بالزغاريد والهتافات، استقبل الدروز في مرتفعات الجولان السوري المحتل ثلاث حافلات تقلّ وفدًا من رجال دين الطائفة الدرزية القادمين من سوريا. وقد دخل الوفد الجانب الإسرائيلي برفقة قوات إسرائيلية، بدعوى “زيارة المعالم الدينية”، حسبما قيل.

اعلان

وأتت الزيارة في سياق لافت، عقب توصل الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، إلى اتفاق مع وجهاء محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وهي خطوة وصفتها إسرائيل بـ”الضربة الموجعة”، ما يطرح علامات استفهام حول تحركها الآن.

فبعد استلام الإسلاميين الحكم، قالت تل أبيب إنها وضعت الأقلية الدرزية، التي تشكل حوالي 3-4% من السكان، تحت حمايتها، وحذرت حاكم دمشق الجديد من المساس بها.

وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي،يسرائيل كاتس، إن دولته قد تسمح قريبًا للدروز في سوريا بالعمل داخل “الجولان في إسرائيل”، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى للمصادقة على خطة مساعدات للمجتمعين الدرزي والشركسي. ووعد بأن يكون الدروز في سوريا تحت حماية الدولة العبرية.

واعتبر البعض أن تصريحات كاتس بشأن حماية الدروز قد تضع هذه الأقلية في موقع محرج مع نسيجها الاجتماعي السوري، الذي يكنّ في الغالب العداء لتل أبيب. فيما رأى آخرون أنها محاولة من إسرائيل لضمان بقائها والتمدد في المنطقة العازلة وتقسيم المنطقة. فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن قوات الدولة العبرية تعتزم إنشاء موقعين عسكريين على قمة جبل الشيخ المحتل، بدعوى “توفير فرص عمل للقرى الدرزية”.

وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل عن إرسال 10,000 طرد من المساعدات الغذائية إلى الطائفة الدرزية في سوريا، لتعزيز علاقتها معها في ظل الأوضاع المضطربة في البلاد.

ورغم معارضة العديد من الدروز لتدخل تل أبيب، رحبت مجموعة من الطائفة بـ”المساعي” الإسرائيلية لجمع شملهم مع أهاليهم، ووقفوا عند نقطة العبور وهم يحملون الأعلام الدرزية ويرددون “مكتوب على سيوفنا أهلاً وسهلاً بضيوفنا”.

من جهته، قال جولان أبو زيد، الذي يعيش في قرية مجدل شمس، وهي بلدة درزية في الجانب الذي تحتله إسرائيل: “هذه زيارة تاريخية بين العائلات”.

وتابع: “هذا حق مشروع لنا كطائفة درزية أن نذهب إلى سوريا لزيارة أهلنا، وهم يأتون إلى هنا لزيارة أهلهم وزيارة الأماكن المقدسة. إن شاء الله يعم السلام في العالم كله ويبقى كل شيء على ما يرام”.

يُذكر أن إسرائيل استولت على مرتفعات الجولان السوري في حرب 1967 وضمتها إليها. وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته سيطرت على المنطقة العازلة في الجولان، والتي أقيمت بموجب اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

شاركها.
Exit mobile version