سلمت القوات الفرنسية، الخميس الماضي، قاعدة “أدجي كوسي” الجوية في العاصمة التشادية أنجمينا إلى السلطات المحلية، معلنةً نهاية تواجدها العسكري الدائم في البلاد، وذلك بعد شهرين من إلغاء تشاد اتفاقية الدفاع الموقعة مع باريس.

اعلان

وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لانسحاب فرنسا من قاعدتين عسكريتين أخريين في شمال وشرق تشاد (فايا وأبشي) نهاية ديسمبر الماضي، وذلك في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى تقليص الوجود العسكري لباريس في غرب ووسط إفريقيا.

من جانبه، أكد الجنرال باسكال إياني، قائد قوات الجيش الفرنسي بأفريقيا، أكد أن “هذا التغيير ضروري لمواكبة تطور العالم وإفريقيا”.

على الرغم من أن المستعمرة السابقة كانت حليفًا رئيسيًّا في مكافحة “الإرهاب” في المنطقة، وأحد آخر المعاقل العسكرية لباريس في القارة السمراء، فقد أعلن الجيش التشادي أنه قادر على تعويض الدور الذي كانت تلعبه القوات الفرنسية.

وأوضح رئيس الأركان التشادي، أبكر عبد الكريم داوود، أن “جيش نجامينا قادر على تولي المهام التي كانت تنفذها تلك القوات”.

ويأتي هذا الانسحاب في وقت يشهد فيه النفوذ الفرنسي تراجعا في أفريقيا، بعد قرارات مشابهة اتخذتها دول أخرى مثل ساحل العاج والسنغال.

في المقابل، يتزايد التأثير الروسي في المنطقة من خلال الدعم العسكري المباشر، بينما تعيد باريس تنظيم وجودها العسكري في القارة عبر “القوات المتحركة”، بهدف حماية مصالحها في ظل التغيرات الجيوسياسية المستمرة.

كانت لفرنسا ثلاث قواعد في تشاد تستقبل نحو 1000 عسكري، كانوا ينفذون مهمات استخباراتية ودعماً لوجستياً لمكافحة الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل.

ومع تزايد موجة العداء لهذا الوجود العسكري، أقدمت دول الساحل مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو على طرد القوات الفرنسية، في الوقت الذي تعزز فيه روسيا وجودها في المنطقة من خلال مجموعة “فاغنر” التي تغير اسمها إلى فيلق إفريقيا منذ مقتل زعيمها في حادث تحطم طائرة في آب أغسطس من عام 2023.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
Exit mobile version