وسط حديث كثيرين عن عمليات التهريب التي تتم عبر ريف اللاذقية نحو تركيا، كشفت مصادر خاصة “لأورينت” عن أبرز أساليب التهريب المتبعة في تلك المنطقة والجهة التي تنظمها وتقف خلفها، مشيرة إلى أن عمليات تهريب البشر تتم بشكل هو أقرب لعمليات تهريب البضائع في المياه الدولية.

وفي حديثه “لأورينت نت”، قال (علي القوّاف) أحد سكان بلدة كسب الحدودية واللاجئ حالياً في النرويج: إن مناطق الساحل بشكل عام وريف اللاذقية بشكل خاص، باتت نقطة أساسية في عمليات التهريب إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، حيث زاد نشاط التهريب في تلك المناطق عام 2018، وأصبحت “كسب” نقطة أساسية يقصدها كثير من الراغبين بالدخول إلى تركيا، على الرغم من التشديد الأمني الذي يفرضه الجانب التركي على الحدود وخاصة في تلك المناطق.

وأشار (القوّاف) إلى أن كسب والشاطئ البحري القريب منها يعدّان النقطة الوحيدة التي يتوجه إليها العابرون إلى تركيا، فيما تعد شواطئ طرطوس محطة رئيسية للعبور باتجاه قبرص أو الجزر اليونانية، مشيراً إلى أن هناك عمليات تهريب أخرى تدار من لبنان.

عمليات التهريب

وبحسب المصدر، فإن التهريب من منطقة كسب يتم بـ 3 طرق، الأولى عن طريق الحدود البرية بين كسب السورية ومنطقة يايلا داغ التركية، وذلك عبر جرود وسفوح الجبل الأقرع الذي يفصل الحدود في تلك المنطقة، وتعد هذه الطريقة هي الأرخص لكنها تتسم بالصعوبة والخطورة الشديدتين نظراً لانتشار حرس الحدود التركي (الجندرما) في تلك المنطقة.

أما الطريقة الثانية والتي أصبحت متداولة بكثرة، فهي التهريب عبر السفن العابرة في المياه الدولية، حيث يتم نقل الذين يريدون العبور إلى تركيا بواسطة قوارب صيد باتجاه المياه الدولية، ليجري نقلهم لاحقاً إلى قارب آخر يدخل من الجانب التركي، ويقوم ذلك القارب بإيصالهم إلى أقرب نقطة على الشاطئ التركي، ومن ثم يتسلمهم مهرب آخر يجتاز بهم المنطقة البرية المتبقية.

وآخر الطرق هي، نقل العابرين إلى تركيا عن طريق التهريب باتجاه جسر الشغور ومنها إلى خربة الجوز الخاضعة لسيطرة ميليشيا الجولاني، حيث يتم تهريبهم بالطريقة التقليدية التي عبر بها كثير من السوريين عبر الحدود البرية لمحافظة إدلب.

عميد التهريب

وبحسب مصادر خاصة في اللاذقية، فإن الذي يدير عمليات التهريب في اللاذقية هو (سليمان هلال الأسد) الذي من المفترض أنه متهم بقتل عقيد في ميليشيات أسد قبل سنوات، حيث استغل الأخير تجمع ما تبقى حوله من ميليشيا (العرين) التي كان يقودها سابقاً لتنفيذ العديد من الأعمال المشبوهة، من بينها تهريب البشر والاتجار بالمخدرات والممنوعات.

وأكدت المصادر أن (سليمان الأسد) يعتمد على 3 مهربين في عملياته حيث يعتبرهم أذرعه الأساسية وهم: 
– عصمت هارون الملقب بـ “صهيوني” 
– رامي جليلاتي، وينحدر من حلب وكان يعمل مع الدفاع الوطني 
– منير سباهية
 
ولفت إلى أن هؤلاء هم من ينظمون عمليات التهريب ويجمعون الناس في مناطق محددة، فيما يتولى سليمان الأسد مهمة تنظيم الرحلات وتسيير أمورها البرية أو البحرية.

اتجار بالبشر

ولا يقتصر دور ميليشيات أسد على التهريب داخل نطاق البلاد فحسب، إذ كشف تحقيق نشرته صحيفة بادشه الألمانية تحت عنوان “أرباح عشيرة الأسد من الاتجار بالبشر” دور العائلة في نقل مهاجرين من باكستان إلى ليبيا تمهيداً لتهريبهم لاحقاً إلى أوروبا عبر قوارب الموت. 

وأشارت الصحيفة إلى أن 300 باكستاني غرقوا في المركب الأخير قبالة السواحل اليونانية جميعهم سافروا إلى ليبيا عبر أجنحة الشام مضيفة أن كل باكستاني من هؤلاء الضحايا دفع 10 آلاف دولار لشبكات التهريب لقاء وصوله إلى أوروبا، ذهب منها 1500 دولار لعائلة الأسد، أي كانت حصة العائلة 450 ألف دولار لقاء نقل هؤلاء الضحايا عبر أجنحة الشام. 

 

شاركها.
Exit mobile version