بدأت شركات الطيران التابعة لنظام أسد بتسيير رحلات مأجورة لنقل السوريين العالقين في السودان الذي شهد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية معارك واشتباكات عنيفة بين قوات البرهان وحميدتي، وفق ما ذكرت مصادر من أبناء الجالية السورية هناك لموقع “أورينت نت”.

ويأتي ذلك بعدما أعلنت “أجنحة الشام” قبل أيام تسيير رحلتين مجانيتين بتوجيهات من نظام أسد لإجلاء السوريين العالقين من مطار بورتسودان، حيث ينتظر الآلاف إجلاءهم من هناك بعد تقاعس وعدم تجاوب سفارة وخارجية نظام أسد لنداءاتهم.

تسيير رحلات مأجورة

وأكد سوريون في السودان لـ”أورينت نت”، أنه بعد تسيير الرحلتين المجانيتين بحسب ما زعمت الشركة، بدأت مكاتب السفر بالإعلان عن تسيير الشركة رحلات مأجورة يومياً من بورتسودان إلى دمشق، كما إن هناك رحلة أسبوعية للشركة “السورية للطيران” التابعة لميليشيا أسد.

وأوضحت المصادر أن أحد مكاتب السفر السورية في السودان أعلن أنه سيتم تسيير رحلة بتاريخ اليوم السبت، مشيرة إلى أن المكتب حدد سعر التذكرة للشخص البالغ والطفل بـ 455 دولاراً، وللطفل الرضيع بـ 75 دولاراً.

فيما أعلن مكتب آخر عن رحلة ثانية لـ”أجنحة الشام” بسعر 550 دولاراً للتذكرة، بحسب المصادر التي أكدت أنه تم حجز جميع التذاكر في الرحلتين، ومن بين الذين سيتم إجلاؤهم عائلتان دفعت كل منهما 10 آلاف دولار ثمن التذاكر.

ابتزاز وورقة أمنية

وبحسب ما أفادت المصادر، اضطر عدد كبير من السوريين لبيع مصاغهم الذهبي وممتلكاتهم لتأمين ثمن التذاكر، لافتة إلى أن بعض المكاتب بدأت تطلب 1000 دولار سعر التذكرة الواحدة لمن يريد أن يحجز، وذلك بعد ادعائها بأن الحجز مكتمل حالياً ولا يوجد مقاعد شاغرة.

إضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنه إلى جانب سعر التذاكر، يجب على كل شخص استخراج ورقة أمنية بسعر مليون ليرة سورية (120 دولاراً تقريباً) من سفارة ميليشيا أسد في السودان أو من وزارة خارجيته، حتى يسمح له الدخول إلى سوريا.

التذكرة بـ450 دولاراً

وحصل موقع “أورينت نت” على صورة لتذكرة تم حجزها من قبل أحد السوريين على متن رحلة “أجنحة الشام” تنطلق اليوم من بورتسودان إلى دمشق، تظهر أن سعر التذكرة 450 دولاراً للشخص الواحد.

وكانت وكالة أنباء أسد (سانا) قد أعلنت عن إجلاء دفعتين من السوريين العالقين في السودان إلى مطار دمشق خلال اليومين الماضيين، وذلك عن طريق طيران “أجنحة الشام” التي أعلنت أن الرحلتين كانتاً مجاناً.

ووجّه ناشطون سوريون وفي وقت سابق مناشدات لإجلائهم من السودان، وسط حالة من الغضب والاستياء من رفض سفارة ميليشيا أسد في الخرطوم مساعدتهم ومنحهم وثائق وأوراقاً تسهّل إجلاءهم.

وأوضحوا أن هناك نحو 5 آلاف سوري من مختلف الفئات العمرية وصلوا من العاصمة السودانية الخرطوم إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر وينتظرون إجلاءهم من هناك.

وكان سوريون عالقون في السودان قد أكدوا لـ” أورينت نت” بوقت سابق أن سفارة ميليشيا أسد في الخرطوم تخلّت عنهم ولم تعد ترد على اتصالاتهم مكتفية بإحصاء عددهم، دون أي خطوة حقيقية لمساعدتهم، ولم تكتف سفارة ميليشيا أسد بعدم مساعدة السوريين بل سعت جاهدة لعرقلة إجلائهم من السودان، من خلال احتجاز جوازات سفرهم.

شاركها.
Exit mobile version