وعرضت الدول الأعضاء في أقوى تكتل عسكري في العالم إمكانية توفير الحماية طويلة الأجل لأوكرانيا بعد يوم من تنديد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برفض توجيه دعوة لبلاده للانضمام للحلف أو تقديم جدول زمني لذلك، ووصف الرفض بأنه “عبثي“.

وبدلا من ذلك، أعلنت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وضع إطار لمفاوضات ثنائية لتقديم دعم عسكري ومالي إضافة إلى معلومات مخابرات وتعهد باتخاذ خطوات فورية إذا هاجمت روسيا أوكرانيا مجددا.

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمام زيلينسكي وقادة مجموعة السبع “سيستمر دعمنا لوقت طويل في المستقبل. إنه بيان قوي لالتزامنا تجاه أوكرانيا“.

وفي خطاب لاحق في قمة الحلف التي انعقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، قال بايدن إن بوتين استهان بشدة بعزيمة الحلف العسكري.

وقال بايدن لآلاف الأشخاص كثير منهم يلوحون بأعلام ليتوانيا والولايات المتحدة في جامعة فيلنيوس “حلف الأطلسي أقوى وأكثر نشاطا، ونعم، أكثر اتحادا من أي وقت مضى في تاريخه. في الواقع، أكثر حيوية بشأن مستقبلنا المشترك. لم يحدث ذلك مصادفة. ولم يكن ذلك حتميا“.

وأضاف بايدن “عندما أطلق بوتين، وشهوته الجبانة للأرض والسلطة، العنان لحربه الوحشية على أوكرانيا كان يراهن على أن الحلف سوف ينقسم. كان يعتقد أن حلف الأطلسي سينهار. كان يعتقد أن وحدتنا ستتحطم في الاختبار الأول. كان يعتقد أن القادة الديمقراطيين سيكونون ضعفاء لكنه كان مخطئا“.

ووصف زيلينسكي، الذي يشعر بخيبة أمل لعدم تقديم جدول زمني لانضمام بلاده إلى الحلف، النتيجة بأنها “نجاح ملموس” عقب سيل من الإعلانات عن تقديم دعم عسكري لكييف.

وقال “اليوم هناك ضمانات أمنية لأوكرانيا بأنها في طريقها إلى حلف الأطلسي. الوفد الأوكراني يحقق انتصارا أمنيا كبيرا لأوكرانيا“.

لكن زيلينسكي ضغط من أجل تقديم المزيد وقال إنه سيعرض حاجة أوكرانيا إلى أسلحة بعيدة المدى في اجتماع مع بايدن خلال القمة.

وأضاف “يمكننا القول بأن نتائج القمة جيدة، لكن إن وُجهت دعوة، كانت ستصبح مثالية“.

وخلال اجتماع ثنائي، تعهد بايدن لزيلينسكي بأن الولايات المتحدة تفعل كل ما بوسعها لتلبية احتياجات أوكرانيا، وأقر بمشروعية إحباط زيلينسكي إزاء مدى وسرعة الدعم الذي يتلقاه.

وقال بايدن “صمودكم وعزيمتكم صارا نموذجا يشهده العالم بأسره”. وأضاف “أتطلع إلى اليوم الذي نعقد فيه اجتماع الاحتفال بانضمامكم الرسمي إلى حلف شمال الأطلسي“.

ومزح قائلا “الخبر المحزن لكم هو أننا لن نذهب إلى أي مكان. أنتم عالقون معنا”، وهو ما أثار ضحك زيلينسكي.

وعندما سأل أحد الصحفيين بايدن عن التوقيت الذي يود فيه ضم أوكرانيا إلى الحلف بعد انتهاء الحرب، فقال الرئيس الأميركي “ساعة و20 دقيقة“.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي إن بايدن سيبحث مع زيلينسكي قضية الصواريخ الطويلة المدى حينما يجتمعان.

وقال زيلينسكي لبايدن إنه يريد شكر “جميع الأميركيين” على مليارات الدولارات التي تلقتها بلاده في صورة دعم.

وأضاف “عليكم أن تعلموا أنكم تنفقون هذا المال” فيما هو أكثر من مجرد قتال.

وتابع “تنفقون هذا المال من أجل حياتنا“.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه أبلغ أوكرانيا أن حلفاءها الدوليين “ليسوا أمازون” وإن كييف بحاجة إلى إظهار الامتنان على تبرعات الأسلحة لتقنع سياسيي الغرب بتقديم المزيد.

وقال زيلينسكي “ممتنون على الدوام للمملكة المتحدة ورؤساء الوزراء ووزير الدفاع لأنهم يواصلون دعمنا“.

وتتفاوض بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مع كييف منذ أسابيع حول إطار دولي واسع للدعم، يشمل معدات عسكرية متطورة حديثة مثل طائرات مقاتلة وتدريب وتبادل معلومات استخباراتية، ودفاع إلكتروني.

وفي المقابل، تتعهد أوكرانيا بحكم رشيد يتضمن إدخال إصلاحات قضائية واقتصادية وزيادة الشفافية.

كما عقدت الجلسة الأولى للمجلس الجديد لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا اليوم الأربعاء، وهو شكل جديد مصمم لتوثيق التعاون بين كييف والتحالف المكون من 31 دولة.

يحتمل أن يكون خطيرا للغاية

يعتمد الحلف على ضمانات أمنية متبادلة حيث يعتبر الهجوم على دولة من أعضائه هجوما على الجميع، وتفادى بعناية تقديم أي التزامات عسكرية ثابتة لأوكرانيا تحسبا لاحتمال اقتراب ذلك من حرب شاملة مع روسيا.

وأوكرانيا حذرة إزاء أي “ضمانات” أمنية أقل إلزاما نظرا لأن الغزو الروسي سحق بالفعل ما يسمى مذكرة بودابست التي التزمت بموجبها القوى الدولية بالحفاظ على سلامة البلاد مقابل تخلي كييف عن أسلحتها النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج، في وقت سابق متحدثا إلى جانب زيلينسكي، إن أوكرانيا أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى متجاهلا التحذيرات الجديدة من روسيا بشأن عواقب دعم أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الترتيبات الأمنية لأوكرانيا لا يراد بها أن تكون بديلا عن العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي، وأوضح أن الالتزامات في القمة بمثابة نقطة عالية في دعم الغرب لكييف.

وسرعان ما انتقدت الخطوة روسيا التي تقول إن توسع الحلف باتجاه الشرق يمثل تهديدا وجوديا لأمنها.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن منح الغرب ضمانات أمنية لأوكرانيا “يحتمل أن يكون خطيرا للغاية“.

وقال دميتري ميدفيديف، نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي الذي يرأسه الرئيس فلاديمير بوتين، إن زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا تُقّرِب اندلاع حرب عالمية ثالثة.

شاركها.
Exit mobile version