خيّم الحزن والغضب على بلدة كوتشاني شمال مقدونيا بعد كارثة مروعة شهدتها في الساعات الأولى من صباح الأحد، حيث اندلع حريق هائل داخل ملهى ليلي مكتظ بالمراهقين، ما أسفر عن مقتل 59 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ووسط صدمة الفاجعة، تجمّع أهالي الضحايا أمام مستشفى كوتشاني، في مشهد يعكس الحداد والغضب، رافضين السماح للأطباء الشرعيين بأخذ جثث أبنائهم، في احتجاج على ملابسات الحادث الأليم.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن النيران اشتعلت عندما تسببت شرارات من ألعاب نارية في احتراق سقف الملهى، بينما كانت فرقة موسيقية تقدم عرضًا حيًا، ما أثار حالة من الذعر والفوضى بين الحاضرين الذين حاولوا الفرار وسط تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف.
وأعلن وزير الداخلية، بانسي توشكوفسكي، عن صدور أوامر باعتقال أربعة أشخاص على خلفية الحريق المأساوي، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “ميا” بأن الشرطة أوقفت مالك الملهى للتحقيق في ملابسات الحادث.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي توثق لحظات الرعب، حيث كان الحاضرون يركضون وسط ألسنة اللهب والدخان الكثيف.
وقالت الناجية ماريا تاسيفا، البالغة من العمر 22 عامًا، إنها تعرضت للدهس أثناء التدافع، ما أدى إلى إصابتها بجرح في خدها، كما فقدت الاتصال بشقيقتها، التي لا تزال مفقودة. وأضافت بقلق: “لم نتمكن من العثور عليها في أي من المستشفيات”.