رغم أن ألمانيا تعدّ من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، إلا قواتها المسلحة تواجه أزمة في العدّة والعديد. إذ حذّرت المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة الألمانية، إيفا هوغل، من تدهور حالة الجيش وتهالك أسلحته، مشيرة إلى نقص في العتاد والجنود.

اعلان

وقدّمت هوغل، الثلاثاء، تقريرًا يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الجيش الألماني (البوندسڨير)، بما في قدم المعدات ونقص المقاتلين.

فقد انخفض عدد الجنود إلى 181,174 جنديًا هذه السنة، وهو أقل بـ 340 عنصرا مقارنة بعام 2023، مما يجعل ألمانيا بعيدة عن تحقيق هدفها في تجنيد 203,000 جندي بحلول عام 2031، مع زيادة في متوسط الأعمار إلى 34 عامًا، حسب التقرير.

وشددت هوغل على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع، تشمل زيادة التجنيد، والحصول على معدات أفضل، وثكنات ملائمة.

وأكدت أن مطالبها ليست مجرد تمنيات بل “نداء استغاثة”، محذرة من أن الجيش يتقلص ويتقدم في السن بوتيرة سريعة.

ومع ذلك، أكدت هوغل أن هناك بعض التقدم، حيث ارتفعت طلبات الانضمام إلى الجيش بنسبة 18.5% عام 2024، وزيادة بنسبة 8% في التوظيف، كما ارتفعت الالتزامات المستمرة بنسبة 25% عن العام الماضي.

ورغم أن تقدم الجيش الألماني في السن وتهالك معداته ليس أمرًا جديدًا، إلا أن هذه المشكلة أصبحت أكثر بروزًا بعد الحرب الروسية-الأوكرانية.

فقد دفع “التحول في سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الإعلان عن تخصيص صندوق بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الأسلحة ودعم سياسة دفاعية أكثر حزمًا.

كما أصبحت الحاجة إلى تطوير الجيش الألماني أكثر إلحاحًا في ظل الدعوات الأخيرة لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية، خاصة بعدما تبين الأثر الهائل لانقطاع الدعم الأمريكي عن أوكرانيا.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين قد دعت خلالالقمة الأوروبية في لندن إلى إعادة تسليح الاتحاد الأوروبي على وجه السرعة وزيادة الإنفاق الدفاعي لمواجهة التحديات الجيوسياسية الجديدة.

وقالت إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى “طفرة” في الإنفاق العسكري تتناسب مع الوضع الأمني الحالي، مشددة على ضرورة أن يكون الاتحاد أكثر استعدادًا لمواجهة التهديدات المحتملة.

وفي وقت سابق، دعا ماركوس زود، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، إلى تسليح الجيش الألماني بشكل أكبر استجابة للوضع الأمني الدولي.

ورغم أن ألمانيا تعتبر من أكبر الدول المصدرة للأسلحة في العالم، إلا أن هذا لا ينعكس بشكل واضح على حال جيشها. فقد كشفت تقارير إعلامية ألمانية أن بعض المعدات العسكرية التي كانت ترسلها برلين إلى كييف كانت معطلة.

وإلى جانب المعدات القديمة، يعاني الجيش من ضعف في التجنيد وتحديات في توفير المستلزمات الأساسية للجنود، مثل عدم توفير وحدات سكنية متنقلة كافية أو سترات واقية بالعدد المطلوب.

شاركها.
Exit mobile version