أثار مشهد استقبال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المكنى بأبو محمد الجولاني، لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في القصر الرئاسي بدمشق، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف البعض ترحيبه بالبارد، خاصة أنه امتنع عن مصافحة بيربوك باليد.

اعلان

وكان الشرع قد ظهر في الفيديو وهو يصافح بارو بأطراف أصابعه، ثم يضع يده على صدره ممتنعًا عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية باليد.

وقد تفاوتت ردود الفعل بشأن الحركة، بين من وجدها “مهينة” للوفد الدبلوماسي وتعكس نوعًا من “التطرف الإسلامي”، وبين من وجدها حركة طبيعية تتوافق مع المبادئ الإسلامية التي يؤمن بها زعيم جبهة النصرة السابق.

سخرية وانتقادات لاذعة للشرع

وسخر بعض رواد مواقع التواصل من عدم مصافحة الشرع للوزيرة بالقول إنه “فعّل وضعية مبسلمش على ستات”.

كما قالت الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف، إن عدم مصافحة الشرع لبيربوك يثبت أنه لم يتخلَّ عن “عقيدته الداعشية”، رغم محاولته الظهور بشكل “حضاري”، على حد تعبيرها.

حركة الشرع “حرية شخصية”

من جهة أخرى، دافع بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي عن قرار الشرع بوصفه “حرية شخصية”، فهو رجل “متدين” ويحق له أن يضع قواعد التواصل التي تريحه وتتلاءم مع مبادئه، على حد تعبيرهم. وانتقدوا فورة من وصفوهم بـ”العلمانيين”، أي الذين انتقدوا تصرف رجل سوريا الجديدة.

انتقادات للوفد الأوروبي نفسه

وفي خضم الجدل الحاد، برزت أصوات وجهت الانتقادات نحو الوفد الأوروبي، بالقول إن طريقة تواصل الشرع لا يجب أن تثني الشعب عن الالتفات إلى نقطة مهمة، وهي أن أوروبا والغرب كانا يعتبران زعيم هيئة تحرير الشام “إرهابيًا”، والآن “يهرولون” إليه ويتعاملون معه “كرئيس”، على حد تعبيرهم.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت عن فتح القنوات الدبلوماسية مع القوى الحاكمة في سوريا، مشيرة إلى أن قراراتها بشأن رفع العقوبات عنها ستكون رهينةً بأدائها.

وفي وقت سابق، أثار فيديو آخر للشرع جدلًا مشابهًا، بعدما طلب من إحدى الفتيات تغطية شعرها قبل التقاط صورة معها.

وعقب لقاء الشرع، قالت بيربوك إن “هناك فرصة لبداية جديدة في سوريا”، لكنها قرنت ذلك بمدى قدرة الحكام الجدد على توفير الحماية وإعطاء الحقوق لجميع المواطنين السوريين على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم.

وأعربت الوزيرة عن دعم الأوروبيين للانتقال السلمي للسلطة، والمصالحة الاجتماعية، وإعادة الإعمار، لافتة إلى أن الطريق قد يكون صعبًا، لكن دمشق “تستحقه”، وفق تعبيرها.

شاركها.
Exit mobile version