ويعيش حسين ومعه مئات الفارين داخل مباني إحدى المدارس الإعدادية في مدينة سنار وسط ظروف إنسانية سيئة تجلت في نقص الغذاء وخدمات الرعاية الصحية والمـأوى، بينما تحاصرهم الأمطار التي بدأت تهطل بكثافة في المنطقة، وفق ما رواه لموقع “اسكاي نيوز عربية”.

لم يكن رضوان بأحسن حالاً من عمر الطيب الذي يقيم مع أحد اقاربه في مدينة سنار، فهو بدوره يواجه ضغط نفسي عصيب نظراً لإحساسه بأنه شكل عبئاً على العائلة التي يأوي إليها في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية للمجتمعات المحلية هناك.

 وبعد اندلاع الحرب كانت هناك ثلاثة خيارات أمام الفارين من الصراع، وهي الإيواء في المدارس والمساجد، أو السكن مع أقاربهم ومعارفهم، أما استئجار منازل وشقق بالنسبة للقادرين، بينما لم يتم انشاء معسكرات للنازحين في جميع الولايات التي وصلها الفارين من نيران الصراع كما كان ينبغي.

ويقول عمر الطيب لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه يرغب في العودة إلى منزله في العاصمة الخرطوم على الرغم من أن الصراع المسلح ما زال محتدماً هناك بين الجيش وقوات الدعم السريع، سأقوم بذلك متى ما توفرت لي المبالغ اللازمة لإيجار الحافلة”.

ويضيف “لقد افتقدت منزلي وجيراني وأصدقائي ومعارفي وكل الأماكن التي ألفتها في الخرطوم، حيث صارت الحياة هنا بلا أمل فالصراع ما زال مستمراً ولا وجود لسقف زمني لانتهائه لذلك يجب ان نعود لبيتي وننتظر مصيري هناك”.

كلفة عالية
وبالنسبة للفارين الذين اختاروا السكن بأموالهم، فقد أرهقتهم تكلفة إيجار العقارات والشقق والتي تتصاعد أسعار ايجارها بشكل مضطرد بعد ارتفاع الطلب عليها عقب الحرب.

ووصل الايجار الشهري للشقق المفروشة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان إلى 650 ألف جنيه، حوالي (1150) دولار أميركي وبلغ ايجار المنازل العادية نحو (800) في الشهر، بينما بلغ ايجار الشقق والمنازل في بورتسودان شرقي البلاد الى ألفي دولار، وفي القضارف وسنار عطبرة بين (600 – 500) دولار، وذلك حسبما نقله وسطاء عقارات لموقع “سكاي نيوز عربية”.

 المبالغ الباهظة التي وضعها أصحاب العقارات في تلك المدن مقابل الايجار الشهري، اعتبرها النازحين نوعاً من الاستغلال السيء للظرف الذي يمرون به، مما دفعهم لرفع شعار “الدانة ولا الإهانة” والذي يقصدون به أن العودة للعيش في منازلهم تحت نيران الحرب أهون عليهم من التعرض للإذلال والاستغلال، وقد وجد الوسم تفاعل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وشكل تريند ساعة اطلاقه.

خيار العودة
وسعت بعض السلطات المحلية في المدن التي يتركز فيها الفارين من الحرب إلى كبح الجشع بوضع سقف لإيجارات الشقق والفنادق لكن الالتزام بها ما زال ضعيفاً، بحسب النازح محمد صالح الذي يقيم برفقة عائلة في شقة بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة.

ويقول صالح لموقع “سكاي نيوز عربية” “في بادي الأمر كان تصوري أن الحرب ستنتهي غضون أيام أو أسابيع قليلة ولم نكن نتوقع مطلقاً استمرارها كل هذه المدة، لذلك اخترنا السكن في إحدى الشقق حيث كان معنا مبالغ معقولة، ولكن بعد 3 شهور من الصراع نحن في ورطة حقيقة، لأننا انفقنا كل ما نملك ولا نستطيع الوفاء بالتزام الايجار والمعاش معاً”.

ويضيف “نفكر في العودة الى منزلنا في الخرطوم، فهو سيجعلنا نتخلص من فاتورة الإيجار الباهظة على أسوا الفروض، فلا نحتمل البقاء هنا أكثر من ذلك في نفاد الأموال التي كانت بحوزتنا”.

 بحسب الأمم المتحدة، فر أكثر من مليوني شخص بسبب الحرب الدائرة في العاصمة الخرطوم الى الأقاليم السودانية ودول الجوار، ولم يتسن وصول المساعدات الإنسانية الى المتأثرين بالصراع نتيجة لعدم وجود ممرات آمنة وانتشار عصابات النهب المسلح في الطرق الرابطة بين انحاء البلاد، في حين تكافح بعض منظمات المجتمع المحلية الوصول الى المتضررين ببعض المعونات المحدودة.

شاركها.
Exit mobile version