تجمع أكثر من 100 ألف شخص في شوارع العاصمة الصربية بلغراد يوم السبت، في مسيرة ضخمة ضد الفساد، تعد ذروة الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر والتي تستهدف الرئيس ألكسندر فوتشيتش وحكومته.
ورغم الطقس الماطر، امتلأت شوارع وسط المدينة بالمتظاهرين الذين رفعوا الأعلام وهتفوا مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الفساد والإهمال.
ووصلت الحشود إلى أعداد كبيرة لدرجة أن التنقل بينها أصبح شبه مستحيل، حيث أفاد بعض المشاركين بأنهم علقوا على بعد مئات الأمتار من نقطة التجمع الرئيسية.
وجاءت هذه المسيرة، التي أطلق عليها اسم “15 مقابل 15″، تكريما لضحايا حادث انهيار مظلة خرسانية في محطة قطار نوفي ساد في شمال صربيا قبل أربعة أشهر، والذي أودى بحياة 15 شخصا. وتوقفت الحشود 15 دقيقة صمت حدادا على الضحايا.
وقد ألقى المواطنون باللوم على الفساد الحكومي والإهمال في تطبيق معايير السلامة، مما أدى إلى وقوع الحادث المأساوي. ومنذ ذلك الحين، شهدت صربيا موجة من الاحتجاجات اليومية تطالب بمحاسبة المسؤولين وإصلاح النظام.
وتعتبر هذه المسيرة التحدي الأكبر الذي يواجهه الرئيس فوتشيتش، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقد. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام المستقلة، تجاوز عدد المشاركين بكثير التقديرات الرسمية للشرطة، مما يجعلها واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ صربيا.
تداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حشدا هائلا من المشاركين في المسيرة عبر منصة “إكس”، وعلق أحدهم قائلا: “يبدو أن العاصمة الصربية بأكملها نزلت إلى الشوارع احتجاجا على نظام فوتشيتش”.
وفي هذا السياق، قال ألكسندر فوتشيتش، الرئيس الصربي إنه تم اعتقال نحو 22 شخصًا بتهم التحريض على العنف والتخريب، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص كانوا متورطين في مهاجمة رجال الشرطة وخلق فوضى في المسيرة.
وأقر الرئيس الصربي بإرادة الشعب، داعيا الحكومة إلى استيعاب رسالة المتظاهرين ومطالبهم.
وقال فوتشيتش: “لقد فهمنا الرسالة جيدا، وعلى جميع المسؤولين في السلطة أن يدركوا معناها عندما يحتشد هذا العدد الكبير من الناس. علينا أن نغير أنفسنا وأن نتعلم الكثير”.
وأكدت سفيتلانا مورو، إحدى المشاركات في التحرك، أن المظاهرة بدأت سلمية، لكن “أنصار الرئيس فوتشيتش” قاموا بتدبير أعمال استفزازية بهدف خلق توتر وفوضى بين المتظاهرين.
المصادر الإضافية • أب