أكد الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، مقتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبّر لعملية طوفان الأقصى، ولطالما وضعته الدولة العبرية ضمن قائمة الاغتيالات، فماذا نعرف عن يحيى السنوار؟
النشأة والنشاط السياسي
وُلد السنوار عام 1962، في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة كانت من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هُجّروا عام 1948 إبّان إنشاء دولة إسرائيل.
تعلّم في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثمّ التحق بالجامعة الإسلامية في غزة وحصل على البكالوريوس في الدراسات العربية.
كان السنوار عضوا في الكتلة الإسلامية بجامعته، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. وبعد أن تولى مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، أصبح نائباً لرئيس المجلس ثم رئيساً للمجلس.
وفي العام 1986، أسس جهازاً أمنياً أطلق عليه اسم منظمة الجهاد والدعوة، أو ما يُعرف باسم “مجد”، مع خالد الهندي وروحي مشتهى وبتكليف من الشيخ أحمد ياسين.
وأخذت هذه المنظمة على عاتقها مسؤولية الكشف عن عملاء إسرائيل، وتتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيليين.
الاعتقالات
اعتقل السنوار للمرة الأولى عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي ومكث حينئذ 4 أشهر وهو رهن الاعتقال الإداري ، ثم أعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي العام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 1988، جرى اعتقاله مرة أخرى بتهمة قيادة عملية اختطاف وقتل جنديين من الجيش الإسرائيلي، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 أحكام بالمؤبد.
وقد تولى رئاسة الهيئة القيادية العليا لأسرى “حماس” في السجون لدورتين تنظيميتين خلال فترة اعتقاله، وأسهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.
وخلال سنوات اعتقاله، كتب السنوار رواية من 240 صفحة بعنوان “الشوك والقرنفل”، تحكي قصة المجتمع الفلسطيني منذ حرب عام 1967 وحتى عام 2000، عندما بدأت الانتفاضة الثانية.
ما بعد الإفراج عنه
تقرر الإفراج عن السنوار ضمن صفقة تبادل أسرى عام 2011، مع نحو ألف سجين آخرين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. فعاد السنوار إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام.
انتُخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012. وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، لعب السنوار دوراً مهما في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة.
وفي العام 2015، عُيّن مسؤولاً عن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكُلّف بقيادة المفاوضات مع إسرائيل.
ووُضع على قائمة “الإرهابيين الدوليين” لدى الولايات المتحدة الأميركية، وعلى لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة لدى تل أبيب.
انتُخب رئيساً للحركة في القطاع عام 2017 ومرة أخرى عام 2021. وقد تسلم مهام رئيس المكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في تموز/ يوليو الماضي.