في 21 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بظاهرة فلكية فريدة تعرف بالانقلاب الشتوي، حيث يُسجل أقصر يوم في السنة في نصف الكرة الشمالي، ويشهد أطول ليلة.

اعلان

وتعود هذه الظاهرة نتيجة ميل محور الأرض الذي يجعل نصف الكرة الشمالي يبعد عن الشمس، مما يؤدي إلى تقصير النهار وإطالة الليل. وعلى الرغم من أنها حدث طبيعي، فإن لها أهمية ثقافية وتاريخية في العديد من دول العالم، حيث يتم الاحتفال بها بطرق متنوعة.

ففي المملكة المتحدة، يشهد مرصد غرينيتش في لندن، وهو أحد أبرز المراكز الفلكية، اهتمامًا كبيرًا بهذه الظاهرة. وتوضح آنا غامون-روس، عالمة الفلك في المرصد: “الانقلاب الشتوي يحدث بسبب ميل الأرض على محورها، مما يجعل نصف الكرة الشمالي يتعرض لأطول ليالٍ وأقصر أيام”. ويُعتبر هذا الحدث علامة مهمة في دورة الفصول، إذ يسهم في تذكير البشر بالتغيرات الطبيعية التي تطرأ على كوكبنا.

وفي مصر، يُحتفل بهذه الظاهرة بشكل مميز، حيث يتناغم شروق الشمس مع محور معبد الكرنك في الأقصر. وتُعتبر هذه الظاهرة من عجائب الهندسة الفلكية التي استحدثها المصريون القدماء منذ أكثر من 3000 عام، حيث تكشف عن عبقريتهم في الربط بين العلم والمعمار. وقال أحمد همام، مرشد سياحي في الأقصر: “اليوم، نشهد انبثاق الشمس فوق معبد الكرنك، مما يعكس فطنة مهندسي مصر القديمة في علم الفلك”.

أما في بريطانيا، فإن الأماكن مثل ستونهنج تشهد تجمعات ضخمة حيث يشارك الناس في طقوس احتفالية في تلك اللحظة المهيبة. ويتردد صدى الأهازيج والتصفيق بينما يراقب الجميع الشمس وهي ترتفع فوق صخور ستونهنج العريقة، مما يخلق أجواء من الوحدة بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

من العصور القديمة إلى العصر الحديث، بقيت هذه ظاهرة الانقلاب الشتوي رمزًا للتجديد والتغيير، مما يجعلها مناسبة للاحتفال بالفصول القادمة وتأملات في تجديد الحياة والطبيعة.

شاركها.
Exit mobile version