدة الغجر”.

وأوضح “كل واحد يقوم بدوره ومسؤوليته بالطريقة المناسبة”، مضيفاً “هذه الأرض لن تُترك للإسرائيلي”.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان العام 2000، وضع خط وقف اطلاق النار، الذي رسمته الأمم المتحدة ويعرف بالخط الأزرق وحيث تقع 13 نقطة متنازع عليها، الجزء الشمالي من البلدة في لبنان والجزء الجنوبي في الجولان السوري المحتل.

لكن في حرب 2006، أعادت الأخيرة احتلال الجزء الشمالي من البلدة، ويطالب لبنان منذ ذلك الحين باستعادته.

ويطالب لبنان أيضاً باستعادة مناطق حدودية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وقبل أسابيع، نصب حزب الله خيمتين في مزارع شبعا، إحداهما على الجانب المحتل من قبل إسرائيل.

وقال نصر الله “وضعنا خيمتنا على أرض لبنانية”، مضيفاً “الإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية تجاه الخيمة لانه ببساطة يعرف ان هذا الأمر لا يُسكت عليه”.

وقبل أكثر من أسبوعين، أعلن حزب الله إسقاط مسيّرة إسرائيلية بعد اختراقها الحدود الجنوبية.

وعادة ما تخرق الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية، كما يرسل حزب الله بين الحين والآخر بدوره مسيرات باتجاه الجانب الآخر من الحدود.

ويعدّ حزب الله لاعباً رئيسياً على الساحة السياسية في لبنان، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها.

شاركها.
Exit mobile version