في خطوة طبية رائدة، حصلت شركة بريطانية ناشئة على الموافقة التنظيمية لطرح نظامها الذكي “DERM”، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص سرطان الجلد عبر الهواتف الذكية. حقق النظام دقة تصل إلى 99.8% في استبعاد الحالات السرطانية، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في مكافحة هذا النوع من السرطان المنتشر عالميًا.

اعلان

وتمكن التطبيق، الذي طورته شركة “Skin Analytics”، من الحصول على تصنيف “CE Class III” كجهاز طبي معتمد في الاتحاد الأوروبي، ليصبح أول ذكاء اصطناعي مُصرّح به قانونيًا للكشف عن السرطان بشكل مستقل، وفقًا للشركة.

وأشارت البيانات إلى تفاقم أزمة سرطان الجلد عالميًا، حيث ارتفعت الحالات العاجلة للمرض في بريطانيا وحدها بنسبة 170% خلال العقد الماضي، بينما ينتظر 11% من الحالات أكثر من شهر للحصول على موعد طبي.

وفي أوروبا، لا يتجاوز عدد أطباء الجلد 30 طبيبًا لكل مليون نسمة، ما يعيق الكشف المبكر الذي بفضله تصل نسبة النجاة من المرض إلى 97%.

كيف يعمل التطبيق؟

– خطوة واحدة مع الهاتف: يتم توصيل عدسة مخصصة (dermascope) بالهاتف لالتقاط صورة عالية الدقة للشامات أو الآفات الجلدية.

– تحليل فوري: تقوم خوارزمية الذكاء الاصطناعي بمقارنة الصورة مع قاعدة بيانات تضم آلاف الحالات المؤكدة، بما فيها السرطانات والأورام الحميدة.

– ظهور النتائج خلال ثوانٍ: يحدد التطبيق ما إذا كان الحالة تستدعي فحصًا متخصصًا أو يمكن استبعاد خطرها، مع حفظ النتائج وتفاصيل الموقع الجغرافي.

أرقام مذهلة وتجارب ناجحة

أكد “نيل دالي”، مؤسس الشركة، أن التكنولوجيا اعتمدت على تحليل 135 ألف مريض في 21 موقعًا تابعًا لقطاع الصحة العامة في بريطانيا (NHS)، وساهمت في اكتشاف 13 ألف حالة سرطان بشكل مبكر، مما خفض الحاجة إلى زيارة أطباء أمراض الجلد بنسبة 60-95%، وقلص قوائم الانتظار عبر تصريف 40% من الإحالات العاجلة بشكل آلي.

وقال دالي: “هذه التقنية ليست بديلًا عن الطبيب، لكنها أداة لإنقاذ الأرواح عبر الترشيد السريع. ففي أستراليا، حيث نشأت، يصاب الجميع تقريبًا بسرطان الجلد مرة في حياتهم، لكن الكشف المبكر ينقذ الملايين”.

من بين الذين استفادوا من التطبيق، السيدة “شيري تومسون”، التي ساورتها الشكوك حين لاحظت ظهور شامة خطيرة. وقالت: “لم أكن أعرف شيئًا عن التشخيص بالذكاء الاصطناعي، لكن العملية كانت أسرع بكثير. النتيجة جاءت مطمئنة، بينما كان الانتظار التقليدي سيستغرق أسابيع”.

مع اقتراب فصل الصيف وحملات التوعية بمخاطر التعرض للشمس، يأمل أصحاب التطبيق أن يصبح “DERM” جزءًا من الخط الدفاعي الأول عالميًا، خاصة في المناطق التي تهمل استخدام الواقيات الشمسية.

يذكر أن التطبيق استغرق 12 عامًا من التطوير، بالاعتماد على صور خزعات آلاف الحالات المؤكدة.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
Exit mobile version