قالت منظمة أطباء بلا حدود الخميس إن عمليات إبعاد مهاجرين قسراً في اليونان باتت “القاعدة” في إطار سياسات للاتحاد الأوروبي تتغاضى عن العنف بحق الأشخاص المحتاجين للمساعدة.
دخل عشرات آلاف المهاجرين، غالبيتهم من سوريا وأفغانستان وباكستان إلى اليونان في السنوات القليلة الماضية من الحدود البحرية والبرية مع تركيا.
وعززت اليونان دورياتها في بحر إيجه بمساعدة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتيكس).
وقالت المنظمة في تقرير إن “فرق أطباء بلا حدود شهدت كيف أصبحت عمليات الإعادة القسرية أمراً طبيعياً، والغياب الصارخ للحماية للأشخاص الباحثين عن الأمان في اليونان”.
وأضافت أن “على الرغم من الأدلة الواسعة والموثوقة، فشلت السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات”.
في حزيران/يونيو، غرق مركب صيد قديم ومتهالك ومحمل بأكثر من طاقته قبالة بيلوس بجزر بيلوبونيز، ما أدى إلى مقتل 82 شخصا وفقدان المئات.
ورفع أربعون من الناجين دعوى مشتركة ضد السلطات اليونانية لعدم اتخاذها الاجراءات المناسبة لإغاثة المركب.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع على حدود أوروبا “هو نتيجة سياسات الاتحاد الاوروبي التي تتغاضى عن العنف المستمر ضد الأشخاص المحتاجين (لإغاثة) وتسمح به”.
ورغم وثائق وتقارير عديدة عن عمليات إبعاد قسرية عنيفة في البحر والبر “هناك افتقار واضح وطويل الأمد للمساءلة في اليونان وأوروبا”.
وقالت المنظمة الخيرية إنها قدمت مساعدات طبية طارئة لنحو 8000 شخص في السنتين الماضيتين، من بينهم أكثر1500 طفل.
وغالبية المرضى الذين عالجتهم المنظمة قالوا إنهم نجوا من عمليات إبعاد قسرية متكررة، فيما آخرون “علقوا في دوامات العنف لدى وصولهم”.
وقالت المنظمة إنها سجلت شهادات عن “أعمال عنف واعتداءات جسدية وتعرية أشخاص لتفتيشهم وتفتيش جسدي تدخلي لأطفال ونساء ورجال” من جانب عناصر وأشخاص ملثمين لم تعرف هوياتهم.
واتصلت وكالة فرانس برس بوزارة الهجرة اليونانية طلبا للتعليق.
وبين آب/أغسطس وتموز/يوليو 2023، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن فرقها في جزيرتي ساموس وليسبوس ببحر إيجه، عالجت 467 ناجياً من عنف جنسي، و88 مريضة خضعن لعمليات ختان في بلدانهن الأصلية.
ويُعتقد أن العديد من تلك النساء والفتيات ضحايا عمليات تهريب بشر، والبعض منهن كن حوامل أو وضعن مواليد بعد تعرضهن للاغتصاب.
وأقرت المجموعة أيضا بتقارير عن عمليات إبعاد قسري برا، واعتقال أشخاص وإعادة أشخاص قسرا على متن قوارب نجاة تُركت لتنجرف إلى المياه التركية.
في العديد من المناسبات قالت المنظمة إن فرقها التي كانت تهرع لمساعدة أشخاص في الجزر اليونانية تأخرت بسبب عمليات تدقيق من جانب سلطات إنفاذ القانون المحلية.
في خمس مُناسبات مُنعت الفرق من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين.
ويُتوقع أن تناقش اليونان وتركيا في كانون الأول/ديسمبر تمديد اتفاق للاتحاد الأوروبي من عام 2016 يفرض قيوداً على الهجرة.
وقالت وزارة الهجرة اليونانية هذا الأسبوع إن وتيرة وصول المهاجرين بدأت بالارتفاع في منتصف 2022 لتبلغ ذروتها في أيلول/سبتمبر، قبل أن تتراجع في تشرين الأول/أكتوبر.
في التسعة أشهر الأولى من العام ارتفع عدد المهاجرين الواصلين إلى اليونان إلى أكثر من 29,700 شخص، مقارنة ب11,000 في نفس الفترة عام 2022 بحسب الوزارة.
المصادر الإضافية • أ ف ب