وذكر موقع “أكسيوس” أن الرئيس الأميركي أجرى اتصالا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل دفع الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة قبل رمضان.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهما إن بايدن طلب من الزعيمين إقناع حماس بالموافقة على صفقة التبادل قبل شهر رمضان.
وقال المسؤولون: “عندما اتصل الرئيس بايدن بأمير قطر والرئيس المصري يوم الخميس، كانت رسالته مباشرة: أحضروا لي صفقة”.
ضغوط أميركية
على جانب آخر، قال مسؤول إسرائيلي لقناة “إن بي سي نيوز” الأميركية أن هناك ضغوطا أميركية مكثفة على الجميع للوصول إلى اتفاق.
ويريد بايدن، الذي يتعرض لضغوط متزايدة من الديمقراطيين التقدميين، بشدة وقف إطلاق نار مؤقت في غزة. وهو يرى أن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن الذين تحتجزهم حماس هو السبيل الوحيد للحصول عليه مع الحفاظ على دعمه الثابت لإسرائيل.
وكجزء من الإطار الذي قدمته الولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس يوم 23 فبراير، ستطلق إسرائيل سراح حوالي 400 سجين فلسطيني – بما في ذلك 15 مدانًا بقتل إسرائيليين.
وفي المقابل، ستطلق حماس سراح حوالي 40 رهينة إسرائيلية، من بينهم نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ورجال في حالة طبية خطيرة.
وشمل الإطار أيضا وقفا للقتال في غزة لمدة ستة أسابيع تقريبا – يوم واحد لكل رهينة يتم إطلاق سراحه – بالإضافة إلى الاستعداد لعودة أولية وتدريجية للمواطنين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من القطاع.
ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن رد حماس على الصفقة المقترحة لم يشمل قائمة الرهائن الأحياء، أو عدد السجناء الفلسطينيين الذين تطالبهم الحركة بالمقابل.
ويُعتقد أن حماس لا تزال تحتجز 134 شخصًا احتجزتهم كرهائن خلال الهجوم على إسرائيل الذي بدأ في 7 أكتوبر، وتم التأكد من مقتل 32 من الرهائن.
سد الفجوات
وفي مكالمته مع أمير قطر والرئيس المصري، أخبرهم الرئيس الأميركي كيف تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للموافقة على الصفقة، وحثهم على دفع حماس لفعل الشيء نفسه، بحسب مصدرين.
وقال مصدر أميركي آخر على دراية مباشرة بالمكالمات “اتفق الزعماء الثلاثة على أن المسؤولية تقع حاليا على عاتق حماس لسد الفجوات المتبقية في الحزمة.”
وأضاف أن “الزعماء المصريين والقطريين وصفوا جهودهم مع حماس وتبادلوا الشعور بالحاجة الملحة لإنجاز ذلك”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن مدير الموساد ديفيد بارنيا، الذي يقود فريق المفاوضات الإسرائيلي، يتحدث كل يوم مع مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز حول محادثات الرهائن.
وقدر المسؤول فرص التوصل إلى اتفاق بنسبة 50 في المئة، وقال المسؤول: “إن مشاركة بايدن الشخصية ومكالماته مع قادة قطر ومصر مهمة للغاية”.
وقال مسؤول أميركي إن مقتل عشرات الفلسطينيين يوم الخميس وسط الفوضى التي أحاطت بقافلة مساعدات في غزة زاد من إلحاح بايدن للسعي للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار.
وصول مساعدات
بدأت الولايات المتحدة عمليات إسقاط المساعدات جوًا على غزة يوم السبت، والتي ستستمر، لكنها لن تغير قواعد اللعبة في معالجة الأزمة الإنسانية هناك، وهو ما يعترف به المسؤولون الأمريكيون.
وقال مسؤولان أميركيان إن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار فقط يمكن أن تحسن الوضع بشكل كبير في غزة من خلال السماح بوصول المزيد من الإمدادات الغذائية والطبية إلى المحتاجين.
ووصل وفد من حماس إلى القاهرة للقاء مسؤولي المخابرات المصرية، بحسب تقارير صحفية.
ويتواجد ممثلون عن وكالة المخابرات المركزية أيضًا لمتابعة المحادثات.
وكانت هناك نقطتان شائكتان رئيسيتان في المفاوضات: عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة يتم إطلاق سراحها، وكم عدد المدنيين الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير “قبل الإسرائيليون شروط الاتفاق وإذا وافقت حماس، فيمكن أن يبدأ وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الفور.”
وأضاف “مازلنا نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان. الكرة في ملعب حماس.”
غانتس إلى واشنطن
ويصل الوزير بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، إلى واشنطن يوم الأحد. ويضغط غانتس بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق، وقال إن إطلاق سراح الرهائن أكثر أهمية وإلحاحاً من تدمير حماس، وهو هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال مساعدو نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن يريد أن يزور غانتس الولايات المتحدة وأخبره في مكالمة هاتفية يوم الجمعة أنه “لا يوجد سوى رئيس وزراء واحد في إسرائيل”.
وقال مسؤول في إدارة بايدن إن غانتس سيزور البيت الأبيض يوم الاثنين ويعقد اجتماعات منفصلة مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو لاعب رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار للرهائن، واشنطن يوم الثلاثاء لمناقشة الإستراتيجية مع المسؤولين الأميركيين.