مع سقوط نظام بشار الأسد على يد الفصائل المعارضة المسلحة السنية، شهدت الحدود السورية اللبنانية تدفقًا متزايدًا للاجئين السوريين، خاصة من الطائفة الشيعية، الذين يخشون التعرض للاضطهاد رغم التصريحات الرسمية من الفصائل المسيطرة في سوريا التي تطمئنهم بالأمان، وفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز” في تقريرها.
وذكر التقرير أن مسؤولا لبنانيا أوضح أن أكثر من 100,000 شخص، معظمهم من الأقليات الدينية، عبروا إلى لبنان منذ بداية الأسبوع الجاري. ورغم الصعوبات التي يواجهها العديد من اللاجئين، حيث اضطر الكثير منهم لاستخدام معابر غير رسمية، فإن الأرقام الدقيقة للعدد غير واضحة.
على المعابر الحدودية الرئيسية بين سوريا ولبنان، أفاد العديد من الشيعة الفارين بأنهم تلقوا تهديدات بالقتل، وصلت إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانًا بشكل مباشر.
وقالت سميرة بابا، إحدى اللاجئات التي كانت تنتظر مع أطفالها لدخول لبنان، : “لم نكن نعرف مصدر التهديدات التي تلقيناها عبر واتساب وفيسبوك، ولكننا شعرنا بأن الوقت قد حان للرحيل”.
يظل اللاجئون الشيعة في حالة من القلق، على الرغم من تأكيدات فصيل “هيئة تحرير الشام”، الذي يعد القوة المسيطرة في المناطق المحررة، على حمايتهم. وقال أيهم حمادة، أحد الجنود السابقين الذي فر مع شقيقه بعد سقوط بشار الأسد: “النظام انهار بشكل مفاجئ، ولم نجد أي حماية، نخشى من القتل الطائفي”.
وأشارت إلهام، ممرضة من دمشق، إلى إنها فرت مع أسرتها إلى مناطق الريف بعد انهيار النظام، وعادت لتجد منزلها محترقًا ومنهوبًا. وأضافت: “اقتحم رجال مسلحون منازلنا، هددونا بالقتل وأجبروا الناس على مغادرة منازلهم”.
في بلدة نبل ذات الغالبية الشيعية بشمال سوريا، بدأ بعض سكانها في العودة بعد أن طمأنهم قادة محليون بأن الأوضاع قد تحسنت.
ورغم هذه العودة، تبقى المخاوف قائمة. وأوضح أحد سكان البلدة، فضل عدم ذكر اسمه، قائلا: “نحن شيعة والقيادة الجديدة سُنّية، ولا نعلم ما الذي سيحدث لنا في المستقبل”.
إلى جانب هذه المخاوف، بدأ السكان في بلدة نبل بترميم المنازل المتضررة وإعادة تنظيف الشوارع بعد مرور سنوات من الصراع. وقد أكّد المسؤولون المحليون أن الخدمات الأساسية قد تمت استعادتها تدريجيًا، وأن الجهود تبذل لضمان عودة الحياة الطبيعية إلى البلدة.
كما شدّد المسؤولون على أن حماية الأقليات ستظل أولوية قصوى للقيادة المحلية، في خطوة تهدف إلى تهدئة المخاوف وتعزيز الاستقرار في المنطقة بعد التغيرات السياسية والعسكرية الأخيرة.
تاريخيًا، كانت الطائفة الشيعية في سوريا على الخطوط الأمامية في الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 13 عامًا، وقد شهدت تدخلًا كبيرًا من حلفاء الأسد الإقليميين مثل حزب الله وميليشيات شيعية أخرى. ويخشى كثير من الشيعة أن تنقلب عليهم القوى المسيطرة الآن، رغم تأكيدات بعض الفصائل بحمايتهم.