هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

شهدت العاصمة الصربية بلغراد، يوم الأحد، تجمعاً حاشداً لطلاب الجامعات ونقابات المزارعين في ميدان سلافيا، في واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس ألكسندر فوتشيتش. جاء هذا التحرك ضمن موجة مظاهرات مستمرة منذ أسابيع، تطالب بمحاسبة المسؤولين عن انهيار سقف في محطة السكك الحديدية بمدينة نوفي ساد.

اعلان

بدأت المسيرة في بلغراد بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا، قبل أن تعلو هتافات المتظاهرين “أيديكم ملطخة بالدماء!”، في إشارة إلى اتهام السلطات بالإهمال والفساد.

 وامتدت المظاهرات إلى مدينتي نيش وكراغوييفاتش، حيث نُظمت مسيرات أصغر حجماً، لكنها حملت الرسالة ذاتها. المحتجون يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، بمن فيهم فوتشيتش، لاتهامه بالتورط في مشاريع حكومية ضخمة مشبوهة شاركت فيها شركات صينية.

المحطة المنكوبة في نوفي ساد كانت قد خضعت لعمليات تجديد مرتين خلال السنوات الأخيرة، في إطار مشاريع ضخمة اعتبرها المحتجون مصدراً للفساد والإهمال، بينما تعهدت الحكومة بإجراء تحقيقات.

وأثار إطلاق سراح وزير حكومي متهم بالضلوع في القضية شكوكاً حول نزاهة التحقيق، مما زاد من غضب الشارع. وفي مشهد لافت، انضم ممثلو المسرح والسينما البارزون إلى المظاهرات، ووصف الممثل الشهير باني تريفونوفيتش المسيرة بأنها “مهرجان للحرية”.

كما شارك أكاديميون ومحامون وشخصيات إعلامية بارزة في دعم الاحتجاجات، التي توسعت مؤخراً بانضمام طلاب المدارس الثانوية إلى الاعتصامات المستمرة في الجامعات. في المقابل، مددت الحكومة العطلة الشتوية في محاولة لاحتواء تصاعد الاحتجاجات.

على الجانب الآخر، حاول الرئيس فوتشيتش استعراض ثقته السياسية، اذ دشن يوم الأحد جزءاً جديداً من طريق سريع في وسط صربيا. وفي تصريحاته، رفض مطالب المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية، واتهم خصومه باستخدام الطلاب كأداة لتحقيق أهدافهم السياسية.

 وقال فوتشيتش: “لا يعرفون سوى استخدام الأطفال”، مشيراً إلى أنه استجاب بالفعل لبعض مطالب المحتجين، بما في ذلك نشر الوثائق المتعلقة بأعمال التجديد في نوفي ساد.

وتعكس تلك الاحتجاجات، التي تعد الأكبر خلال سنوات، استياءً واسعاً من سياسات فوتشيتش، الذي يواجه اتهامات بالحد من الحريات الديمقراطية على الرغم من الإعلان عن سعيه لإدخال صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.

المصادر الإضافية • AP

شاركها.
Exit mobile version