توقفت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا في الساعات الأولى من يوم رأس السنة الجديدة، وذلك بعد انتهاء اتفاقية النقل بين روسيا وأوكرانيا. ولم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بين موسكو وكييف لاستمرار تدفق الغاز، مما أدى إلى توقف أقدم مسار لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
هذا التوقف يأتي في سياق علاقة متوترة بين البلدين بدأت منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث توقفت أوكرانيا عن شراء الغاز الروسي في العام التالي.
وقال وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان غالوششينكو، في بيان له: “لقد أوقفنا نقل الغاز الروسي. هذا حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقها، وستتعرض لخسائر مالية. أوروبا قد اتخذت بالفعل قرارًا بترك الغاز الروسي.”
وكان من المتوقع هذا التوقف في تدفق الغاز في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022، حيث كانت أوكرانيا حازمة في موقفها بعدم تمديد الاتفاقية في ظل النزاع العسكري.
وأشارت مصادر صناعية إلى أن شركة غازبروم الروسية توقعت غياب الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، حيث كان يمثل حوالي نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأنابيب.
رغم توقف الغاز عبر أوكرانيا، تواصل روسيا تصدير الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم” الذي يمتد عبر البحر الأسود، والذي يشمل خطين: أحدهما لتلبية احتياجات السوق التركي والآخر لتوريد الغاز إلى أوروبا الوسطى، بما في ذلك المجر وصربيا.
وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، بذل الاتحاد الأوروبي جهودًا كبيرة لتقليل اعتماده على الغاز الروسي، من خلال البحث عن مصادر بديلة. وقامت دول مثل سلوفاكيا والنمسا التي كانت تعتمد على الغاز الروسي عبر أوكرانيا، بترتيب إمدادات بديلة لضمان تلبية احتياجاتها.
من بين الدول التي تأثرت بشكل كبير بوقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا، كانت مولدوفا، التي أعلنت أنها ستضطر إلى اتخاذ تدابير لتقليل استهلاكها من الغاز بنسبة 33%. ولم تصدر أي ردود فعل فورية من الاتحاد الأوروبي في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء.
انتهت اتفاقية النقل التي كانت تمتد لخمس سنوات بين روسيا وأوكرانيا في 1 يناير 2025، حيث قالت غازبروم في بيان عبر تطبيق تلغرام: “نظرًا للرفض المتكرر والواضح من أوكرانيا لتجديد هذه الاتفاقات، تم حرمان غازبروم من القدرة التقنية والقانونية لتوريد الغاز عبر أوكرانيا.”
وفي السياق نفسه، أكد وزير الطاقة الأوكراني أن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا تم إيقافه “من أجل الأمن القومي”. وبحسب هذا التوقف، ستخسر أوكرانيا نحو 800 مليون دولار سنويًا من رسوم النقل، بينما ستخسر غازبروم نحو 5 مليارات دولار من مبيعات الغاز.
ما هو مستقبل صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا؟
إن روسيا، التي كانت تسهم في تزويد أوروبا بما يقرب من 35% من احتياجاتها من الغاز، تواجه اليوم تراجعًا كبيرًا في حصتها السوقية بسبب الحرب.
بالإضافة إلى توقف خط أنابيب “يامال-أوروبا” عبر بيلاروسيا، تعرض خط “نورد ستريم” للتفجير في 2022، ما أضر بشكل كبير بالعلاقات التجارية.
في عام 2018، وصلت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا إلى رقم قياسي بلغ 201 مليار متر مكعب، بينما تراجعت هذه الصادرات في 2023 إلى 15 مليار متر مكعب عبر أوكرانيا، مقارنة بـ 65 مليار متر مكعب في 2020.