هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

أعلنت السلطات الفرنسية تحقيق إنجاز كبير في حربها على تهريب المخدرات بعد أن تسلّمت فيليكس بينغوي، المعروف بلقب “القط”، من المغرب. وجاءت هذه الخطوة بعد تعاون مكثف بين البلدين لملاحقة المتهم بقيادة عصابة “يودا” سيئة السمعة، التي تورطت في صراعات دموية في مرسيليا.

اعلان

ووصل بينغوي إلى فرنسا يوم الثلاثاء، حيث نقلته السلطات مباشرة إلى الحجز في مرسيليا. ومن المقرر أن يمثل أمام القضاء الفرنسي خلال الأيام المقبلة. أعرب دارمانان عن شكره للسلطات المغربية، موضحًا أنّ التعاون المشترك يعكس قوة الشراكة بين البلدين.

ونفّذت الشرطة المغربية عملية اعتقال بينغوي في الدار البيضاء خلال شهر مارس/آذار الماضي، بناءً على مذكرة توقيف دولية أصدرتها محكمة مرسيليا. وشملت التهم الموجهة إليه استيراد المخدرات ضمن شبكة منظمة، وتكوين عصابة إجرامية، وتبييض الأموال، وهي تهم أثارت اهتمام الرأي العام الفرنسي.

كما وافقت السلطات المغربية في أبريل/نيسان على طلب فرنسا بتسليم بينغوي بعد استكمال الإجراءات القانونية. أكّد وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، أنّ هذه الخطوة تمثل نجاحًا ملموسًا في مكافحة تهريب المخدرات، مشيرًا إلى أهمية التنسيق الدولي في مواجهة الجريمة المنظمة.

وقد دعا محامي الدفاع، فيليب أوهايون، إلى التعاطي مع القضية بحيادية واحترام لحقوق المتهم. كما أكّد في تصريحات لصحيفة “لو باريزيان” أنّ موكله يتطلع إلى جلسة محاكمة عادلة، بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية أو إعلامية.

وقد اشتعلت المواجهات بين عصابتي “يودا” و”مافيا دي زد” في أوائل عام 2023، مما أجبر بينغوي على البقاء في المغرب. ارتبطت هذه الحرب بـ35 جريمة قتل من أصل 49 وقعت في مرسيليا خلال ذلك العام، وهو ما ألقى الضوء على التحديات التي تواجهها المدينة في التصدي لجرائم المخدرات.

وسجّلت السلطات الفرنسية انخفاضًا ملحوظًا في عدد جرائم القتل المرتبطة بالمخدرات خلال عام 2024، حيث انخفضت الحالات إلى 24 فقط. وأرجعت السلطات هذا التحسن إلى تفوق “مافيا دي زد” على “يودا”، مما أضعف نفوذ الأخيرة بشكل ملحوظ.

وفي سياق متصل، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس/آذار حملة وطنية لمكافحة المخدرات، تضمنت زيارة إحدى أكثر المناطق تضررًا في مرسيليا، وهي منطقة لا كاستيلان. وقد قادت هذه الحملة الأمنية إلى اعتقال العشرات، مما عزز الثقة بجهود الدولة في إعادة السيطرة على الأحياء المتضررة.

وتواصل السلطات الفرنسية العمل على تفكيك بقايا شبكات عصابة “يودا” خيث يمثّل تسليم بينغوي بداية جديدة في الجهود المبذولة للقضاء على تجارة المخدرات في البلاد، وإرسال رسالة واضحة بأن القانون سيظل بالمرصاد لكل من يجرؤ على تجاوزه.

شاركها.
Exit mobile version