أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن جدلاً واسعاً بعد ظهوره يوم الجمعة وهو يحمل كتاباً يصف تأسيس إسرائيل بأنه “استعمار” واجه مقاومة فلسطينية. حدث ذلك خلال جولة تسوق بمناسبة “الجمعة السوداء”، ما لفتت الأنظار، خاصة بالنظر إلى تاريخ بايدن المعروف بدعمه القوي لإسرائيل.
وقد أثار ذلك ردود فعل متباينة، خاصة من مؤيدي إسرائيل داخل الولايات المتحدة. بايدن، الذي وصف نفسه مراراً بأنه “صهيوني”، وزار إسرائيل بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه تعرض لانتقادات بسبب مواقفه الأخيرة، بما في ذلك تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل.
ظهر بايدن وهو يحمل كتاب “حرب المائة عام على فلسطين: تاريخ الغزو الاستعماري الاستيطاني والمقاومة، 1917-2017″ لمؤلفه الأكاديمي الفلسطيني-اللبناني رشيد الخالدي. الكتاب، الصادر في عام 2020، يقدم تحليلاً تاريخياً للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ويصفه بأنه “حرب استعمارية ضد السكان الأصليين”.
وفي تعليق له على الصورة، قال الخالدي في تصريح لصحيفة “نيويورك بوست” إن اختيار الرئيس جو بايدن قراءة الكتاب يأتي “متأخراً أربع سنوات”. وأشار الخالدي إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت يوشك فيه بايدن على مغادرة البيت الأبيض، بعد ولاية شهدت دعماً أمريكياً غير محدود لإسرائيل، خاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي اعتُبرت الأعنف في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
رسائل الكتاب: نقد للاستعمار الإسرائيلي ودعوة للمساواة
يجادل الخالدي بأن السياسات الإسرائيلية تعتمد على التمييز والاستعمار، مشيراً إلى أن الصراع يجب أن ينتهي من خلال “طريق قائم على المساواة والعدالة”. كما ينتقد السياسات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، لا سيما خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي شملت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم مرتفعات الجولان.
الكتاب يسلط الضوء على “المقاومة الفلسطينية”، مشيداً بالانتفاضة الأولى التي انتهت باتفاقيات أوسلو، لكنه يصف الانتفاضة الثانية بأنها “انتكاسة” بسبب آثارها السلبية على الحركة الوطنية الفلسطينية.
كما يطرح الخالدي مقارنة مع تجارب إنهاء الاستعمار في الجزائر وجنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن المصالحة تتطلب تفكيك البنية الاستعمارية.