أثارت قضية انسحاب المرشح للانتخابات الرئاسية في تركيا “محرم إينجه” جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية بالبلاد، فيما خلط قراره المفاجئ العديد من الأوراق التي تشير إلى فوز أحد الحزبين الكبار (العدالة والتنمية الحاكم – حزب الشعب الجمهوري المعارض).

وطرحت عدة مواقع إعلامية تركية تساؤلات عدة حول (ما إذا كانت ورقة الاقتراع ستتغير، أو ماذا سيحدث للأصوات التي كسبها المرشح المنسحب بالنسبة للمنتخبين خارج تركيا أو حتى التي سيكسبها في الداخل؟ وفي حال فوزه بالانتخابات من الذي سيحل بدلاً عنه؟).  

ووفقاً لموقع “هابر تورك” فلا يوجد تغييرات بورقة الاقتراع بعد انسحاب “إينجه” ولن تُعتبر الأصوات التي كسبها باطلة أو غير صالحة، بل على العكس تُحسَب له تماماً، لكنه إذا ما تأهل للجولة الثانية فلن يتمكّن من المشاركة وسيحل مكانه الحزب الذي حل ثانياً وهكذا.

وبالمثل أكد موقع “NTV” أن انسحاب رئيس حزب البلد من الترشح للرئاسة لن يتطلب تغييرات في أوراق الاقتراع، حيث تنص المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية على أن “الانسحابات التي تجري في القائمة التي ستحدث في الاقتراع الأول، بدءاً من نشر قائمة المرشحين النهائية في الجريدة الرسمية حتى الساعة الخامسة يوم التصويت، لا تتطلب تغييرات”.

 

هل سيتم النظر في أصوات إينجه؟

وبيّن الموقع التركي أنه على الرغم من انسحاب “محرّم إينجه” من الترشح، فإن الأصوات التي ستُمنح له ستُحسب على أنها صحيحة وتُسجّل في القوائم، مضيفاً أن قراره بالانسحاب ليس له أي تبعات قانونية، والأصوات التي حصل عليها في الخارج سليمة وغير باطلة.

ولفت إلى أنه في حال حصل على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى وتقدّم إلى الجولة الثانية ، فلن يتمكن من المشاركة في هذه الانتخابات ولن يتمكن سوى المرشحَين في المرتبة الثانية والثالثة من المشاركة في الجولة الثانية، وذلك وفقاً للفقرة الثانية من المادة 4 من قانون الانتخابات.

من جهته قال الكاتب في صحيفة حرييت “أحمد هاكان” إن محرم إينجه فعل الشيء الصحيح (عبر انسحابه)، وذلك قبل أيام قليلة من الانتخابات حيث تشير نتائج الاستطلاعات إلى أن نسبة مؤيديه انخفضت بشكل كبير، وفي حال فوز حزب الشعب الجمهوري فإن اسمه سيُمحى تماماً من المشهد السياسي.

وأردف الكاتب التركي أنه بعد انخفاض جماهيرية إينجه فإنه لا يُعتقَد أن انسحابه سيكون له أثر بالغ الخطورة على نتائج الانتخابات وأصبح مؤيدوه نوعاً ما في حيرة من أمرهم، والغالب أنهم سيصوّتون لسنان أوغان.

 

فضيحة أخلاقية 

يُذكر أن رئيس حزب البلد محرّم إينجه أعلن أمس انسحابه من سباق الرئاسة في تركيا، كاشفاً عن تعرضه لضغوط سياسية وابتزازه بمقاطع وصور إباحية “مزيفة”، قائلاً في مؤتمر صحفي “أقدّم انسحابي لكي لا يتم لومي عندما يخسر الطرف الآخر بالانتخابات، حاولت فتح قناة تواصل ثالثة لكن لم ننجح”.

وأضاف: “ما رأيته من هجوم خلال آخر 45 يوماً لم أره في السنوات الـ45 الماضية، نشروا وثائق مزوّرة وصوراً مزوّرة أخذوها من موقع إباحي إسرائيلي وفبركوها وادّعوا أنها كلها مني”.

ولفت إنجه أنّ من قام بذلك هم أتباع (تنظيم فتح الله) غولن وبعض مؤيدي المعارضة أعادوا نشر هذه الأشياء، مشيراً إلى أنه لم يشهد أي سياسي مثل هذا الافتراء في تاريخ الجمهورية التركية، فيما لم تحمِ الدولة سمعته ولم تقم المؤسسات الحكومية بحفظ حقه، ولا الإعلام بالدفاع عنه على حد قوله.

وبيّن أن حزبه سيتجه إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد، “إذ يجب أن يكون حزب الوطن في البرلمان، وبالتالي يكون أتاتورك في البرلمان.. دعهم يصنعون ما يشاؤون من أشرطة المونتاج، أريد تصويتاً من كل بيت لحزب الوطن”.

وكان إنجه الذي نال ما بين 2-4 بالمئة من نسبة التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، سبق وأشار إلى أنه تعرض لضغوطات، من أجل الانسحاب لصالح مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، واضطر خلال اليومين الماضيين لإلغاء فعاليات انتخابية، بدعوى وضع صحي.

شاركها.
Exit mobile version