بقلم: يورونيوز
نشرت في
عاد الهدوء إلى أطراف محافظة السويداء الغربية في سوريا، بعد ليلة من المواجهات العنيفة التي دارت بين قوات “الحرس الوطني” المشكل حديثاً في المحافظة، وقوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية.
وشهدت الاشتباكات استخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة، في تصعيد هو الأبرز من نوعه في المنطقةـ دون ورود أي معلومات عن تغيير في خرائط السيطرة.
وبحسب منصة السويداء 24 التي نقلت عن مصادر في الحرس الوطني، أن “الاشتباكات اندلعت ليلة الخميس – الجمعة على عدة محاور في ريف السويداء الغربي، شملت مجدل، والنقل، وتل حديد، والثعلة، ونجران، وعرى، وعتيل، وسليم.
وأفادت المصادر بأن الاشتباكات استمرت لساعات، وتخللها استهداف متبادل لخطوط التماس باستخدام الطائرات المسيرة وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
رواية الأطراف المتعاركة
من جهته، ألقى “الحرس الوطني” – الذي شكله الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز – باللوم على قوات الحكومة.
وقال في بيان رسمي إن بلدة المجدل “تعرضت لهجوم واسع النطاق، استمر لأكثر من ساعة، عبر عدة محاور، استُخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطائرات المسيّرة الهجومية”.
وأضاف البيان أن قواته “تصدت بكل بسالة لتلك المحاولة، وألحقت بالقوات المهاجمة خسائر كبيرة في العتاد والأفراد”. ولم يصدر أي تعليق رسمي من جهاز الأمن العام أو الحكومة السورية حول الاشتباكات مباشرة.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني قوله إن “مجموعات خارجة عن القانون تستهدف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة بلدات ولغا وتل الأقرع وتل حديد والمزرعة بريف السويداء”.
تطور المناوشات اليومية
وكشفت المصادر لـ”السويداء 24″ أن المناوشات، التي كانت شبه يومية منذ أشهر، تطورت إلى اشتباكات واسعة. وأوضحت أن قوات الأمن العام من مواقع تمركزها في المزرعة وريمة حازم وولغا، نفذت “عدة اعتداءات وخروقات” بواسطة الطائرات المسيرة والرشاشات الثقيلة، مستهدفة محيط عرى، وسليم، ومحور النقل، فيما كثّفت الاستهداف على محور المجدل.
ورداً على ذلك، كثّف “الحرس الوطني” ضرباته على “مصادر إطلاق النار” بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون.
الشبياني: أحداث السويداء “نتيجة تدخل إسرائيل”
وفي موقف رسمي جديد، تناول وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، أحداث السويداء في فعالية بمعهد “تشاتام هاوس” في لندن الخميس. ووفقاً لتصريحاته، فإن أحداث السويداء “ارتبطت بتراكمات اجتماعية تحولت إلى صدامات فجرها تدخل إسرائيل”.
وأكد الشيباني أن الحكومة “تعمل بروية لاحتواء الأزمة”، مشيراً إلى إرسال أكثر من 70 قافلة إغاثية إلى المحافظة، معتبراً أن “هناك أطرافاً في المحافظة لا ترغب بالتسوية”.
من جهته، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التطورات في سوريا، قائلاً: “سأنظر إلى الرئيس أحمد الشرع من خلال ما يحدث على الأرض، وليس من خلال كلماته”.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية السؤال هو: هل تصبح سوريا دولة مسالمة؟ هل يتخلص من الجهاديين في جيشه؟ وهل يعمل معي لتحقيق منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا، المتاخمة لمرتفعات الجولان؟”.
وتابع: “ماذا نفعل لتأمين إخواننا الدروز، إخوان إسرائيل الدروز السوريين، الذين تعرضوا للتشويه والذبح، بنفس السوء الذي حدث في مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر؟”، مضيفاً: “إذا كان هناك تجريد من السلاح جنوب غرب سوريا وحماية دائمة لهم، فيمكننا المضي قدماً”.

